دم الشهيد بي كم؟

قال ود الفكي أن قحت تبحث تشكيل حكومة واختيار رئيس وزراء خلال أسبوعين، والمدعوان عادل ومضوي قالا إنهما مرشحان لرئاسة الوزراء من قبل تجمعات مجهولة، وأحد الصوفية دخل على الخط حين قال إن لديه مبادرة لاختيار حكومة..

يا لها من مبادرات تقول للسلطات الانقلابية (سعيكم مشكور وأمركم مطاع)، ولكن هدف كل هذه المؤامرات التي تسمى مبادرات، تصفية الثورة الموجودة في الشارع، وسحب البساط من لجان المقاومة، ليكون الموضوع الأساسي حكومة في جيب البرهان، وانتخابات مبكرة، وح ننهي الانقلاب وكدة!!

وخلف الكواليس هناك شغل من نوع آخر، وتصنيف لكوادر لجان المقاومة، على شاكلة دا ممكن يقعد مع الأرادلة، وفلانة ديك مع فولكر.. ولاحظوا أن الاختيار يتم بعناية، والهدف حصار المقاومة في ركن قصي، لأن الاجتماعات المشبوهة هذه تنقل بالصورة والصوت. وشيئًا فشيئا كما هو مخطط له تختفي جداول التصعيد الثوري وتنغمس اللجان في بيانات النفي والنفي المضاد..

العقبة الأساسية أمام الانقلاب وسدنته، وجماعة التسوية والتبعية ليست اللجان فحسب، بل الدماء التي أريقت والشهداء الذين قالوا لرفاقهم إياكم والمتاجرة بدمنا.. لهذا يتآمرون لطرد أسر الشهداء من مقرهم، ويفكرون لاحقًا في مصالحات تحت زعم العدالة الانتقالية.. لكنهم يتحينون الوقت المناسب.. وحتى ذاك الموعد ستخلى المشرحة من أي أثر للشهداء الذين ألقيت جثثهم في ثلاجات الموز، واللجان شغالة تش في هذا الموضوع.

وإن كان هنالك ما يقال للجان المقاومة، وللثوار البواسل من الجنسين، فهو أن ينتبهوا لما يحاك حولهم، وللمخذلين بداخلهم، فهنالك من يراهن على تصفيتكم قبل نهاية سبتمبر القادم، ولماذا سبتمبر بالذات؟!..

تلك قصة نحكيها في الوقت المناسب..

وأما بعد:

فأي حكومة برعاية الانقلاب دوسوها دوس..

ودم الشهداء غالٍ جدا يا من تريدون المقايضة به..

ويا أيها الذين تطردون أسر الشهداء من تلك البقعة الصغيرة، غدًا وبعد انتصار الثورة ترون صورهم وتماثيلهم وذكراهم على طول الشوارع التي قتلوا فيها، ومكان المجزرة سيبقى ميدان الشهداء..

والمغالطنا يسأل العنبة!!!

الميدان