في غياب مشروعات علي أنهار السودان

أسامة ضي النعيم
النتيجة أن مددت رجليّ ، صيرني جداله ومناكفته لي خبيرا من منازلهم في مشروعات الرى والسدود بالسودان ، جزى الله صديقي أبو عمر المصري علي ذلك ، بفضل الله ثم مقاله لي : (هو انت يأبو الهيثم كلما أحكيلك عن مشروعات السدود وتطويع النيل في مصر….. (تأول) لي عندكم مشروع مثله في السودان) ، ويواصل أبو عمر (يأخي ده عندكم أنها وأفرع أنهار زي الهم في ( الألب) وفي الخرطوم وحدها ثلاث أنهار وبرضه في أحياء ما (لاآيه) ميه تشربها —- جاتكم خيبة) .
يحكي في لحظات فخر واعتزاز بمصرومشروعاتها لتبقيها هبة النيل ، يحدثني أبو عمرعن استراتيجية مصر المتكاملة التي أُطلقت عام 2020 تحت مسمي “ادارة الموارد المائية” وتنتهي في عام 2050م ، تتضمن الخطط معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي وانشاء دلتا جديد في توشكي . وأزيدك من الشعر بيت يأبو الهيثم ده حنا عندنا أيضا مشروعات قادمة ، قناة جونقلي ومشروع بحر الغزال ومشروع قناة مشار ومشروع نهر الكونغو . استجمع خبراتي المكتسبة المنزلية وأرد علي أبو عمر، عندنا يا عم خالد في بعض مناطق السودان مثل حمرة الوز يصل عمق البئرالي أربعين رجل وربما لا تصلح المياه للشرب بعد ذلك المجهود، لذا عندنا مشروع ضخم يضاهي النهر العظيم في ليبيا ، من خلال ذلك المشروع يتم حفر قناة لايصال مياه النيل الابيض الي حمرة الوز وسودري وما جاورها ، بالمناسبة مصر حتستفيد من هذا المشروع لان تلك المناطق هي التي يصدر منها الجمال الي مصر.
(أولك) يأبو الهيثم ، ما فيش دولة عربية تقدر تجاري مصر في مشروعات حصاد المياه الا سلطنة عمان ، عندهم طريقة شق الافلاج ويعود تأريخها الي عام 2500 قبل الميلاد ، وعرفت الافلاج في السلطنة بواسطة الفرس ، شق الافلاج يتم بعبقرية هندسية فائقة ، شق العمانيون الاوائل الفلج بين النقطة الاولي عند خزان المياه الجوفي في المرتفع والنقطة الثانية عند السهل المستفيد من تلك المياه ، وروعى أثناء التدرج في العمق حسب ارتفاع سطح الارض مما يساعد علي جريان الماء بطريقة سلسة منتظمة.
يتواصل السجال بيننا ، أتحفه بمشروعات المياه عندنا وأحدثه عن سقيا بورتسودان من مياه النيل ، تعرف يأبو عمر المشروع في انتظار التمويل وربما حصلنا عليه من أمريكا بعد التطبيع وانجلاء تحذيرات الوباء العالمي ، ربما توسع الخبراء عندنا وذهبوا الي ربط ميناء بورتسودان بسفن تذهب الي أثيوبيا عن طريق النيل الازرق وروافده الكثيرة ، مشروعات ربط الانهار الداخلية يحقق ديمومة جريانها طول العام (طبعا من تنظيراتي المنزلية) ، علي كل حل يأبو عمر انتم تغلبونا بالعددية الكثيرة من البشر لكن السودان يمتاز بعقول شابة اكتسبت الكثير من الخبرات في حصاد المياه وتجربة عشتها أبان عملي في هيئة توفير المياه ، العلة في غياب الاستقرار السياسي وسوء ادارة المصادر من مياه وغيرها.
يأتيني رد أبو عمر المصري ، تعرف يأبو الهيثم انت ما عندكش فكرة أن مصر لديها خطة طموحة للتسيد علي نهر النيل ، خلاف المشروعات السابقة لدي مصر مشروع “شريان الملاحة” ، مشروع تقدمت به مصر وقبلته أمريكا ، يصل المشروع البحر الابيض المتوسط ببحيرة فكتوريا ، تسير سفن عملاقة للربط ، يعني شلالاتكم علي النهر خلاص (باي باي) ، يتحقق انسياب سلسل لمياه النيل الي المحروسة ، تقل تكلفة النقل بين دول الحوض عبر النقل النهري .
هنا سكت عن تفديم مشروع مماثل ، رأي أبو عمر الحيرة علي وجهي وأطلق مقاله (مصر أم الدنيا) والرد عليه من جانبي دائما (والسودان أبوها).
بارك الله فيك أستاذ علي زكر المناطق الجنسية حمرة الوز وأم بادر وسودري … أنا من ام بادر وأتمني ان تشق ترعة من النيل الي المالحة في دارفور وتاتي عبر سوري والمرة الشيخ الي الغرب … مناطقنا منتجة واراضيها خطبة وصالحة للزراعة والرعي … لكن الآن تغييرة كتيرا بفعل الجفاف والتعدين التقليدي أثر كثير علي الغطاء النباتي وخصوصا الخمس سنوات الاخير أصبح الزحف الصحراوي سيد الموقف …
المنسية عفوا…