عربي | BBC News

إسرائيل تشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس والفصائل الفلسطينية تعلن النفير العام

شن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية والقدس، واعتقلت قواته فجر اليوم السبت ما لا يقل عن 20 فلسطينيا من بينهم معتقلون سابقون من الجهاد الإسلامي.

وقد أعلنت الأجنحة العسكرية لأربعة فصائل فلسطينية في مخيم جنين، مساء الجمعة، النفير العام في الضفة الغربية مؤازرة للأحداث الدائرة حاليا في قطاع غزة.

وقالت حركة حماس في تصريح صحفي إن “المقاومة والغرفة المشتركة في حالة استنفار قصوى ويجري تقدير مستمر للموقف من التصعيد”.

وقالت الأذرع العسكرية لفتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن جميع طرق المستوطنات ستكون تحت رصاص المسلحين الفلسطينيين لمنع تنقل المستوطنين في شوارع الضفة الغربية.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قال إنه يستعد لعمليته العسكرية ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة والتي تستمر لمدة أسبوع. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ران كوتشاف، قوله صباح اليوم، في الوقت الذي تدخل فيه العملية يومها الثاني، “إن إسرائيل لا تجري أي مفاوضات لوقف إطلاق النار في الوقت الحالي”. وقال جيش الدفاع الإسرائيلي في تغريدة يوم أمس، 5 أغسطس / آب، إن هذه العملية تأتي استعدادا “للتهديد الوشيك بشن هجوم ضد المدنيين الإسرائيليين من قبل حركة الجهاد الإسلامي في غزة”. ونقلت هآرتس عن الجيش قوله إن “نحو 160 صاروخا أطلقت باتجاه إسرائيل من قطاع غزة حتى الآن، تم اعتراض 60 منها”.

وأطلقت هذه الصواريخ، التي سمع دوي انفجاراتها في سماء غزة، ردا على مقتل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري في قصف إسرائيلي. وقالت وزارة الصحة بغزة إن 12 فلسطينيا قتلوا في الضربات الاسرائيلية بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 اعوام وسيدة تبلغ من العمر 23 عاما. وأضافت أن 84 فلسطينيا آخرين أصيبوا بجراح مختلفة.

ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا إسرائيليين حتى الآن.

وقال الجيش الإسرائيلي إن تيسير الجعبري، القيادي الإقليمي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قُتل في الضربات، مضيفا أنه “مسؤول عن عدة هجمات إرهابية ضد مدنيين إسرائيليين”. وتأتي العملية الإسرائيلية بعد أن طالبت الجماعة المسلحة بالإفراج عن أحد قادتها المعتقلين في عملية مداهمة إسرائيلية على الضفة الغربية وهددت بالانتقام.

واستهدف الجيش الإسرائيلي مواقع في القطاع، قائلا إنها تأتي ردا على “التهديدات المباشرة التي تشكلها حركة الجهاد الإسلامي”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القصف جزء من عملية عسكرية ضد أهداف تابعة للحركة.

وقال الجيش إنه قصف مواقع للحركة، بينها برج فلسطين في مدينة غزة، وشوهد الدخان يتصاعد من البرج بعد قصفه.

وكانت آخر الغارات الإسرائيلية قد استهدفت مجموعة من النشطاء في منطقة الزنة في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بينما واصلت المقاتلات الحربية قصف عدد من المواقع العسكرية التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

من جانبها قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أنها قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت بـ 60 صاروخ، في عملية أطلقت عليها اسم “وحدة الساحات”ـ رداً على العدوان المتواصل، مؤكدة استمرار القتال وأن الوضع يتجه للتصعيد.

وقال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن “الاحتلال يصعد من عدوانه على شعبنا ومقدساتنا منذ انطلاق مسار التطبيع الحالي، و هذه الاتفاقات ستشجع الاحتلال على تصعيد جرائمه ضد شعبنا”.

وعلى المستوى الدولي، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت ، إن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لهجماتها الأخيرة على الفلسطينيين في غزة ، بحسب ما أفاد التلفزيون الإيراني.

ونقلت الصحيفة عن اللواء حسين سلامي قوله “الإسرائيليون سيدفعون ثمنا باهظا آخر لجريمتهم الأخيرة” في إشارة إلى الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة أثناء لقائه زعيم الجهاد الإسلامي زياد النخالة الموجود حاليا في إيران.

وأشارت تقارير إلى أن الجعبري قتل في قصف طائرات إسرائيلية لشقة سكنية وسط مدينة غزة. ويُعرف عن الجعبري أنه كان مسؤول لواء سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، في شمال القطاع.

وبحسب السلطات الإسرائيلية، فقد كان الجعبري شخصية بارزة في الجهاد الإسلامي وشغل مناصب مختلفة في الحركة ومن بينها قائد ملف العمليات، وكان مسؤولا عن اتخاذ قرارات عديدة في الحركة وعن محاولات لتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين.

وقد تعاون في الهجوم الجيش الإسرائيلي ووكالتا الاستخبارات والأمن الداخلي (شين بيت).

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في بيانه إن الحكومة لن تسمح لما وصفها بالمنظمات الإرهابية بأن “تحدد طريقة حياة سكان محيط غزة وتهدد مواطني دولة إسرائيل”.

وورد في بيان مشترك من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس أن الجيش الإسرائيلي استهدف شخصيات من تنظيم الجهاد الإسلامي في عملية تهدف إلى ” إزالة مصادر خطر تهدد المواطنين الإسرائيليين داخل إسرائيل وفي محيط غزة”.

وفي المقابل، دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي المسلحين من جميع التنظيمات الفلسطينية “لمواجهة العدوان الإسرائيلي”.

وأعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة أن سترد على اغتيال الجعبري، قائلة إنها في “انعقاد دائم لتحديد طبيعة هذا الرد”.

وقالت الغرفة العسكرية في بيانها: “هذا العدوان لن يمر مرور الكرام، ورد المقاومة قادم وبالطريقة التي تحددها قيادة المقاومة”.

وعبّر إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عن إدانته لما وصفه بـ”الجريمة الإسرائيلية النكراء”، محذرا من أن الأمور مفتوحة على كل الاتجاهات.

وجاءت هذه التطورات بعد أربعة أيام من إغلاق إسرائيل معبرين بين غزة وإسرائيل، وفرضها قيودا على حركة المواطنين الإسرائيليين الذين يقيمون بالقرب من الحدود مع غزة استنادا إلى اعتبارات أمنية.

وكانت حركة الجهاد قد أعلنت حالة الاستنفار في صفوف مقاتليها منذ عدة أيام واستعدادها للرد عسكريا على ما قالت إنه إهانة واعتداء كبيريْن تعرض لهما القيادي البارز في الحركة بسام السعدي عندما داهمت قوة إسرائيلية منزله في مدينة جنين قبل اعتقاله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..