
قالوا إنها (مبادرة أهل السودان للوفاق الوطني) ومنذ أن أعلنوا عن أسماء أصحابها من السياسيين المتحدثين باسمها في مؤتمرها الصحفي وقبل انعقاده قلت (إذن فليمد أبو حنيفة رجليه)..!!
لا ينبغي أن يقود حسن النية أهلنا السادة الصوفية إلى توريط الوطن في إشكاليات جديدة لن ينتج عنها غير تعطيل الحراك الوطني والمساعي الوطنية والمنازلة المدنية السلمية (المُغرقة في السلمية) للانقلاب الباطش القاتل..ولا يمكن القبول بمثل هذه النوايا الطيبة عندما تكون خلاصتها (تغبيش الآفاق الوطنية) والالتفاف على العزائم الصادقة التي تعمل من اجل انتشال البلاد من وهدتها وتجنيبها الانهيار وإنهاء حالة الانقلاب وانجاز مطلوبات الانتقال المدني.. وليس مكافأة الانقلابيين وشيعتهم بمثل هذه المهادنات الباردة الخالية من المضمون والتي لا طائل من ورائها.. جفّت الأقلام وطويت الصحف..!!
لم تقل هذه المبادرة ما هو رأيها في هذا الانقلاب الذي يقتل الناس الضحى الأعلى.. ولم يرد ذكراً له..!! ولكن كان من أجندتها (الفطيرة) كما جاء على لسان أصحابها (أن قوى الحرية والتغيير متعلقة بالسطة ولا تريد الانتقال للانتخابات) أين هي هذه السلطة..؟! إنها (نسخة كربونية من عبارات البرهان والفلول)..! وما أسرع أن التقط هذه المبادرة أعوان الانقلاب وجماعة السياسيين الذي عملوا مع الإنقاذ (بالباب) ويريدون أن يعودوا (من الشباك) باسم الوفاق الوطني والاجماع الشعبي والعبارات البلاستيكية عن (أهل السودان)..وأهل السودان براء من هذه المبادرة وقطارها الذي يحمل ملامح الإنقاذ وكل خزعبلاتها..!
وفي هذا لا مجاملة..! لا مجاملة في الوطن..سواء كان من قادة هذه المبادرة شيخنا ود بد أو مبارك الفاضل أو (الأمير الإنقاذي) احمد سعد عمر ونحن لا نتجنى عليه..فقد كان رجلاً للإنقاذ ولم يكن لحزبه الذي بعث به للعمل مع الإنقاذيين فصار (أمين سر الإنقاذ) وحامل أختامها..!! ولا تحدثني عن فارس اللقاء الثالث عبدالرحمن الصادق فقد سار مع المخلوع حادياً وديدباناً ورابعهم (السلطان صديق ودعة).. ! وها هم يعودون الآن في ركب الصوفية وفي مبادرة يقولون عنها ما تقوله جماعة الانقلاب من باب الاستهلاك..! ومما أوردته المبادرة في أجندتها (المحافظة على ثوابت الأمة الدينية)..! ومن الذي خلخل هذه الثوابت..؟! ثم قالوا أنها مبادرة لا تعزل أي حزب وأي شخص (ما رأيكم في المؤتمر الوطني)..؟! وقد صار معلوماً معنى هذه العبارة التي لا يقصد بها غير (تطييب خاطر) من لفظتهم الثورة نتيجة لجرائمهم وأرجات أمرهم للقضاء النزيه وللشعب السوداني بعد اكتمال مرحلة الانتقال التي حددتها الوثيقة الدستورية وهي المرجعية الوحيدة التي لا بديل لها في أمر الفترة الانتقالية حتى إشعار آخر..!
إن الأمر أمر ثورة شعبية شاملة بشعاراتها ومطلوباتها وشهدائها..وهي ثورة عظيمة جسورة (وليست ملعبة)..! إنما ثورة تقاس بموازين الذهب.. بل بما هو اغلي وأجلّ من ذلك..! فهي ثورة ممهورة بدماء عزيزة وتضحيات جسام وشهداء كرام لا يمكن أن يكون كفاء أرواحهم الغالية مثل هذه المبادرات الكبيسة التي تستهين بعقول السودانيين وبالوجدان الوطني والتطلعات الشعبية المشروعة..!!
ما هو الجديد في هذه المبادرة التي تتشفّع للانقلاب والانقلابيين وتتحدث عن (حكومة كفاءات مستقلة تعقبها انتخابات)..!! ثم قالوا إنها (من اجل تجنّب الإخطار الأمنية)..!! أهذا هو خلاصة رأيكم في كل هذه الدماء التي يسفكها الانقلاب صباح مساء.. وكل هذه الفظائع وإطلاق الرصاص الرسمي على صدور ورءوس المحتجين السلميين وبقر البطون ونزع العيون وبتر الأطراف..علاوة على المداهمات والدهس والتعذيب والضرب والإهانة واقتحام حرمات البيوت..! كيف بالله يكون الالتفاف على كل ذلك والنكوص من قولة الحق أمام انقلاب جائر وسلطة باطشة قاتلة..؟!!
لا مجاملة ف الشأن الوطني (مع كامل الاحترام) ولن يفلح الذين هللوا لهذه المبادرة ومنحوها من النعوت ما لم يوصف به إعلان الحقوق العالمي أو (ميثاق عُصبة الأمم)… لقد قال عنها الفلول في مانشيتاتهم ومنابرهم ومواقعهم أنها وجدت القبول وحظيت بالتفاف قومي ووحدّت بين المبادرات..وأطلقوا العديد من مثل هذه البالونات (فاسدة الهواء)..! ثم كللوا كل هذه التعبيرات الراقصة بقولهم من باب المدح والتعظيم إن البرهان أعلن عن ترحيبه ودعمه لها..!!! فكان هذا لو كانوا يعلمون من باب (تأكيد الذم بما يشبه المدح)…. يقول عز وجل في وعيده (ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الجحيم؛ ذق إنك أنت العزيز الكريم)..!!
ومن أمثلة الذم بما يشبه المدح عند أهل البلاغة (بيض المطابخ لا تشكو ولائدهم/ طبخ القدور ولا غسل المناديل)..
الله لا كسّب الإنقاذ..!!
الارزقى ابراهيم بقال -تقرأ بوال- فضح الجماعة …
واتهم كيزان المؤتمر الجلابة بالاستفراد بالغنائم وطرد كرور كيزان المؤتمر اللاوطنى الغرابة من امثاله …
صعف الطالب والمطلوب وانكشف الملعوب !!
يعني انت عايز ننتظر نهاية مسلسل القط والفار بينكم والعسكر إلى مالا نهاية.. أي مبادرة يمكن أن تجلب الاستقرار نرحب بها ولو من باب عسى أن تحقق الهدف.