التدين الشكلي كسلوك تعويضي 2

ونواصل في التدين الشكلي كسلوك تعويضي في المجتمع السوداني ، والحديث هنا لايفيد العموم ولكن تناولنا للموضوع لوجوده كظاهرة اصبحت من نمط الحياه الاعتيادي لدي السودانيين ، فالدين كما اسلفنا في المقال الاول هو منظومة متكاملة تجمع بين اليقين والعمل .
ليس الدين لحيه وعدم اسبال للثوب او غطاء راس وفتنة انثي لماذا تم حصر وحشر المفهوم الديني العميق في تلك القوالب كثوابت مع الاخذ في الاعتبار سادتي بان تلك الممارسات من صميم الحرية الشخصية فلك ماتريد فقط افهم المراد من الممارسات فرسالة الاسلام حتي قبل بعث النبي محمد علية السلام قامت علي الشك والتساؤل ومن ثم اليقين وما قصة سيدنا ابراهيم علية السلام في قراءن المسلمين باكثر من تاكيد علي ذلك بل وصل الامر بين الخليل ورب السموات بان كان الحوار حول اطمئنان القلب وعلم اليقين فكيف يتثني لنا نحن ان نخفي العقل في الوصول الي حقيقة الوجود
(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم )
وعندما نسي العقل واقًيُمت الشعائر دون وعي كان السلوك منافي للطقوس واصبح الدين عبارة عن وسيله ومطية للغايات الدنيوية لذك ليس من المستغرب ان نجد من المنتسبين لتك الثوابت من يمارس الجنس نهار رمضان وفي عرفة يسمي زنا وليس من المستغرب ان تنتشر حوداث اغتصاب الاطفال وما تناقلت وسائل الاعلام عن حادثة اغتصاب اطفال من اسرة واحدة في دولة يدعي قائدها انها تقيم شرع الله في الارض ومن المؤكد وفي مثل هذا العك ان يكون وزير شعيرة الحج والعمرة متحرش نساء.
اذن ليس هنالك خلاف في ان النصيب الاكبر لما يحدث في السودان باسم الله يعتبر تدين شكلي تتحمل فية الجبهه الاسلامية القومية وتنظيمها المؤتمر الوطني كل ذلك التردي ، فالمشروع الذي يقوم علي الصياح والاناشيد الجهادية وقتل المناهضين وخصاء المفكرين وطرد المبدعين اراقة دماء المتظاهرين ويهمل الوطن وتربية الشعب علي القيم وحب الانسانية تكون محصلتة النهائية شكل السودان اليوم .
فليس هنالك شك بان كل المنتسبين لتيار النظام منذ تاسيسة متجردون من الاخلاق والانسانية ووعيهم قاصر تماما في فهمهم القائم علي بنية وعي جنسية فكان التزامهم الشكلي بممارسات الاسلام حتي يفوزوا بالحور العين وخمر لذة للشاربين حتي القيمة الحقيقة للجنة شوهت بذلك المراد .
اثر ذلك النمط الديني في تركيبة وبنية الوعي الجمعي فكان التماهي بالمتسلط من قبل بعض الشعب وانعكس ذلك علي الجيل الذي تربي في مسيرة الانقاذ منذ العام 89 فخرج مشوهاً ومدجنا ًيرفض الابداع خوفاً من البطش فكان للنظام ما اراد وطرق علي وتر التدين هذا وكان تبرير الضنك المعيشي في السودان بانه امتحان رباني وجعل مشاكل الاسر تفسر بانها ابتلاء من رب العالمين فارتفاع نسبة العنوسة في الوطن تفسر علي انها قسمة ونصيب والتحليل المنطقي يقول ان الخوف من مغامرة الزواج تكون في عدم توفر مصادر الدخل و بهذا تكون مقوله قسمة ونصيب هي قسمة هذا الشعب من الفقر ونصيب من هم علي سدة الحكم من اموال الزكاة والضرائب والعوائد …الخ.
ومازال في القلب وجع من وضع الوطن والتدين الشكلي ظاهرة تكاد تعم الجميع ازمة دواء ام ازمة انسانية ففي الوقت الذي يموت فية بني الوطن جوعاً تكون صفوف الحج والعمرة وشعائر زيارة الاراضي المقدسة في ازدياد والاسلام له راي في اداء هذه المناسك حج البيت لمن استطاع اليه سبيلة وكيف السبيل واغلب الشعب يموت من نقص اسطوانات الاوكسجين كيف السبيل وشعب السودان يختار الانتحار علي مطارات دول العالم خوف الرجوع الي جحيم الانقاذ كيف يستقيم الدين والرسول يوصي بالجار ليس منا من بات شبعان وجارة جائع ، والدين في مفهومة العميق يكون من اجل تحقيق الانسانية واين انسانية المواطنين باسم الشرع وباسم الرب فاذا كان الدين يقول دخلت امرأة النار لانها حبست قطة فلا اطعمتها ولا تركتتها تاكل من رزق الله حتي الحيوان لدية مكانه في الدين ففي كل كبد رطب اجر و ما قيل في رجل سقي كلب كان عليه اثر العطش والان عطش الوطن اكبر من جرعه ماء .
الاسلام عزيزي القاري ليس صفقة تجارية ما بين الرب والعباد تقاس بمعادلة حسابية مابين الحسنات والسئيات الدين سلوك وعمل لذلك كانت اماطة الاذي عن الطريق صدقة وتبسمك في وجه اخيك صدقة والقراءن يشرح ما بعد الموت علي لسان العبد في حواره مع ربه فيقول ربي لولا اخرتني الي اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين فلم يذكر الحج او الصوم او الصلاة ولكن ذكرت الصدقة والبسمة .هذه هي معاني الايات والفهم الحقيقي للدين الانسانية تتمثل في سماحة رجل اذا باع واذا اشتري الحديث…………

( رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)
ان تفسير مايحدث في الوطن الان من تردي واضح بتفسيرات غربية مردها الدين فية عدم منطق غير مقبول ومن شان تلك التفسيرات ان تزج الدين في معترك وتشكك في مضمونه وماهيته ، ومحاوله الخنوع والاذعان تلك والتماهي معها في شكل عمل جماعي ماهي الا انهزام نفسي كامل يكون نتاجها ذلك الدين الشكلي ومحاولات التماهي مع المتسلط من قبل كل المجتمع وتتكاثر اثر ذلك علي مواقع التواصل الاجتماعي عملية نسخ لصق لتلك الادعية الصباحية والمسائية وتزداد التفاسير الغيبية للوضع الضاغط وتخرج معاني ايات ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ومقولات كما تكونوا يولي عليكم ومع الضغوط المعيشية يلجاء المواطن لتفسير هذا الواقع الاليم فيقع في ايمانيات الغيبيه وبذلك يسقط الدور الفعلي للدولة الراعية و التي اشار اليها ثاني خليفة للمسلمين لو ان بغلة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر لم لم تمهد لها الطريق ، وطريق الوطن غير معبد في عهد قوي الظلام القابضة باسم الدين .
نجح النظام في الخرطوم من خلال بثه للتدين الشكلي هذا علي تفريغ الدين من محتواة ومضمونة فالحقيقة الايمانية في فلسلفة مناجاة الرب والدعاء تكون في السر وتفقد معناها بالعلن فاصبحت ملصقات الادعية في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الملصقات الدعائية .وعلي نهاية الملصق وصية ارسال لعشرة او للقائمة لديك والمضحك ذلك التحذير فاعلم بان الشيطان منعك او ذلك الترغيب عند ارسالها فانك تسمع خبر يفرحك
المؤسف في الامر ان هذا السلوك يؤدي الي الاعتقاد في الرسالة او حتي كلام الرساله والاعتقاد هنا يكون في الاصابة بالوعد الخير او السوء وهذا والله هو عينة الشرك في العمق الديني اذ تم الاعتقاد في ما تم ارسالة او تركة.
نواصل

اكرم ابراهيم البكري
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. التحية لكاتب المقال ، وتطرقه لموضوع ظل يورقني دوما ، فكل صباح ومساء تصلني رسائل من الاصدقاء والاهل والمعارف ، ومحتواها الهادف والجميل ولكن تجد معظم المرسليين لتلك الرسائل بعيديين كل البعد عن مضاميين الادعية الماثورة ، وهذا جزء من التدين الشكلي ، كيف لي الحصول على مقالك الاول التدين الشكلي كسلوك تعويضي 1 ؟

  2. التحية لكاتب المقال ، وتطرقه لموضوع ظل يورقني دوما ، فكل صباح ومساء تصلني رسائل من الاصدقاء والاهل والمعارف ، ومحتواها الهادف والجميل ولكن تجد معظم المرسليين لتلك الرسائل بعيديين كل البعد عن مضاميين الادعية الماثورة ، وهذا جزء من التدين الشكلي ، كيف لي الحصول على مقالك الاول التدين الشكلي كسلوك تعويضي 1 ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..