مقالات وآراء

دقوا بينهم عطر منشم – وما حيلتهم الا مجلس الشيوخ

أسامة ضي النعيم

 

دقوا بينهم عطر منشم ، من أمثال العرب الشهيرة ، يشيرون به الي حدوث شر عظيم ، ويرد في عدد من أمهات الكتب ، والأقاويل فيه كثيرة ، لكن الجامع بين الروايات أن “منشم” كانت امرأة عطارة تبيع العطر والحنوط والطيب ، فكانوا اذا قصدوا حربا غمسوا أيديهم في طيبها وتحالفوا عليه بأن يستميتوا في الحرب ولا يولوا الادبار حتي لو قتلوا. تمثل به الشاعر زهير بن أبي سلمى حيث قال : تداركتما عبسا وذبيان بعد ما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم.

مشهد الحكم السوداني يحاكي ما بين عبس وذبيان في ذلك الزمان ، يبيعهم المجلس العسكري من (تحت التربيزة) مبادرة يتمسح بها الاخوان ، يقدمون الطرق الصوفية وترك وبعض رجال الادارة الاهلية ، يتعاهدون علي تمرير المبادرة علي أعناق أهل السودان قاطبة البديل جاهز عند الاخوان كما أعلنوها ، انقلاب بعناصرهم علي مكونات أمة السودان ، ولم لا وسبق أن دانت لهم الرقاب لثلاثين عاما بكذبة بلقاء ابتداء .

نقول للإخوان ، ما هكذا تحكم الشعوب ، كانت فترة حكمكم وبالا علي نظريات حسن البنا واجتهادات سيد قطب ومحاولات حسن الترابي لتحييرها وتمكين الاخوان من قبضة دولاب الحكم في السودان ، لم يعد السودان في عهد الاخوان يوم أن تشمموا عطر منشم صبيحة 29 يونيو1989م  والديرة بحدودها من حلفا الي نمولي ، ما أمست دارفور بلد القران ، سالت الدماء بلا سبب كما ذكر البشير حين قتل ثمانية وعشرين ضابطا في ساعة واحدة ، هي حرب الاخوان علي شعب السودان لثلاثين عاما ، أججوها بعد أن دقوا بينهم عطر منشم . هاهم اليوم يعيدون المسوح بعطر منشم ولبئس العطر عطرها.

الحكمة سودانية ان هي تركت للشيوخ ، ذاك عهدنا به من أيام الصبا ، تحل أعقد المشاكل حين تصل الي كبار السن ، يتنادون رجالا ونساء ، يطلبون لمجلسهم أيضا الشيخة أم أحمد ليستمعوا فصلها في الامر المطروح ، تخرج الاحكام من بينهم  تحمل ما جاء به الشرع وما أوردته أعراف القبيلة السمحة التي لا تتعارض .

مجلس شيوخ يتزعمه شيخ الصحافة والصحفيين أستاذنا محجوب محمد صالح ، العضوية من أساتذة الجامعات كما البروفسير مصطفي خوجلي أو البروفسير محمد ابراهيم خليل ثم بضعة أفراد من شيوخ قبيلة الامن بشقيها الداخلي والقوات المسلحة ، يمثل مجلس الشيوخ رأس الدولة ، الدكتور حمدوك يعود لرئاسة وزراء من التكنوكراط ، المبرر أكمال ما بدأه مع المؤسسات المالية والدول الغربية لاعادة السودان وذمته المالية بعد أن فك رقبته من الحجز وخطة واضحة للتعافي المالي ، مجلس الدفاع بقيادة البرهان وفريقه ومع مساعدات دولية يوفرها دكتور حمدوك تعالج اتفاقية جوبا ما هو معلنا منها وما هو تحت التربيزة ، الهدف حصول السودان علي جيش موحد بعقيدة واحدة لحماية حدود البلاد .

دقوا بينهم عطر منشم ، وهاهم الاخوان يتصايحون سعيا للانقلاب ، لكن سفينة الوطن عصية اليوم اذ يحرسها اليوم شباب ثورة ديسمبر، من فوق الاعناق لا تنجح الانقلابات ومنشم سودانية أخري غير المجلس العسكري تبيع عطرها لشباب الثورة ، هو عطر ومسوح دعوات الامهات الثكالي والآباء الصابرين والوطن اليتيم.

 

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..