مقالات وآراء

مفاهيم رشا عوض

نقاط بعد البث

 

 

* المتابعون لما يكتب في وسائل التواصل وعبر الصحف، لابد وأن يكونوا قد توقفوا عند ظاهرة تكثيف الأستاذة رشا عوض في هجومها المخصص للحزب الشيوعي وبعض المنظمات الديمقراطية، وهو هجوم ينطلق في المبتدأ من تعارض مفاهيم الأستاذة مع هذه المكونات، خاصة بالنسبة للحزب الشيوعي في نظرته، أو فلنقل موقفه المتعارض مع بعض مكونات قحت وقضايا الفترة الانتقالية، وهو حق طبيعي بالنسبة لموقف كل حزب وتنظيم سياسي لا يمكن أن يقابل بمثل هجوم رشا في خطابها السياسي ليخلف رشاش مفارق لموضوعية الأشياء ويكيل بمكاييل الكيد السياسي، الذي تمارسه أقلام الأندية السياسية المنطلقة أصلاً من العداء المستحكم للحزب الشيوعي وبرنامجه السياسي، سواء أعلن الحزب عن مواقفه المتعارضة مع قحت أم لم يعلن، وما كنا نظن أن الأستاذة رشا يمكن أن تتكون لديها مثل هذه النظرة وهذا الاستهداف البائن الذي لا يشبه مواقفها الفكرية!.

* نود ألا نطيل في نقد خطابها السياسي الذي برز مؤخراً ويؤسس لعداء مجافي لحقائق الأشياء بالنسبة لنظرتها للحزب وبعض القوى السياسية، ولكنا سنتوقف عند نقاط محددة نبرز بها مفارقة رشا للخط الموضوعي الذي عرفت به.

* أولاً الحزب الشيوعي لا يمثل قوى اليسار في السودان ولا يعبر بالانابة عنه حتى تخاطبه رشا بمثل هذه الصفة، وقد أعلن الحزب عن ذلك مراراً وأشار إلى أن هذا الأمر قد أورده موارد الهلاك أو كاد. ولا يعني ذلك أن الحزب مفارق لقوى اليسار، فهو يتصالح ويقترب منها بقدر اقترابها من الخط السياسي الموضوعي الذي يجعل الحزب متبنياً له، وكذا يفعل مع اليمين والذي كثيراً ما وجد نفسه ـ أي الحزب ـ في تحالف “تكتيكي” ونسق مع هذه القوى السياسية في اليسار واليمين مجتمعة في كثير من المعارك المصيرية التي مرت بها بلادنا!. فكيف تتناول أستاذة رشا أسم الحزب متحدثة عنه لوحده دون الاشارة في نقدها لأي حزب أو تنظيم سياسي آخر يعتبر نفسه أنه ضمن قوى اليسار؟! .

* الأمر الآخر، ما كنا نظن أن الأستاذة رشا ـ حتى في نقدها للحزب ـ وهو حق مكفول لها بالطبع أن تجمعه في مواقفه من الاسلاميين!، وهي تعلم إلى أي مدى ناضل هذا الحزب ضمن قوى شعبنا الحية طيلة سنوات الانقاذ، وتعلم بقافلة شهدائه الذين قدمهم وطوابير عضويته التي زارت سجون ومعتقلات وبيوت أشباح الاسلاميين، وتعلم سلفاً إلى أي مدى استهدف هؤلاء الأسلاميون جسد حزبنا وعملوا بأظلافهم من أجل محو وجوده من خارطة البلاد السياسية!، نحن نربأ بها وهي الهاضمة لطبيعة الأشياء أن تمارس مثل هذا التغبيش للوعي! .

* وأما فيما يخص عضوية الحزب التي هاجرت لأمريكا تحديداً كقلعة للامبريالية، فقد تم ذلك بمحض إرادتها وليس للحزب شأن في لجوئها السياسي إلى هناك أو لأي دولة تشبه أمريكا وسياساتها، سوى تجاه السودان أو غير السودان، وهناك معلومة لابد أن تتعرف عليها رشا، وهي أن للحزب موقف من أي عضو حزب ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية لتلك البلدان، سواء كانت يسارية أم يمينية، حتى بالنسبة لأحزابها الشيوعية ذات نفسها!. وفي كل الأحوال أن الموقف الأيدولوجي المبدئي للحزب من إمبريالية الولايات  المتحدة الأمريكية، هي مواقف لايمكن أن تتغير لمجرد أن عضوية منه لجأت إلى هناك ونالت مناصب إدارية أو حتى سياسية وغيرت من طبيعة خطابها السياسي!، والأمر ينطبق مع كل من روسيا والصين، فنظرة بعض عضوية الحزب لهذه الدول واختلافها عن أمريكا، لا تعبر بالضرورة عن خط الحزب الفكري والسياسي، ورغم المواقف الأيدولوجية للحزب من أمريكا في أعلى مراحلها الامبريالية، ولكنا نراها دولة عظمى أيضاً لها ما نستفيد منه، ومنها يمكن أن تتطور بلدنا باعتبارها من الدول النامية ، أو إن شئنا الدقة وحتى لا نكذب على أنفسنا فنحن ضمن (دول العالم الرابع) والتي في حوجة لسند الشعوب والدول الكبرى إن توافقت مع رغباتنا وأمانينا وآمالنا الوطنية ، بما فيها أمريكا في حدود عدم التعدي على سيادتنا الوطنية!، وهو أمر كنا نظن أنه لا يمكن أن يفوت عن فطنة رشا وقدراتها في معرفة مثل هذا التباين! .

ثم وجبت الاشارة يا رشا إلى أن استخدام التعابير السالبة والمهينة لا تشبهك بأي حال، حيث استخدمتي هذه التعابير المسيئة وانت أعلم بها، مرة عند نقدك لمحامي دارفور وأخرى للحزب الشيوعي، مع أن لديك لساناً ذرباً يعف عن مثل هذه الاستخدامات السالبة!.

* آخيراً، كنا نود ، أن تتناول رشا نقداً موضوعياً يفيد مجموع الحركة السياسية ويقرب من وجهات النظر ويعالج قضايا التحالف، فبلادنا تمر بمحنة حقيقية وجب على الجميع أن يشمر عن سواعد النظر المفيد لدعم تحالفات تستند حقيقة على موروث شعبنا في ضرورة الابتعاد عن الشراك المنصوبة وأن لا نكرر المآسي والتجارب المريرة!.

* نحن نعتقد أن للأستاذة رشا ما يمكن أن نستمع إليه ولديها ما يمكن أن نتحاور معه ويفيدنا حقاً كحزب لا يتطور إلا بمجموع نقد شعبنا وقواه الحية إن رأت فيه حياد عن الطريق المستقيم، وحتى ذلك الوقت لها التحية والتقدير الواجبين.

ــــــــــــــــــ

* لجنة تفكيك التمكين كانت تمثلني وستمثلني لاحقاً.

 

[email protected]

حسن الجزولي

دكتور حسن الجزولى هو قاص و اديب و سياسى و عضو باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني انتخب في الدورة الخامسة لمؤتمر الحزب الذي انعقد بالخرطوم و يكتب عامود راتب بجريدة الميدان الجريدة الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني كما يكتب بعدة صحف سودانية أخرى.

‫12 تعليقات

  1. الحزب الشيوعي مسؤل مباشرتا في تفشيل قحت وتحقيرها مما دفع الشعب السوداني التمن غالي في البدايه كان نقدهم للعسكر والخطيب قال ديل بدسو المحافير واخيرا نسو العسكر و قبلو على زملاءهم في قحت واضعفوهم ورموهم لاعداءهم واعداء الثوره فريسه سهله مما سموهم ٤ طويله يخس على الماركسيه مفروض تخجلو من نفسكم ضيعتو السودان

    1. ان جلس الحزب مع قحت فهو قد خان الثورة ومطالبها وارتضى التسوية وانحنى للعسكر،، وان خرج من قحت فقد افشلها واضعفها … هل هذا هو موقفك المسبق من الحزب الشيوعي الذي لا فكاك منه اين ذهب الحزب.

  2. لماذا اجتمع الحزب الشيوعي… مع السفير الروسي… ما موقفه من تهريب الذهب إلى روسيا… ما موقفه من دعم روسيا اللامحدود للعسكر.. وبالأخص حميدتي… ما موقفه من وجود مرتزقة فاقنر… في السودان

  3. رد الاستاذ حسن الجزولى قاصر وفيه كثير من اللولوة والاستهبال السياسى خصوصا فى مسألة لجزء كوادر الحزب الشيوعى الى أمريكا الامبريالية
    أين اذن الاستقامة الاخلاقية او الاتساق مع الذات أم انها الانتهازية السياسية وتضارب المصالح الشخصية مع المبادئ الزائفة التى يتم تجاوزها فى اقرب محك
    الحزب الشيوعى فقد البوصلة السياسية تماما واعضائه حتى على مستوى القيادة فانظر مثلا لمقف أمال الزين من لجنة التمكين وحديث الاستاذ حسن الجزولى لتكتشف حجم المأساة والتضارب فى التصريحات
    رشا عوض لمست عصب الحقيقة وهى كاتبة مستقلة وذات رأى حر ومن القلائل التى تفرق ما بين العام والخاص وبوصلتها دائما متوجهة لمصلحة المواطن السودانى متحللة فى ذلك من اى أعباء حزبية او ايدولوجية قاصرة ولكن اليسار الجزافى لم يحتمل ذلك لان استراتيجيتهم مبنية على الترغيب والترهيب والاحتواء لصناع المحتوى فى السوشال ميديا

    1. هل هذه المعايير الاخلاقية تنسحب على اعضاء الاحزاب الاخرى كأفراد، ام تعتقد ان الحزب يحجر على اعضائه السفر والعمل في البلدان الغربية عموماً .. هذه البلدان بها مواطنين يعيشون فيها ويناضلون ضد الامبريالية العالمية.. كل هذه الاتهامات الجزافية تأتي بسبب رفض الحزب الشيوعي لموضوع التسوية مع القتلة واللصوص.

  4. ردك ضعيف
    رشا عوض نقدت الحزب نقد موضوعي كلامك ده لف و دوران ساي الحزب ما بيمثل اليسار كلو و الحزب ما عندو علاقة بي تصرفات عضويته في امريكا
    طيب الميناء بتاع دال و الامارات ما اتكلمتو فيهو ليه و لا عندكم زول مستشار اقتصادي في دال
    و طوالي بتتكلموا الرأسمالية الطفيلية احصروها لينا في السودان و طلعو بيها لستة بلاش استهبال

  5. والله أنا أتفق مع الأستاذة رشا في كل ما قالته وتقوله في الحزب الشيوعي … فهو حزب غريب جداً .. ويمكن تشبيهه في مواقفه من الثورة العظيمة بموقف بني كوز والمتأسلمين من هذه الثورة العملاقة العظيمة .. فكلاهما لا يعمل لصالح الثورة العظيمة .. وكلاهما لا يعملان لصالح الوطن والمواطن .. مع اختلاف السبل والطرق .. ويجب أن يكون الحزب الشيوعي من الذكاء بحيث يدرك هذا الموقف العجيب والغريب من الثورة العظيمة ..كما ويجب عليه أن يدرك بأن سلوكه لا يخدم الثورة ولا يصب في مصلحة الوطن .. كما يجب عليه أن يدرك بأنه يمكن أن يعادي الآخرين مستقبلاً كيفا يشاء ولكن في هذه اللحظة يجب على الحزب الشيوعي أن يسعى للتوحد مع الآخرين .. وخاصة مركزية الحرية والتغيير والمهنيين ولجان المقاومة .. فإنهم إن توحدوا انهزم الانقلاب في التو واللحظة وفوراً .. ويمكن له بعد التوحد وسقوط الانقلاب ….. مستقبلاً أن يظهر اختلافه مع القوى الأخرى كيفما يشاء .. ولكن حالياً يجب أن يسعى للتوحد والتكاتف مع القوى الأخرى المؤثرة في المشهد السياسي لإسقاط الانقلاب … ولا أدري كيف تفوت هذه النقطة على هذا الحزب القديم التليد والذي يُفترض أن لديه الخبرة السياسية في التعامل مع هكذا أوضاع .. والله المستعان ..

  6. يا استاذ حسن. هذه هي مشكلة الحزب الشيوعي الحقيقية.
    اي نقد لحزبكم تقوم قيامتكم مستنكرين استهدافكم ومحاولة النيل منكم. في الوقت الذي لا يمر يوم دون ان يهاجم ويخون قادة الشيوعي بقية القوي السياسية والثورية.

  7. الحزب الشيوعي لم يخسر قلما وطنيا كبيرا وشجاعا مثل قلم رشا عوض فقط ، بل خسر الاف الديمقراطيين الذين دعموا الحزب لعقود . وفي الحقيقة ان الحزب الشيوعي حزب الديمقراطيين بشكل خاص حيث كانوا سنده التاريخي حيث ظلت على الدوام عضوية الحزب عضوية صغيرة ولان الديمقراطيون كانوا يحيطون بالحزب ويحملون صوته ظل الحزب كبيرا وذي صوت عالي. اما الان وبسبب مواقف الحزب الغامضة والبعيدة عن الشارع انفض اعشرات الالاف من الديمقراطيين وتركوه وحيدا وضعيفا. ستظل رشا صوت الثورة الشجاع. وعلى الشيوعيين ان يعيدوا قراءة الواقع من جديد .

  8. اذا كان هذا رايكم فى الحزب الشيوعى لماذا تسعوا للنتحا لف معه و حين يرفض طرحكم تحملينه نتيجة فشلكم.؟؟!

  9. كلما تعقد الصراع الطبقی فی البلاد,وحتی زاد عدا البرجوازیۃ الصغیرۃ للحزب الشیوعی وانحازت لمصالحها بشكل سافر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..