مقالات وآراء

لماذا يطالب الناس بإقصاء الإسلامويين؟

فاروق عثمان

 

لا يريد الناس إقصاء الإسلامويين هكذا ضربة لازب، ورغبة وشهوة في الإنتقام ومحبة في التشفي والحقد، فقد عرف السودانيون بمختلف مناطقهم وقبائلهم بالتسامح والتجاوز، إذا هنا يبرز سؤال مفصلي ومهم  لماذا يكره الناس هؤلاء القوم؟ .
الإجابة ببساطة تأتي من حصاد أفعالهم ونتاج عملهم السئ بهذا الشعب وكما قيل لا يحيق المكر السئ إلا بصاحبه.
فهم أولا ووفقا لمرتكزاتهم الفكرية المستوردة والدخيلة علي المزاج العام والوجدان السوداني، هذه المرتكزات المختومة بتطرف وغلو وعنف حسن البنا وسيد قطب، المستندة علي فقه الولاء و البراء ، وأن الولاء للأخ في التنظيم مقدم علي الولاء للوطن والتراب، وأن الوطن هو مجرد حدود وجغرفيا لاتعني شئيا أمام مصلحة التنظيم والأخوانية الإسلاموية، وأنهم الحقيقة النهائية للحكم إنابة عن الله ومن دونهم مجرد خوارج ومتمردين ومواطنين من الدرجة الثانية، مما تترجم واقعا في كمية الأفعال المأساوية والبشعة التي وقعت علي أبناء هذا الشعب وكأنهم في حقد وأنتقام لكل ماهو سوداني.
فقد بدأوا  ما يسمي مشروعهم الحضاري أو التخرببي بما عرف بالصالح العام الذي قام بمجزرة  في الخدمة المدنية، وأحال كل من لا ينتمي إليهم تنظيميا حتي ولو لم يكن محزبا، الي الصالح العام، فألقوا بأرباب مئات الالآف من الأسر الي الشارع وطردوهم من الخدمة والمقار الحكومية رغما عن كفاءتهم ووطنيتهم، لا لذنب جنوه أو مال نهبوه، أو فساد إرتكبوه ، سوا أنهم لا ينتموا لتنظيمهم، فتفرقت هذه الأسر شزر مزر وعانت ما عانت وأنتهت حيوات الكثير منهم بالضياع المادي و الأكاديمي والأخلاقي.
قاموا بذات المجزرة في الجيش والشرطة فتم إحالة الآف من ضباط الجيش والشرطة الأكفاء وإحلالهم بما عرف بالضباط الجامعيين من الاتجاه الاسلامي بتدريبهم ستة أشهر وإلحاقهم ضباط وفق دفعهم في المرحلة الثانوية فتم تحويل الجيش والشرطة إلي ضيع خاصة بالأسلامويين وأضحت مؤسسات أيدلوجية حزبية ، عوضا عن وطنيتها وحيادها ومهنيتها وضبطها وربطها، فتحولت هذه المؤسسات إلي ما نراه اليوم من ضعف مهني وأخلاقي وأنضباطي.
قاموا بإنشاء بيوت الاشباح وغرف التعذيب واجترحوا وسائل غاية في الوحشية والحقد والتشفي تجاه أبناء وطنهم، فمات وأختفي الآلآف جراء التعذيب وأضحي مثلهم مصابون بعاهات جسدية ونفسية دائمة ممن خرجوا أحياء، أنشأوا وحدات للقتل والاغتصاب خاصة بجهاز الأمن في سابقة لم يكن يتخيل سوداني أن تكون في بلده.
حولوا البلد الي سجن قمعي كبير الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود. وحولوا البلد الي وجهة ومستنقع إرهابي قذر لكل معتوه ومتشنج وكاره لذاته يقتل ويفجر باسم الله والدين.
قتلوا الطلاب في معسكر العيلفون ودفنوهم  ليلا في مقابر جماعية، وقتلوا مثلهم من الطلاب في الإحتجاجات السلمية الخارجة ضد هطل وخطل سياساتهم ، حتي سالت دماؤهم الندية في أسفلت الخرطوم وبورتسودان وكجبار ونيالا وكل بقعة من السودان.
قتلوا مئات الالاف في دارفور بدم بارد وأغتصبوا الالاف من النساء هناك. قصفوا الاطفال والمدارس والمساجد والكنائس في جبال النوبة والنيل الأزرق. أسهموا بمشروعهم الديني العرقي الأحادي الإقصائي في إنفصال وأستقلال الجنوب.
باعوا كل مشروع ناجح ومربح بناه من كانوا قبلهم في الحكم حتي تذهب عمولات الشجع وخيانة الوطن إلي بعض أفراد منهم. فبيع النقل الميكانيكي والخطوط الجوية والبحرية والنقل النهري، ولم يسلم من البيع الجماعي حتي متنفسات الأحياء. دمروا الزراعة والصناعة والاقتصاد وخربوا كل شي في هذا البلاد.
أهدروا ونهبوا مئات المليارات من الدولارات من عائدات النفط في الفترة من ٢٠٠٠ الي ٢٠١١ حين كان سعر البرميل فوق المئة دولار، في سرقة ونهب لم يسبقهم عليها أحد.
لم يسلم من سوءهم وحقدهم الفن ولا الرياضة ولا الصحافة ولا الثقافة ، حااربوا المبدعين وضيقوا عليهم ودفعوهم نحو الهجرة قسرا ، أو الإفلاس والموت فقرا وحسرة وكأنهم في حرب شعواء مع كل ماهو جميل.
تحملهم هذا الشعب لثلاثين عام من الذل والفقر والمرض والقتل والتعذيب والإضطهاد والفساد حتي ثار عليهم في غضبته النبيلة والإعجازية في ديسمير ٢٠١٨.
بعد كل هذا يريدون أن يعودا لحكمه من جديد بذات الأدوات من حشد النفعيين والانتهازيين وآكلي مال الشعب من السواقط والتبع ، لا لشي يريدون الحكم مجددا فبيدهم المال المنهوب والجاه المشتري ، والفاره من السيارات والسامق  والشاهق من العمارات ولكن لسبب واحد وهو الإنتقام من هذا الشعب، لثورته عليهم، ليسوموه سوء العذاب من جديد، فلدي هؤلاء شهوة سادية متأصلة ونزعة مرضية نحو الإنتقام . وبعد كل هذا يريدون للشعب أن يصفح عنهم ويتقبلهم للمشاركة في الثورة التي أطاحت بهم في منطق معوج، محير وغريب. بل الأدهي والمؤلم أن بعضا ممن يحسبون ثوارا ومع الثورة بدؤوا  ينادون بالمساومة أو المصالحة معهم وكأنهم لم يفقهوا أو يفهموا من عبر ومجلدات  التاريخ ماذا تعني كلمة ثورة وماهية الثورات.

 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. توسعت كثيرا فى عرض سوءاتهم لكن من باب التحليل المحايد لا يمكن الا تجد لهم حسنة واحدة حتى يكتسب مقالك الموضوعية فى الطرح. هذا النوع من الكتابة ليس تحليلا وليس حكم منهجى فببساطة اذا كنت انا منهم وارد الرد على حديثك سابحث عن حزبك وارمى عليه من تاريخه الكثير من الاخفاقات وهذا موضوع سهل جدا .. الكتابة التى تصنف كمادة توعوية تاخذ كل شئ . الايجابى والسلبى وبالفعل يمكن ان نتفق معك على كثير من الاتهامات فى سلوكهم ونعترض على غيرها.
    مدخلك ان فكرهم مستورد وشاذ عن المزاج السودانى ليس صحيحا فرسالتهم ليست وضعية كالماركسية او الليبرالية او قل حتى البعثية والناصرية وغيرها من مدارس السياسة ولذلك هى ليست مستوردة لانها افكار ناتجة عن اجتهادات من فكر دينى يمكن ان يحاكيه اى تجمع فى اى موقع ولا مركزية له حتى فى دولنا العربية والاسلامية .. دعوتهم لا اقول بما قلت لكن قل ان ممارستهم تفارق الشعارات احيانا فالتفريق بين الفكرة ووالممارسة مهم .. اذا اخذت الحزب الشيوعى اليوم تجده اخذ افكاره من المعسكر الشرقى والان مولع جدا ومرتبط بالمؤسسات الموجهة والداعمة فى الغرب .. هذا مثلا ثم هناك امر آخر فاذكر اننى ناقشت كادرا من الشيوعيين فى اتهامهم للجماعة الاسلامية فذكر لى بان هؤلاء القوم يزنون فى نهار رمضان وهم ملة مارقة .. قلت له كم عدد الذين يزنون فى نهار رمضان حسب الرواية التى وصلتك لنبنى على السلوك ان كان جزء من دعوتهم فقال لا اعرف .. قلت له ماذا لو قلت لك اننى اعرف جماعة سياسية تزنى فى رمضان وشوال وذى القعدة وليلة عرفات .. ماذا كان رده؟ قال لى اننا لم نرفع شعار هى لله !! اذن هذه نقطة تحسب لهم وعليكم فهم رفعوا المعيار الذى يمكن ان نحاسبهم به وهو ما يتم الان فما هو المعيار الذى نحاسب به جماعتك؟ العبرة ان الاتهامات بهذه الطريقة لا تفصل ولا تميز الا اذا كنا نريد المضى فى حملة مقصودة .. ولذلك اذا لم يكن المعيار واحدا فلا يمكن ان ترمى اللوم على خصمك ةتظن انك عملت ما عليك .. لك ودى.

  2. لم تذكر السلطه القضائيه التى كانت اول من هجموا علها ففصلوا ٥٧ قاضياً فى شهر اغسطس وتتابعت المجاز وسياسة الاحلال والإبدال فافرغوا السلطه القضائيه من قضاتها المحايدين واحتل الكيزان مكانهم

  3. مقال يعادل صاروخ .أرض جو. يفتك بكل شي متحرك في الاجواء البعيدة حتى ولو كان غبارا عالقا .تسلم ويسلم قلمك

  4. ده كلو عشان ماتعترفوا بأنكم افشل منهم ويكفي ماحاق بالبلاد خلال 3سنين فقط.َ.وبعدين يا أخي لو كان إقصاء الكيزان يتم بهذه السهولة لفعلنا لكن المشكلة كلكم باحزابكم تستحقون الإقصاء وأكثر…كلكم من نفس الطينه كما عبر بذلك إبراهيم الشيخ وهو منكم.

    1. طبعا استراتيحية الكيزان هي الايحاء بان الجميع سواء في السوء بعد ان عجزوا عن الدفاع عن ممارساتهم، وهذا كذب وتضليل يقوم عليه صيتهم في المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ومن ضمنهم المدعو Mohd:
      1- قحت لم تخكم ثلاثة سنين او اربغة كما يروج الكيزان، الحكومة الاولي تكونت في اواخرالعام 2019 والانقلاب في اكنوبر 2021، والمدة عامين فقط، وخلال هذه المدة لم تحكم قحت منفردة، بل بمشاركة المجلس العسكري الذي تغول على كثسر من صلاحيات الجهاز التنفيذي وعمل على عرقلة عمل الحكومة ووضع المتاريس امامها، والوزراء في الحكومة الاولى لم يكونوا من السياسين في الاحزاب، بل كانوا مهنيين، وفي الحكومة الثانية شاركت حركات دارفور في الحكومة وما زالت. الخلاصة ان قحط لم تحكم منفردة خلال السنتين المذكورتين.
      2- اذا عملنا جرد حساب لما حدث خلال السنيتن المذكورتين مقارنة مع اول سنيين من حكم ما يسمى بالحركة الاسلامية، مع الوضع في الاعتبار ان الاسلاميين حكموا منفردين وكانت لهم كامل السلطة مقازنة مع المشاركة المحدودة للاحزاب في حكومة ما بعد الثورة، نجد الاتي،
      2.1- خلال السنتن الااوائل من حكم الحركة الاسلامية تم احالة الالاف في الخدمة المدبية والاجهزة الامنية الي الصالح العام، وهذا ما لم يحدث في فترة ما بعد الثورة.
      2-2- في الفترة الاولى من حكم الحركة الاسلامية تم اغلاق الصحف واعتقال المعازضين في بيوت الاشباح وتعذيبهم مما اادي الى وفاة البعض منهم على سبيل المثال دكتور علي فضل واصيب الكثيرون بامراض ادت في اخرالامر الى الوفاه، كل ذلك لم يحدث خلال فترة الحكم المحدود بعد الثورة.
      3.3- خلال الفترة الاولي من حكم الحركة الاسلامية دخل السودان في العزلة عن العالم الخارجي وارتبط في علاقاته مع حهات منبوذة وسيئة السمعة، اما خلال فترة الحكم المحدود للاحزاب فقد عاد السودان الى الانفتاح على العالم,
      3.4- الفترة الاولى من حكم الحركة الاسلامية اسست للتمكين، بينما الفترة الاولى بعد الثورة اسست للدولة الديمقراطية المدنية.
      هذا قليل من كثير لبيان استراتيجة الحركة الاسلامية في محاولة تثبيت ان الاخرين مثلهم في السوء.

      1. يقول المدعو Mohd. لو كان إقصاء الكيزان بهذه السهولة لفعلنا وركز في كلمة لفعلنا وبعد هذه الكلمة يمارس دوره المنوط به في الهجوم المضاد بقوله لكن كلكم تستحقون الإقصاء واكثر. كلكم من نفس الطينة كما عبر عن ذلك ابراهيم الشيخ وهو منكم ..طبعا هذه المعادلة وتاكيد القول إنه لا يوجد اي اختلاف بين جميع القوي السياسية قديمها وجديدها المهم كلنا في سرج واحد وكلنا متشابهون في جرائمنا واخطائنا ومسؤليتنا عن كل ما حدث في السودان كلنا متساوين فيه. واعتقد إنها الخطة( ب) في حالة فشل الكيزان في النجاح في الخطة( أ) وهي محاولة السيطرة الكاملة على السلطة كما كانوا قبل الثورة.
        العمل على الخطتين معا مهم جدا لضمان عدم خروجهم من المشهد بالكامل وهي الاستراتيجية التي يعملون بها الان ومنذ سقوط نظامهم الاجرامي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..