
الفيلم الهندي من شهرته كموضوع يبدأ بالمأساة فالغناء رقصاً طريقاً حتى بهجة الإنتقام الموحش صار رمزية معروفة أقلها في عالمنا نحن! فنقول “عامل لينا فلم هندي” ونعني بها طول القصة وخزعبلات المضمون ..! .
و كذلك الحال مع البرهان.
*
إلى الأخبار والخلاصة “ضآلة المؤمن”:
كم من جيش في اليمن؟ وليبيا كم لها؟ وسوريا ما أخبار أنفاس النظام وأحداث الحرب فيها ؟ .
لنقف هنا ونحن نرى -جميعاً- “مليشيّات السودان المسلّحة”!
فيتصاعد إلى الأذهان سؤال “مُباح” هو : هل كانت قوّات الشعب المسلّحة هي “جيش الشمال” وحده ؟!! .
*
في السودان “الغرب” يضج بحركاته وعصاباته ومليشيّاته المُسلّحه و”الشرق” كذاك فيه مثلها وقبلهما “الجنوب” كان له سبق تكوين “جيش” أو جيوش ثم انفصل عنا أو “هكذا!”! .
سنوات حكم الإخوان المسلمين للسودان أشعلت نيران فتن القبليّة والعنصريّة والدينيّة في السودان كله وكأنهم “الكيزان” لم يفهموا الدين الرسالة الذي لطالما رفعوه شعارات فصلوها لهم وعليهم وحدهم ! .
أبالسة ما بعد “مفاصلة رمضان” ظنوا بعد خروجهم على شيخهم أن الدنيا صارت ملك لهم وأنهم الأقدر على حكم السودان وحتى القيامة !. تصريحات “نافع” و”طه” و”الجاز” وغيرهم من صقور الإنقاذ مُصوّرة مُؤثقة مُسجّلة.
والتاريخ كتاب مفتوح أمام الجميع.
وختم آيات الإنقاذ خادمهم “عمر” ببدعة الجنجويد التي اختصَّها له لتحميه دون الجيش فانقلبوا عليه ! .
*
حتى الأحزاب العقائديّة الدينيّة كان لها في السودان -الدولة- جيوشاً كحزب الأمة! ومن لم يسعفه حظه تملك داخل الجيش أذرعاً ضباطاً -الشيوعي والإخوان والبعث كمثال- ! .
الحديث المشروع هنا إن تحدثنا بمنطق “الأقاليم” أن لماذا ظل شمال السودان بلا حركة “مُسلّحة” فيه أو مليشيّات خاصة به؟! وإن أنصفنا الوصف لماذا لم يحتاج الشمال إلى تكوين مثل تلكم العصب المُنشقة “المُتمرّدة” المسلّحة والشمال كباقي أقاليم السودان فيه ما فيه من تغاير الحال والأحوال ؟ .
ليتبعه السؤال أن من ظنّ أن قوّات الشعب المسلّحة هي تخُص الشمال وحده؟! وتخدمه وحده وتضم أهله وحده ؟! .
*
ثلاثون عام حكم فيها نظام ثورة الإنقاذ الإخواني الإسلامي السودان فماذا كانت المُحصِّلَة ؟! .
أليس الأعمال بخواتيمها ؟! .
وأين هم اليوم منا “مُفكري” و”مُنظري” ذاك النظام -من ظل منهم حيّاً- والمخططين لسياساته وتشريعاته في مختلف نواحي الحياة التي أنتجت كل تلك الحركات والمليشيات والأوضاع والمصائب التي يُعاني منها السودان الشعب والجيش والأرض ؟! .
*
حركات سلام “جوبا” الشمّاعة لديها و”صك الغفران” عندها في مشاركتها إنقلاب حميدتي والبرهان واستمرارها فيه هو أنها جاءت إلى السلطة بقوة “ضراعها” وسلاحها ! .
تلك الحركات تنسى أنها لولا مشيئة الله أولاً ثم ثورة هذا الشعب الكريم العفيف الأبي ودماء وأرواح الشهداء الكرام من خيرة شبابه وبناته لما كان لها -تلك الحركات- أن تقرب أبعد ارتكاز لقوّات الشعب المسلّحة دعك عن الحلم بالمشاركة في السلطة ! .
طريقهم الوحيد الذي عرفوه وجربوه إليها -السلطة- “زرافات ووحدانا” كان مشاركتهم وخضوعهم لنظام الإخوان من القتلة بإتفاقيات سلام بأسماء رنانة لها إيقاع ملّونة ! ثم يذهبون مُغاضبين لعُمر !! .
*
عسكر مرحلة ما بعد الثورة أرسلوا حميدتي بل تخيَّروه من بينهم -لا ندري لماذا وعلى ماذا وكيف؟- ليُفاوض حركات التمرّد -سابقاً- والكفاح المسلّح -حالياً- فكانت تلك الإتفاقية وما فيها من خلل كارثي جلي أمني وعسكري و”مجتمعي”؟!
وأكوام حراك قوى الحرية والتغير كانوا شهوداً على تلك المصيبة ومشاركين “أساساً” فيها ! فالضعف الذي كان منهجاً لهم “كالتقيّة” خلال أيامهم في شراكة السلطة مع العسكر أصاب السودان في أكثر من مقتل ! .
وضعف شخصية رئيس الوزراء “المُختار” في اتخاذه لأي قرار بمعزل عن مجلسي العسكر والمدني وكل تلك القوى جعله -و إحترامنا له وللمثل ذاته- كالأطرش في الزفة ! .
فسقط السودان الشعب الجيش فالدولة في دوامة صراع عنيف نهايته الحتمية هي التشظِّي بكل معنى الكلمة. فالسودان ليس بأفضل حالاً من ليبيا ولا بأسعد من اليمن ولا له كعلاقات سوريا ! .
*
وقد “رقص” البرهان على دماء الشعب في مأساته مع الجيش فمتى النهاية ! .
الله في؛
وأبشر يا شهيد
اصبر هسى يجيك مواطن وشلتو يطلعوك تشادى وعنصرى!