أخبار السياسة الدولية

روسيا وأوكرانيا.. 5 دروس مستفادة من “حرب القرم” في القرن التاسع عشر

سلطت سلسلة التفجيرات التي ضربت مواقع عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم الضوء على “المنطقة الأوكرانية المحتلة”، واستحضرت دروس التاريخ عن حرب مشابهة حول “القرم” بين روسيا وأوكرانيا في القرن التاسع عشر.

واحتلت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 ، وحولت سلسلة من الانفجارات والحرائق تلك المنطقة من قاعدة خلفية آمنة، إلى ساحة معركة جديدة في الحرب، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”.

ولطالما كانت شبه الجزيرة الواقعة على ضفاف البحر الأسود سبب في خلافات بين القوى العظمى العالمية، وكانت نقطة الخلاف بين موسكو وكييف لسنوات، وفقا لتقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.

وفي 24 أغسطس تحتفي أوكرانيا بعيد استقلالها والذي سيتزامن هذا العام مع مرور ستة أشهر على الغزو الروسي الذي تحول إلى “صراع ممتد”، وفقا لتقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

يستحضر تقرير الغارديان، ذكريات “حرب واسعة” منذ قرابة قرن ونصف من الزمن، والتي خسرتها روسيا رغم “توقعات بانتصارها” وقتها.

ودائما ما يستحضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حديثه عن غزو أوكرانيا، ذكريات الحرب العالمية الثانية، لكن “حرب القرم” التي استمرت لمدة عامين ونصف العام، في الفترة من 1853 إلى 1856، قد تكون الأكثر تشابها مع الوضع الحالي، حسب “الغارديان”.

وفي تلك الحرب، فشل الجيش الروسي الذي كان “ضعيف الأداء” في تحقيق أي من أهدافه، وكانت لتلك الهزيمة “تداعيات دولية غير مسبوقة”، وفقا للغارديان.

وقد هُزمت الإمبراطورية الروسية في هذه الحرب أمام تحالف ضم الإمبراطورية العثمانية وفرنسا وبريطانيا ومملكة سردينيا، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

مهرجان عسكري تاريخي لإعادة تمثل “حرب القرم” في سيفاستوبول بالقرم في 5 سبتمبر 2020
اثبتت تلك الحرب “عدم دقة معظم التوقعات”، بما في ذلك الاعتقاد بأن الجيش الروسي “لا يقهر عند القتال بالقرب من الوطن الأم”، وفقا لـ”الغارديان”.

وبدأت حرب القرم لأسباب صغيرة، عندما تشاجر الرهبان الروس والفرنسيون حول من يملك الحق في مفتاح لكنيسة المهد في بيت لحم والتي كانت تابعة لـ”الإمبراطورية العثمانية” وقتها.

وأمر القيصر الروسي، نيكولاي الأول، قواته بـ” غزو الإمبراطورية العثمانية على السيطرة على مدينة القسطنطينية (إسطنبول الآن).

انضمت فرنسا وبريطانيا إلى العثمانيين، وأرسلت السفن والقوات إلى البحر الأسود، فنشبت حرب استنزاف وعدة معارك بحرية بين الطرفين، وفقا لـ”الغارديان”.

خسرت روسيا معظم الاشتباكات وأنتهت الحرب بـ”هزيمة عسكرية أضرت بسمعة القوات الروسية”، وفقا لـ”الغارديان”.

كانت قدرات الأسلحة الروسية “أقل بكثير” من تلك التي لدى البريطانيين والفرنسيين الذين كانوا يمتلكون فرقاطات وبنادق تطلق النار بدقة على مسافات طويلة، حسب الغارديان.

ورغم تلك المزايا، فقد جاء النصر بثمن باهظ وكانت هناك توترات داخل التحالف، وأوقفت أخطاء تكتيكية خطيرة فوز الفرنسيين والبريطانيين بشكل حاسم.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 25 ألف بريطاني و 100 ألف فرنسي وما يصل إلى مليون روسي لقوا حتفهم في تلك الحرب ومعظمهم مات من المرض والإهمال، وفقا لـ”بي بي سي”.

أنهت معاهدة باريس الأعمال العدائية في عام 1856 لكنها تركت العديد من المخاوف الأخرى دون معالجة، بما في ذلك سهولة اختراق حدود جنوب شرق أوروبا، وفقا لـ”الغارديان”.

وأطلقت “حرب القرم” العنان لتقلبات جديدة في سياسات القوى العظمى، ولذلك شهدت أوروبا سلسلة من الحروب الصغيرة التي سبقت الحرب العالمية الأولى عام 1914.

في عام 1855، توفي نيكولاس الأول، وقبل ابنه ألكسندر الثاني الهزيمة ونظر في “أسبابها”، وفقا لـ”الغارديان”.

وأدرك أن أداء روسيا مرتبط ببنيتها الطبقية الصارمة واعتمادها الشديد على الأقنان “حالة من الرق أو العبودية لعمال الأرض”، ولذلك ألغى نظام القنانة في 3 مارس 1861.

وبعد حرب شبه جزيرة القرم، علم القيصر الشاب أنه لا يستطيع الدفاع عن “الحدود البعيدة لروسيبا”، وقرر بيع “الأسكا” للولايات المتحدة على أمل “إعمارها يوما ما”، وفقا لـ”الغارديان”.

وتشير “الغارديان”، إلى أن العالم الذي نعيشه الآن شكلته “نتائج حرب صغيرة منسية منذ قرن ونصف القرن في جنوب شرق أوروبا”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..