أحلام البرهان في المشي على السِجّاد الأحمر !

عبدالمنعم عيسى كرار
لعلّ مغامرات وأحلام الإنقلابي البرهان لم تنتهي بعد .. وذلك في مسعاه الدائم للإِلتفاف والإجهاز على روح الثورة والقضاء عليها مع الحِفاظ على السلطة المغتصبة وشرعنة وجودهِ عليها لحماية نفسهِ أولاً وتحصيّنها من الجرائم والمجازر التي أرتكبها في حق الثورة والثوار ، ثم حماية منظومة العهد البائد من التمكين والفساد والأموال والأصول التابعة للحركة الإسلامية وعناصرها وتوابعِها من الرأسمالية الطفيلية التي أفقرت البلاد والعِباد ..
من الواضح بأنّ أطماع الرجل نحو السلطة قد أخذت منحيً آخر وذلك في محاولة يائسة بالدفع بقائمة من خمسة عشر مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء –كما أوردت الخبر صحيفة الإنتباهة– ومن الواضح قد تم الإعداد لذلك في مطبخ السُّلطة الإنقلابية علي نارٍ هادئة .. ولعمري هو فصلٍ آخر من فصول مسرحية البرهان العبثية التي مازال عَرضها متواصل ! (حِلم الجنرال في المشي على السِجّاد الأحمر)!
وفي ذات السياق يمضي البرهان بغباءٍ وهو يظُنّ في نفسهِ الذكاء ! بعد أن أعلن مراراً وتكراراً عن عزوف الجيش والنأي به عن الخوض في إي عملية سياسية مستقبلاً .. وكالعادة أفعال الرجل دوماً تكذب أقواله ، بالأمس قد أحال عددٍ من ضباط الجيش إلى التقاعد ، وقد يبدو ذلك الإجراء طبيعياً من وجهة نظر البعض ، ولكن الغير طبيعي هو وجود بصمة وملامح التنظيم الإسلاموي في ما أقدم عليه وذلك من أجل تعزيز السيطرة وضمان بقاء روح التنظيم حيةً داخل الجيش بقيادات ظِل جديدة ونافذة ، فضلاً عن ذلك التمهيد والإحتياط لما قد يُفسر عنه المناخ السياسي المضطرب في مقبل الأيام وذلك قد يكون ميلاد حكومة (ميتة) وتعيين رئيس وزراء لها من قِبل البرهان وحلفاء الإنقلاب يقود دفة الإنتقال وفقاً لبوصلة الإنقلاب ، أو التحسُّب لحدوث واقعٍ آخر قد يُفضي لمعادلةٍ سياسية جديدة يفرضها الحِراك الثوري في الشارع وأطياف القوي الثورية والسياسة الأخرى وهو السيناريو الذي يُثير حفيظة وجنون الجنرال ويُقلق مضاجع الكيزان ! وغالباً هو الأرجح ..
وعلى كلٍ .. وبالرغم من حروب البرهان التي خاضها ضد الثورة منذ مجزرة فض الإعتصام وحتى اليوم ، يبقى معسكر الإنقلاب هو المهزوم دوماً في مواجهة الشارع الذي دخل مرحلة جديدة من التحصيّن والقوة وذلك عبر إعلان المواثيق الثورية والإصطفاف على نهجٍ وأسس غير مسبوقة من قبل تُمهِد لإرساء بناء سلطة الشعب والتمثيل القاعدي لأول مرة في تاريخ الحُكم والممارسة السياسية والدستورية بالبلاد ..
في العام 1883صدرت للروائي الأسكتلندي روبرت لويس إستفنسون قصة (جزيرة الكنز Treasure Island) كان الفتى جيم هوكينز ومعه القرصان الغامض ( لونج جون سليفر) ذو الساق الواحدة ، كانا محوّر القصة ، أقنع سليفر مموّل الرحلة وطاقم القيادة بالإلتحاق بهم وقد نجح في ذلك وعمل طاهيٍ للطعام على سفينة (هسبانيولا) في رحلتِها للبحث عن الكنز المفقود ، ثم نال تفويضاً بإختيار البحارة وأستعان بخمسة عشر رجلاً للمساعدة في تلك المهمة الغير محسوبة ، وأتفق معهم سراً على التمرد فيما بعد داخل السفينة وقتل طاقمها بعد أن إستغلّ أطماعهِم وبؤسهُم دون الظفرِ بإي مغَنم .. بل على العكس من ذلك قد ماتوا جميعاً أثناء عملية التمرد .. ونجح في التخلص منهم ثم نجا بنفسهِ ونال حظاً من الكنز ثم هرب وتواري عن الأنظار في خِتام القصة ..
هاهو القرصان البرهان يجسّد دور رئيس القراصنة سليفر في إختيار من يساعدونه في الوصول إلى مبتغاه .. وبالنظر لحال مرتزقة حركات جوبا التي مهّدت وشاركت في الإنقلاب على الثورة تجدهم أسوأ حالاً وأكثر بؤساً من قراصنة سليفر ، لأنَّ جماعة الموز قد ماتوا سياسياً وهم أحياء بعد أن فضلوا بريق الذهب ولمعان السلطة على قيم ومبادئ الثورة بعد أن تحالفوا مع القتلة والسفاحين في أسوأ وأغبي عملية إنتحار سياسي داخل سفينة الإنقلاب الغارقة التي تقاذفت بها أمواج الثورة ..
ومصير قراصنة الموز ليس ببعيد عن الذي ينتظر قائمة الخمسة عشر مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء لمجرد قبولهم المنافسة في حكومة الرجل الواحد ، حتماً هي مغامرة سياسية .. لن ينقذوا فيها الجنرال في متاهتهِ وهو متسلق أعلى الصاري في سفينة الإنقلاب في عرض البحر الهائج ينظر بالمنظار على طريقة بحارة القرن التاسع عشر بحثاً عن اليابسة آملاً في النجاة وطمعاً في الحصول على صندوق الكنز ! .
«صندوق الرجل الميت».. وهي أغنية بحارة خيالية (تعرف أيضا بأسم خمسة عشر رجلاً ماتوا من أجل الصندوق)..
كان يترنم بها الكابتن (بيل بونز) في بداية القصة وهو داخل حانة أدميرال بينبو يتوسط طاولة مستديرة عليها زجاجات النبيذ في ليلةٍ قارصة البرد مع صوت دويَّ الرياح في الخارج ويُشق الكابتن صمت الليل وهو يغني بصوتهِ الأجش:-
خمسة عشر رجلاً ماتوا من أجل صندوق ..
صندوق كان لرجلٍ ميت ..
يوو وو وو ، وزجاجة رم ! .
يارب يارب ياعظيم نترك لك المجرم تلفاسد الكوز النتن البرهان وأعوانه من الكيزان اللهم يارب ياكريم ورينا فيهم قدرتك كما فعلت ذلك بالقذافي وأعوانه في ليبيا .البرهان المجرم أعاد للكيزان الاموال التي نهبوها البرهان المعفن ساكت على مايعجبه التشادي حميدتي بنهب موارد السودان وبل يعطيها للروس مقابل الحصول على طيران واسلحة ثقيلة يارب يارب اقتل البرهان وحميدتي التشادي الذي قتل واغتصب في رمضان نساء وابناء السودان .يارب ارفع إليك اكفي واتضرع إليك عليك بهم وارينا فيهم قدرتك ومقدرتك لانهم نهبوا البلاد وزلوا العباد وخربوا الديار ورهنو البلاد وكثر الله فيها الفساد
ومصير قراصنة الموز ليس ببعيد !!
يا سلام يا منعم … يرونه بعيدا ونراه قريبا رؤي العين !!
والايام بيننا … والعصيان المدنى الشامل سيف الشعب والشارع
انه السيف المجرب البتار ..!!
☠ !!Arrr, shiver me timbers