بين الوهم والحقيقة

عز الدين آدم النور أبوهـ
جاء هذا المقال بعد مشاهدتي لقاء رجالات الإدارة الأهلية بالقائمين بأمر مبادرة نداء أهل السودان.
نسطيع أن نقول كان الشعب الرواندي سيئاً قبل وأثناء الإبادة الجماعية ولكنه أبصر الطريق بعد الوفاق وهذه حقيقة. ولكن الوهم أن نمدح الشعب السوداني بكلياته في مؤتمراتنا وتجمعاتنا السياسية وفينا ما فينا، في السودان القبلية أعز علي الناس من الدين والوطن وإلا ما كانت الحروب القبلية الطاحنة التي أبادت الزرع والضرع هنا وهنالك دفاعاً عن القبائل والكيانات وترى الهمم فاترة إذا أُستُنفر للشأن العام، من الاستقلال وحتى الآن (عفواً من الاستعباد وحتي يومنا هذا)
الشعب السودان يُقتل بالآلف المؤلفة من أبنائه ، عدد دماء جعفر نميري كم قتل من الشعب السوداني والمنفذون من رحم هذا الشعب ومع ذالك نردد مقولة أن الشعب السوداني خلوق وشجاع ، وكم دمر الفريق البشير من قري آمنه وترك أهلها بين قتيل وشريد ، هل البشير إلا فرد واحد ؟ ولكن كم من خلفه من أبناء هذا الشعب يصفقون لهرجلته ويشجعونه علي المضي قدما في القتل والتشريد بل ربما الكثيرون من أبناء هذا الشعب تمنوا لو أنهم كانوا جيشاً وأمناً، لزُمرة الطغاة من حكام هذا البلد ولكن لم يحالفهم الحظ لعدم وجود من يزكيهم فخرجوا عن الجيش وأعينهم تفيض من الدمع حزناً (وحدث دونما حرجٍ عن شروط القبول لكليتي الحربية والشرطة) ، وكم من نفس برئة قُتلت بعد الثورة لعدم التوافق، لا تكذبوا علينا بقولكم أن الشعب السوداني طيب وعريق وصاحب حكمة أليس القبائل المتحاربة في دارفور وكردفان والنيل الأبيض والنيل الأزرق وبورتسودان من الشعب السوداني؟ يشرفنا أن يكون الشعب السوداني كذلك طيباً خلوقاً متعاضداً يشد بعضه البعض يدير تنوعه الثر ورقعته الجغرافيه الواسعة بكفاءة واقتدار لا يحابي جهة علي جهة ولا لون علي لون ولكن الواقع دون ذلك ، لذا أنا أريد أن أسمع الحق والحقائق عند لقاءاتنا الجماهيرية حتي نعرف حقيقتنا ونصلح الاعوجاج والمثل يقول لا يستقم الظل والعود أعوج ، لا تبالغوا في المدح والرداءة كامن فينا كمون النار في العود قولوا الحق ولو كان مراً عسنا أن نجد من المر الشفاء ، حقيقة نحن شعب نعيش الوهم ولم ننضج بعد ، لو كنا شعباً محترماً ومتحضراً ما بات فينا حتي الآن مؤسسة الإدارة الأهلية التي تحكمها أسرة واحدة ولو كان في القبيلة ملهمون وحكماء ، لو كنا شعباً محترماً ومتحضِراً لاحتكمنا إلى مؤسسات المجتمع المدني والشرطة والقضاء ، حقيقة نحن نعيش عصر غير عصرنا ونريد أن نجُر مسيرة التاريخ إلي الوراء إذ نصف أمة العنصرية والجهوية والقبلية والفساد في الأعمال والأفكار بأنه أمة متحضرة (الواقع شاهد علي ما نقول ودونك لقاءات الكبار) أقول صادقاً لأصحاب حلف الفضول في جاهليتهم أكثر إنسانية وتقدماً منا إذ تحالفوا علي نصرة المظلوم ورد المظالم ونحن نعين علي الضعيف والمظلوم ، أخبرونا في أي محطة نقف نحن وبأي معيار نقيس الأمور.
ثلاث سنوات ونيف من غياب شمس البشير ونحن دولة بدون حكومة يسوس الأمور لعدم مقدرة علية القوم على التوافق ومع ذلك نحن شعب مُعلَم ، قولوا لنا الحقيقة المؤيدة بالدليل والبرهان حتي ننطلق ونستثمر في المستقبل كما فعل الشعب الرواندي ولا تعايشون الوهم فهو كالسراب يقرب البعيد ويُبعد القريب دعونا نقول لا يُصح إلا الحق فالشعب السوداني اليوم في مفترق الطرق (إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد11)
أسباب التغير والتقدم معروفة فإن أخذنا بها نغير مستقبلنا وإلا نجري وراء السراب ولا نجني شيئاً.
كلام في الصميم شكرا
الشعب السوداني ليس هو السياسيين يا أخي.. اذهب الى البوادي والقرى والأسواق هناك تعرف السوداني اما السياسيين فهم عمل غير صالح.
رائع ى استاذ عزالدين قول الحق ولو كان مرا ولا بد من نقد الذات لاصلاح الحال والله المستعان.
صدقت في قولك الأخ الدكتور عز الدين ادم النور