بيد (قواتنا النظامية) لا بيد (قوات العدو)!!

القراية ام دق
محمد عبدالماجد
(1)
• بعد ان لقى الشهيد محمد مجدي محمد عبدالله طه الابن الوحيد للرئيس التنفيذي لشركة سوداني للاتصالات مصرعه في الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة برصاصة اطلقها نظامي يتبع لجهاز المخابرات بالقرب من نادي النيل العالمي التابع لجهاز المخابرات العامة بالخرطوم ، دعونا نسأل ما هو الفرق بين ما كان يحدث من جهاز الامن والمخابرات في العهد البائد عندما كان يطلق على افراد التعذيب التابعين اسماء وألقاب على شاكلة (ملك الموت) و (اختصاصي الاغتصاب) وما يحدث من جهاز المخابرات في العهد البائد ؟ في العهد البائد كانت هناك وظيفة محددة للمغتصب في بطاقته الشخصية تقول : المهنة : (مغتصب) !! يصرف عليها المجند المرتب والحافز والبدلات ويأخذ العلاوات.
• الغريب ان ما كان يحدث في العهد البائد من جهاز الامن والمخابرات كان يحدث منهم في المعتقلات وبيوت الاشباح ومواكب الاحتجاجات بينما تحدث تجاوزات الجهاز الآن في نادي للترويح والفسحة وعلى شاطئ النيل في قلب الخرطوم.
• نادي النيل العالمي الذي يتبع لجهاز المخابرات يفترض ان يكون اكثر المناطق امنا وطمأنينة – اذا كان يحدث ذلك في نادي تابع للجهاز في العاصمة الخرطوم ماذا يحدث في المناطق الاخرى التى تقع في الهامش والخارجة عن السيطرة و دائرة القانون؟
• ماذا ابقيتم لعصابات (9) طويلة ؟ ان عصابات النقرز ارحم مما فعلتم !! .. كيف سوف تقضون على التفلتات الامنية والرعب والنهب الذي تعاني منه الخرطوم اذا كان ذلك يصدر من فرد تابع لجهاز المخابرات ضد شاب عمره لا يتجاوز (21) عاما ولا يحمل سلاحا ولا عصا – لا يحمل شيئا غير براءة الاطفال التى كانت في عينيه… تخيلوا ان الشهيد كل جريمته هو دخلوه في (مشادة كلامية) مع حرس النادي… منذ متى اصبحت المشادات الكلامية تستوجب (القتل) في بلد ترفع شعارات الحرية والسلام والعدالة !!
• السلطات لا تتعامل بهذا الشكل مع الذين ينهبون ثروات البلاد وينشرون الذعر والفوضى ويحدثون التفلتات الامنية في البلاد – في الوقت الذي يستعملون فيه الكلاشنكوف والرشاش في نوادي للترويح.
(2)
• ما حدث في نادي النيل العالمي وعلى شاطئ النيل وفي ساعات الصباح من يوم الجمعة لم يحدث من قوات العدو التى اعتدت على سودانيين في الحدود السودانية الاثيوبية وتكرر الاعتداء على (18) سودانيا قتلوا جميعا من ميليشيات تشادية على الحدود السودانية التشادية .. ما يحدث هناك يحدث هنا على شاطئ النيل في الخرطوم بواسطة نظامي يتبع لجهاز المخابرات وبسبب (مشادة كلامية)!!
• هل اصبح ذلك هو قدر السودانيين ان يقتلوا برصاص قوات العدو وان يقتلوا ايضا برصاص قواتهم النظامية؟
• لم يكفيهم ان يقتل المواطن السوداني بالرصاص والغاز المسيل للدموع في المواكب السلمية .. وان يسلم المواطنين ارواحهم لله بسبب الاهمال من السرطانات والفشل الكلوي وتعطل اجهزة الغسيل وانقطاع التيار الكهربائي.
• الشهيد محمد مجدي محمد عبدالله طه لم يكن في موكب سلمي احتجاجا على السلطة ولا هو في محيط القيادة العامة على احد التروس ، لقد كان الشهيد في (نزهة) على شاطئ النيل .. دفع حياته مقابلا لها.
• سوف يكون ذلك هو مصير كل السودانيين ان استمر الوضع على ما هو عليه – سوف تتكرر مثل هذه الحوادث طالما يتواجد في الخرطوم اكثر من عشرة جيوش.
• نواديكم ليست آمنة.
• اسواقكم ليست آمنة.
• عاصمتكم ليست آمنة.
• نيلكم ليس آمن.
• بيوتكم ليست آمنة.
• اولادكم سوف يكونوا عرضة للقتل وثرواتكم سوف تكون عرضة النهب والسلب والسرقة ، لأن التفلتات مصدرها السلطة.
(3)
• الاسوأ من مقتل الشهيد محمد مجدي محمد عبدالله طه هو البيان الذي صدر من جهاز المخابرات عن الحادثة. وقبل ذلك فان الاخبار كانت قد اشارت الى مقتل محمد مجدي بواسطة احد افراد القوات النظامية .. وهذا فيه تعدي على القوات النظامية الاخرى وتشويه للشرطة والجيش وإشراكهما في جريمة لا ذنب لهما فيها – كان يفترض ان يقولوا منذ البداية ان مقتل محمد مجدي كان عن طريقة رصاصة لأحد افراد جهاز المخابرات. لقد ذهبت تأويلات الناس الى قوات الدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة.
• اما بيان جهاز المخابرات فقد اوشك ان يبرر مقتل الشهيد محمد مجدي او ان يقول ان مقتله كان (قضاء وقدر) والسلام ، كأنه قتل بواسطة رصاصة طائشة في حفل زفاف.
• أوضح جهاز المخابرات في بيانه أن الحدث بدأ بتطور مشادة كلامية في ساعة متأخرة من ليلة الخميس الموافق 11 أغسطس 2022م بين أفراد حراسة النادي العالمي ومجموعة من الشباب الذين عمدوا لإقتحام غرفة الحراسة (كرفانة) شمال شرق النادي بواسطة عربة توسان.
• شباب في هذه السن وبهذا العلم يدرس بعضهم في الخارج لا يعقل ان يقتحموا غرفة الحراسة في النادي – ما الذي يدفعهم لذلك؟ .. هل هنالك عاقل واحد يمكن ان يقتحم غرفة حراسة افرادها يحملون الكلاشنكوف والرشاش ؟ وهل اذا وقع اقتحام فذلك سببا لقتلهم وإطلاق النار عليهم بهذه الصورة التى لا تحدث حتى على الذين يقتحمون حدود البلاد ويقتلون ابناء هذا الوطن وينهبون ثرواته.
• أعتبر جهاز المخابرات أن بعض وسائط التواصل الإجتماعي بدأت تتداول الخبر بتدليس الوقائع الحقيقية للحادثة، لزيادة حالة الإحتقان السياسي التي تعيشها البلاد .. هذا الذي يهمهم من الامر (وسائط التواصل الاجتماعي) – الاحتقان يفرزه الرصاص وهذا العنف وعدم الشفافية وليس مواقع التواصل الاجتماعي.
• لإنهاء حالة الاحتقان كان يفترض ان يدين جهاز المخابرات الحادثة بدلا من ان يبحث عن مبررات ومسببات لها وهي في يد القضاء.
• جهاز المخابرات العامة اوضح أن المؤسسات العامة بالبلاد أقيمت لتقدم الوجه الجميل والحضاري للسودان، و قال “من تلك الواجهات التي قدمت لتضفي حياة نوعية للمواطن السوداني الذي يستحق أكثر هو ذلك الصرح الكبير، والذي يعمل لتهيئة بيئة ملائمة للأسر ولكافة المواطنين، ينعمون فيه بوقت آمن يقويهم على العمل الصالح والمنتج، فهو صرح يضاهي ما هو متوفر في محيطنا المجاور” وهو يتحدث عن نادي النيل العالمي.
• هل هكذا يكون الوجه الجميل والحضاري للسودان؟ .. وهل يمكن ان يقضى المواطنين بعد ذلك وقت آمن يقويهم على العمل الصالح والمنتج بعد هذه الحادثة؟
• اماكن الترفيه والترويح في العالم كله هي مناطق اكثر حريات وأكثر سلاما وآمنا وليس هي اماكن للقمع والقتل والبطش .. ان كان ذلك يحدث في اماكن الترفيه والآمن ماذا يحدث في الزنزانات وبيوت الاشباح؟
(4)
• لا ادري كيف يكون حال والدة ووالد الشهيد محمد مجدي؟ والده جاء بعلمه وخبراته الكبيرة من اجل ان يخدم السودان ويقدم عصارة تجاربه للوطن – لكنه وجد الجزاء ان يقتل ابنه الوحيد بهذه الصورة.
• الشهيد محمد مجدي نفسه يعد نفسه من اجل ان يخدم الوطن ويقدم حصاد غربته للسودان بتفوقه العلمي الكبير.
• نسأل الله الرحمة والمغفرة للشهيد والشفاء والعافية للمصابين والصبر والسلوان لأهاليهم وان يحفظ السودان من شر ابناءه ام الاعداء فالسودان كفيل بهم.
(5)
• بغم /
• لا يعقل ان تكون كل التقارير الطبية تتحدث عن ان اسباب الوفاة رصاصة في الرأس او العنق او الصدر حتى وان كنت في نزهة على شاطئ النيل وفي نادي النيل العالمي التابع لجهاز المخابرات.
• وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
مشكلة البلد الوعى. أقترح على نقابة الصحفيين تبنى مشروع أكبر مكتبه فى الخرطوم مقابل نادى الترفيه الذى لا ترتاده الغالبيه.