مقالات وآراء
أوان النقابات الحرة

خارج السياق
مديحة عبدالله
دخل الصحفيون السودانيون عمليًا في تأسيس نقابتهم الحرة، بعد عمل صبور ومثابر لاستعادتها مستندين على الاتفاقية الدولية (87) التي صادقت عليها الحكومة الانتقالية ودخلت حيز التنفيذ منذ العام 2021، وبموجب الاتفاقية فالحق في العمل النقابي هو بيد الجمعية العمومية وليس قانون 2010 الذي يعطي الحق فقط لتكوين نقابة المنشأة، ويحاول الطغاة عبره التشكيك في مشروعية تأسيس نقابة الصحفيين.
من يشاركون في انتخابات النقابة يمثلون (90%) من الصحفيين السودانيين ممن هم في الداخل والخارج، وفقًا للجنة الانتخابية، وشرع الصحفيون والصحفيات في العمل من أجل استعادة نقابتهم منذ تفجر ثورة ديسمبر المجيدة، وقطعوا في ذلك رحلة طويلة من أجل الاتفاق على نظام أساسي وميثاق شرف صحفي، فالوسط الصحفي مثل غيره كان منقسمًا على نفسه نتيجة لتأثير النظام البائد وعمله من تجل تفتيت القوى المدنية، إلا أن الصحفيين والصحفيات وعوا لحقيقة أن قوتهم في وحدتهم فهم كصحفيين يواجهون الظلم الاجتماعي والقهر السياسي غض النظر عن خلفياتهم الحزبية والنوعية.
النظام الأساسي الذي ستقوم عليه النقابة جاء نتيجة توافق الصحفيين عليه، وبوحدتهم وعملهم المشترك، ومن المؤكد أنهم سيعملون على تطويره، فالممارسة الديمقراطية وحدها هي التي تتيح كل تطوير أي وثيقة وتلافي أي خطأ، والملفت حقًا هو العملية المتدرجة لتكوين النقابة، من تكوين لجان تمهيدية عن طريق اجتماعات موسعة وجمعيات عمومية بمهام محددة لإنجازها في وقت معلوم حتى توجت بتحديد موعد الاقتراع السبت 27 أغسطس الجاري..
الصحفيون السودانيون عقدوا العزم على مواجهة أي صعوبات أو عراقيل تحاول أن تضعها سلطة الانقلاب أمامهم الآن أو في مقبل الأيام، فهذا أوان تأسيس النقابات الحرة، وبذلك سيسهمون مع غيرهم من القوى المدنية في انتزاع الحق في التعبير والتنظيم، عبر النقابات والاتحادات، ونشهد الآن حركة دؤوبة من مختلف القطاعات المهنية من أجل تأسيس نقابتهم المستقلة.
لا سبيل للوصول لدولة المواطنة إلا بالتنظيم، ومن المؤكد أن العمال والمزارعين والرعاة والمعدنيين، أهل الجلد والرأس في العملية الإنتاجية سيعملون بدأب لتكوين نقاباتهم واتحاداتهم المعبرة عنهم لتحمي وتدافع عن حقوقهم في وجه الطغاة ومن ينهبون الثروات ويخربون اقتصاد الوطن ويحرمون أهله من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية..
قاوموا..
الميدان