من دمر مشروع الجزيرة هو من تسبب في كارثة هذا العام

محمد حسن شوربجي
تعريف الأمم المتحدة للكارثة الطبيعية انها حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية…
ويصبح الناس نتيجتها في حاجة إلى حماية وملابس وملجأ وعناية طبية واجتماعية واحتياجات الحياة الضرورية الأخرى…
وتتنوع هذه الكوارث وتختلف…
إذ يوجد منها العواصف والفيضانات والهزات الأرضية والانفجارات البركانية…
وقد ابتلانا الله هذا العام بكارثة سيول خطيرة…
فلقد كان اجتياحها لكل قري المناقل كبيرا وخطيرا…
وفي ظل غياب تام للدولة وخدماتها حتي البسيطة منها…
ولا اظن ان كل ما نراه ونسمعه من جعجعة اعلامية وزيارات لبعض المتنفذين قد ينقذ اهلنا المتضررين…
فكل الامر زوبعة وشوع اعلامي خادع…
فالكارثة كبيرة جدا…
والخسائر مهولة جدا…
والخطير في الامر هو فقدان المواطن لمصدر رزقه وهي الزراعة…
فلقد غمرت المياه كل الاراضي الزراعية…
ونفقت الكثير من المواشي…
وتهدمت الكثير من البيوت…
ولعل اكبر الاخطاء الكارثية هو انعدام اجهزة الانذار المبكر الذي تنبه المواطن بقدوم كارثة…
ولا احد في بلادنا يهتم بتقارير خبراء الارصاد العالمية…
ولا تملك الدولة دراسات عن حجم الدمار والخراب الذي سيكون…
وفقط ما قد سيفعله المسؤولون هو اعلان منطقةَ المناقل مناطق كوارث…
ليصطف بعدها البعض في المطار انتظارا لشحنات الاغاثة والهبات وتسريبها هنا وهناك…
وهذا امر مؤسف ومحرج للغاية…
فلقد قررت ببعض الدول المانحة الاعتماد علي نفسها في توزيع الاغاثة…
وذلك للتأكد من وصولها لمستحقيها…
ولعل السؤال الاكثر تعقيدا هو كيف سيكون حال الناس بعد انحسار الكارثة…
وكيف سيدبرون معايشهم…
وكيف سيعيدون بناء منازلهم…
وكيف تعود حياتهم طبيعية…
ففقدهم لممتلكاتهم كبير جدا…
فلقد خسروا كل الموسم الزراعي…
ولو علي الاقل قامت الحكومة بتنبيه المواطنين مبكرا بتوقعاتها لكانت الخسائر اقل…
ولرحل المواطنون الي مناطق آمنة ببعض ممتلكاتهم…
ولكن للاسف الشديد ظلت الحكومة غائبة…
فلا تجهيزات …
ولا احتياطيات…
ولا ميزانيات…
وتقاعس كبير من كل الجهات…
وظلت المصارف والمجاري مسدودة وقد غطتها الاتربة والنفايات …
واقل ما كان يجب ان تقوم به الحكومة هو اقامة سواتر ترابية لحماية السكان كتلك التي شاهدناها في الكلاكلة القلعة…
فالامر ليس مستحيلا…
فالانجليز هم خططوا للمشروع باكمله ولكنه اهمل …
وهم من ضعوا كل البني التحتية لمقابلة كوارث السيول والفيضانات ولكنه هدم …
وكانت السيول في زمانهم تنساب الي النيل بسهولة ويسر…
ولعل اسوء ما سمعته من تعليق رسمي علي الكارثة هو اتهام اركي مناوي للجنة ازالة التمكين بانها المسؤولة عن هذه الكارثة…
رغم ان المجرمين الحقيقيون هم احياء بيننا ينعمون بأموال بيع مشروع الجزيرة…
وهم من يستحق الاعدام لانهم دمروا هذا المشروع العملاق…
الآن مطلوب من الحكومة صرف كل مداخيل الذهب السوداني الي يصدر الي مجهول علي المتضررين…
وان تعيد بناء كل المنازل المتهدمه…
وان تعوضهم كل خسائرهم…
دهب عامر هو دهب للمواطن…
فلابد ان يكون كذلك شاء من شاء وابي من ابي…
الاستاذ محمد حسن بعيدا عن الحكومات نحن كشعب لا نحترم الممتلكات العامة فتجد سائق عربية الدولة لا يهتم بها بقدر ما يهتم بعربته الخاصة. اى ان كان المتسبب فى الكارثة الا ان المواطن السودان شريك فى الجريمة. كثير من القناطر التى بناها الانجليز دمرت بواسطة مواطن الجزيرة نفسه وكثير من الجداول التى تمر لكل الحواشات شوهت وخربت بواسطة المواطن السودانى.
نعم كان الانجليز يضربون المخرب بالسياط فلا مفر من تطبيق العقوبات الرادعة على كل من يعبث بالممتلكات العامة .
يااخى فلنكات القطار التى بناها الانجليز قطعت ونهبت ليس من قبل اثيوبيا او تشاد او مصر
نحن حقيقة محتاجين توعية يدعوا لها كل المثقفين بعيدا عن الانتماءات السياسية او الجهوية
والا
فَيا لَيتَ الانجليز يَعودُ يَوماً
فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ الشعب السودانى