مقالات وآراء سياسية

شركة الموارد المعدنية شجرة غير مثمرة ؟

هكذا يجب أن يتكلم وزير مالية الانقلاب الفاشل !

إسماعيل آدم محمد زين

 

ويضيف وزير مالية الانقلاب الفاشل في موقع آخر “من المفترض المعونات القادمة للمتررين نستلمها نحن في وزارة المالية” وفي فيديو تردد زمرته “عمارات الخرطوم نكسرو” عمارات الخرطوم نهدو” وينتبه وزير مالية الانقلاب و يصيح “عمارات الخرطوم نسكنو” ولو كان لدينا وكيل نيابة يعرف واجبه لحرك ضده قضية باثارة الكراهية والحرب! ولكن ! هذا الوزير حامت حول مؤهلاته شبهات، إذ يقولون بأنه لا يحمل شهادات عليا في الاقتصاد! وقد تجلت هذه الحقيقة في تصريحاته الخطلة ! وكان أخطرها حديثه مبرراً تسنمه وزارة المالية ليأخذ حقوق دارفور ! من المال ! فيا له من وزير ! .

الآن قد إتضحت الرؤية ويمكننا أن نشكك في مؤهلاته من خطابه القبيح، فهو لا يدرك بأن الموارد المعدنية أوموارد الأرض ناضبة ! كلها ناضبة بما في ذلك النفط والغاز ! ولا أشك في عدم معرفته وضعف مؤهلاته وحتي ما يدعو إليه من إسلام ! إذ الاسلام قيم لا تعرف الحسد أو الكراهية ومع ذلك يقود حركة مسلحة باسم العدالة والمساواة ! فيا لتناقضه، الاسلام قد خربته هذه الجماعات بجهلها وعدم معرفتها حتي بقيم الاسلام التي يتكلم باسمها ! .

جاء هذا الوزير إلي مناصب الدولة مع مجئ نظام الانقاذ الانقلابي وكان يشغر منصب مدير لشركة صغيرة للطيران! إسمها عزة.

علي هذا الوزير الانقلابي بأن يدرك بأن الاستثمار في الموارد المعدنية أو الأرضية كلها، لا يتم الاستثمار فيها إلا بعد تقييم علمي وفني وإقتصادي لمعرفة حجمها ومن ثم ما يمكن إستخراجه في اليوم ،بل الساعة وفي العام والفترة التي سيظل فيها المورد ذي جدوي! وما يحتاج إليه العمل من معدات وآليات إضافة إلي الأسواق وكل ما يتبع ذلك من أعمال وأنشطة، مثل : التعاقد، النقل والتأمين، طبيعة العملاء والمنافسين في الأسواق.

للأسف لم يجري الاستثمار في موارد البلاد المعدنية وفقاً لدراسات وأبحاث كثيرة باستثناء بعض الأنشطة، كما في حالة شركة أرياب ،حيث قامت هيئة الابحاث الجيولوجية باجراء المسح الجيولوجي والاستكشاف وكل ما تبع ذلك من عقودات ،حتي تم الاحتفال بتصدير أول شحنة من الذهب في أوال عهد الانقاذ وما صاحب ذلك الحفل من دراما بطلها صلاح كرار، صبي الانقاذ المدلل وعضو مجلس ثورتها ! لعله يحكي تلك الواقعة ! أو غيره ممن شهدها ! وقد حكاها لي الجيولوجي العالم مهدي عوض الكريم عليه الرحمة.

نعود إلي وزير مالية الانقلاب الفاشل جبريل إبراهيم، فقد خيب الأمل منذ أول لحظة لاستوزاره، باعلانه “بانه جاء ليأخذ حق دارفور من أموال !” وقد أضاف سقطات أخري، مثل حديثه وصفه لشركة المعادن بأنها شجرة مثمرة ! وهو لا يدري بأن الذهب و بقية الموارد الأرضية ناضبة ولها عمر محدد وفقاً لحسابات الخام والاحتياطي المحتمل وحجم الانتاج في العام .

ثم ذهب بعيداً ليتكلم فيما لا يعنيه ويريد أن يستلم المعونات الانسانية ! هنالك فرق بين المعونات التي تقدم للتنمية والعون الانساني ! إذ الأخير لا ينتظر ! وأهل الحاجة كثر وفي لهف لاستقباله، كما أن المانحين وفروا عليك التخزين وفرز المعونات أو تصنيفها وتكاليف توزيعها ! وجنبوك شبهة التوزيع وما قد يحدث فيه من تلاعب ! وأنتم أدري به ! وأضيف بأن العون الانساني وليد ظروف إنسانية حركت الناس وراء البحار وفي دول الجوار وهبوا ليقدموها للمحتاجين ! ليأتي مثل هذا الشخص لينتقد ويطالب باستلامها وتوزيعها ! لقد خبروك وخبرك الشعب السوداني وجربك مع نظامك الاسلامي الفاشل، لتعود إلينا كرة أخري ! فيا للبؤس ! والجهل! المعونات الانسانية تقوم بتزيعها جهات مختصة في الدفاع المدني والمنظمات الطوعية، كما أن هذه المعونات بطبيعتها لا تقبل الانتظار أو الروتين الحكومي العقيم ! وفي كثير من الدول تقوم علي هذا العمل منظمات طوعية وأفراد خيرون وهنا خلال عهدكم الأول قامت مجموعة نفير بأعمال رائعة – تحركها الهمة والنجدة وقيمة العطاء ولكن نظامكم المباد حجر عليهم وحرمهم من العمل ! وتعلم الاسباب ! .

لقد أثبت وزير مالية الانقلاب بانه لا يعرف مهام وزارته وطفق يبحث عن أعمال أخري!وكان من واجبه أن يضع من السياسات المالية نسبة من المال للطوارئ والكوارث، لا أن ينتظر المعونات الخارجية وبدون خجل يبحث عن توزيعها ! فهلا يحدثنا هذا الشخص عن سياسات وزارته؟كم خصص للتعليم؟ وكم وضع للصحة؟ وللبحوث وغير ذلك من أنشطة الدولة ؟ لن نسأله عن التنمية ! فهو والانقلابي برهان لا يعرفونها ! .

هذا الوزير الذي أتي في أول عهده بالعمل العام في إنقلاب الترابي وعند عودته غير الميمونة ،كان مزاره لبيت شيخه ! ونحمد له هذا الوفاء! الآن تحرسه حركة مسلحة ومتمردة علي الدولة وجيشها الباسل ! وكان من واجب قائد الجيش أن يعمل علي تسريحها ودمج المؤهل من أفرادها بما فيهم هذا الوزير، فقد أثبت جهله وأدان نفسه بتصريحاته ومنها تصريح خطير قد يكون بعض القراء سمعوه ! وهو يصيح مع قواته “عمارات الخرطوم نكسرو” “عمارات الخرطوم نهدو” وفي أُخري يصححهم ” عمارات الخرطوم نسكنو” فيا له من زعيم حركة تبحث عن السلام والعدالة والمساواة ! كما تتبني الاسلام! فيا لجهلهم بالدين وقيمه : أين هو وأباعه من اليقين والرضا ومن قسمة الأرزاق ؟ كيف تسول له نفسه أن يقود هؤلاء الجهلة ويحرضهم علي بقية المواطنين ويشجع خطاب الكراهية والعنف والسرقة؟.

كان من واجب الحكومة الانقلابية أن تنظر في حركة العدل والمساواة لاستيعاب المؤهلين منهم ولمحاكمة المجرم ينظن بما فيهم جبريل! فهو قد يكون مؤهلاً لحراسة مواقع التعدين ولنا أن نشك في أهليته لتولي هذا المنصب الهام. فقد أوقف حركة البشر بالرسوم والمكوس الباهظة ، بدلاً من الحد منها وتخفيضها ! كما يفعل أهل النهي ! لا أخاله سمع أو قرأ ما فعلته تاتشر منتخفيض للضرائب، ففاضت خزائنها ! ولا أظنه إضطلع علي ما خطه الرئيس كلينتون وهو ينظر في رسوم ترخيص العربات، فقام بتخفيضها علي العربات القديمه وإنسانيته وهو يقرر في ترحيل أطفال الرياض من منازلهم جيئة وذهاباً – تخفيفاً علي الآباء من الشباب ! ولا نعشم أن يفعل مثله ! .

جاءت قوات هذه الحركة لامدرمان نهاراً وقتلت كثير من الناس، كان من واجب الحكومة الانقلابية محاسبتهم ومحاكمتهم علي ما إرتكبوا من جرائم . وقد أسموا تلك الغزوة بالذراع الطويلة ! لو كان في هذا البلد وكيل نيابة يعرف واجبه لكفانا شر مثل هذا الشخص، إذ لديه شريط فيديو مع زمرته وهو يتوعد بالاستيلاء علي عمارات الخرطوم ! ويا له من متأسلم لا يعرف اليقين ولا توزيع الأرزاق ! .

لقد فشلت العدالة في ملاحقة المجرمين ، يجب ألا تفشل الصحافة والاعلام في كشفهم وفي دورها الرقابي – مع غياب البرلمان . من حق الاعلام معرفة السيرة الذاتية لمثل هذا الشخص ومدي أهليته لمنصب وزير المالية.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. شركة الموارد المعدنية شجرة مثمرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى اذا وجهة صح، لكن نحن شعب نعيش على الامانى والتمنى. نحن ندفع فاتورة الحرب منذ ان قامت فى عام 2003.
    نحن الشعب الذى يدفع فاتورة السلاح لقتل نفسه وفاتورة اخرى من الضرائب الباهظة لمن قتل شعبه وحرق اهله ودمر قريته.

    اللهم احفظ بلادنا من كيد الاعداء وكيد انفسنا وهيئ لنا الابناء الخلص الذين يحبون بلدهم واهلهم وابعد عنا من تبع هواه وباع ارضه و لعرض من الدنيا

    1. معقول يا ود ناس سهل،تقول الكلام ده؟ الموارد المعدنية يتم استنزافها وتكمل…لذلك ما بتشبه الشجرة المثمرة.. الشجرة تعني بها الزراعة..وهي مورد لا ينضب،وقد كان من واجب الحكومة أن تستخدم عائدات المعادن والبترول في الانتاج الزراعي وتعزيزه…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..