مقالات وآراء

هناك من يبني الوطن وهناك من يدمره

محمد حسن شوربجي

كثر هم من ظلوا اوفياء لبناء هذا الوطن العزيز …
وكثر هم من ظلوا يعملون لجعله وطنا شامخا وكريما …
وكثر هم من نذروا ارواحهم ودمائهم في سبيله …
وكثر هم من ظلوا يذرفون  الدموع حبا وعشقا لارضه وسماءه …
وكثر هم من رفعوه باخلاقهم السامية امانة وشهامة وصدقا…
وفي المقابل كثر هم من ظلوا يدمرونه  بانقلاباتهم  وتخريبهم ومكايدهم …
وكثر هم من افسدوه باعتدائاتهم  علي ماله العام ومقدراته …
وكثر هم من ظلوا يلوثونه  بالرشاوي والمحسوبيات والسرقات …
وكثر هم من شوهوا سمعته في المهاجر ارتكابا للجرائم …
وكثر هم من خانوه بعمالة او تخابر …
نعم كثر هم الاشرار في بلادي…
وكثر هم الاخيار …
فما اكثر المعلمون والاطباء والمهندسون والعمال والجنود الذين يتقدمون صفوف الوطن حبا وعشقا…
وما اعظمها تلك المرأة السودانية الشريفة والعفيفة والطاهرة التي تقوم علي الأسرة تربية وصدقا…
وحتي ذلك المزارع الوفي والمحب لوطنه زارعا للحبوب غارسا للبقول ساقيا للأشجار مربيا للدواجن والحيوانات.
وذلك الحرفي والمهني الذي يخدم الوطن بصدق…
وصاحب المصنع الذي يسهر على إنتاج السلع التي نحتاج…
وذلك التاجر الصادق الذي لا يغش ولا يحتال…
وذلك الموظف النزيه الذي يسخر مكتبه فقط لتقديم الخدمة الصحيحة للمواطن…
وذلك السياسي الذي يصدح دوما بكلمة الحق منعاً لكل انحراف…
وذلك الضابط و ذلك الجندي ورجال الأمن الذين يسهرون على حمايتنا بوطنية ومستعدون للتضحية بحياتهم وعائلاتهم وأبنائهم…
فكل هؤلاء  يجب أن نرفع لهم القبعات احتراما وتقديرا…
فكل هؤلاء يجب ان يكونوا روادا للبناء…
فهم البانون الحقيقيون لهذا الوطن العزيز…
وبعكس اولئك الفاسدون والقتلة والسراق والانتهازيون والمخادعون والكذابون والمنافقون…
فكل غاياتهم  التخريب…
ولو ابتعد هؤلاء لاستقامت الامور وبرز  الشرفاء …
فهم من صنعوا  صورة  شعب السودان المشوهه…
وهم من قالوا عنه انه كسول وجاهل ولا يعرف الهوت دوق…
وهم من قالوا  انه كان يشرب الشاهي بالتمر…
وهم من قالوا انه ما كان يحلم بالكهرباء والنت…
فهؤلاء وللاسف الشديد هم سرطان هذه الامة وفسدتها…
فكأنهم وقد تمكنوا من هذا البلد واهله…
وكأنهم وقد ظنوا انهم الأحقّ بقيادته…
فلقد منعوا عنا كل مقدراته وكل ثرواته الهائلة والكبيرة…
ويا نحكمكم ونبلع ويا نقتلكم…
لذا لابد من تصحيح هذه المعادلة المقلوبة… …
وليبتعد عنا كل هؤلاء الواهمون…
وكل هؤلاء الفاشلون والجهلة…
الذين لهم نصيب شخصي في  كل صغيرة أو كبيرة…
فليس اقبح من تسيطر علينا مافيات لعينة ومجرمة …
وليس اسوء من ان ينتشر الفساد بدلا عن الحق والعدل والفضيلة…
فكم يؤلمنا التحريف والفوضى والعنف الذي نراه في الشوارع…
وكم يؤلمنا ان يحتقر  هذا الشعب ويحكم عنوة …
فأفسحوا له الطريق ايها الرعاع …
فكفاكم افسادا لحياته…
وكفاكم تدميرا لمستقبله…

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..