مبادرات : البطيخ – محصول واعد ! وليس للأزأزة !

إسماعيل آدم محمد زين
لعقود عديدة، بل لأكثر من قرن من الزمان ظل حب البطيخ من صادرات السودان التي نجهل قيمتها الحقيقية ! مع تقليل من يعرف قيمتها من شأنها ويوهمنا بأنها للأزقزة (القزقزة بلغة أهل السودان أو التسلية – تسالي !). وقد سمعتُ كلمة قزقزة من الرئيس المصري جمال عبد الناصر في خلافه مع حكومة الديموقراطية الأولي للبلاد وهي تسعي لتسوية ديوننا مع مصر ! وحاول عبد الناصر الضغط بوقف إستيراد حب البطيخ وقد كان حينها يجلب للسودان حوالي 4 مليون دولار أميركي!و قال “ما عايزين قزقزة” وهو يعني تسالي أو تسلية، تقليلاً من قيمة هذا المحصول الجميل والمفيد (يمكن بنقرة علي الكمبيوتر معرفة فوائده وإستخداماته) وهو يدرك تماماً قيمته، كما يعلم بأنه لا يوجد سوق آخر للسودان لهذا المحصول! وهو يدعي قيادته لحركة التحرر الافريقية والعالمية وللأسف قد يكون السودان قدم أكثر من مصر لهذه الحركات ولكننا بتواضعنا لا نعرف كيف نستفيد من هذه العلاقات – فنحنى عقلنا الجمعي مثل عقلنا الفردي وكما وصفه المفكر النور حمد “بأنه عقل رعوي” وما زالت جينات الرعاة سائدة في أطفالنا! ما أن يجد أحدهم شجرة أو زهرة إلا ويمد يده ليقطعها ويرميها علي الأرض – كما يفعل جده وهو يقطع فروع الأشجار لغنمه! ويقولون “الطبع غلاب” و “الطبع يغلب التطبع”.
لا أخال رئيس مصر يجهل فوائد حب البطيخ لمصر ولاقتصادها ! مع حرمان جار أحسن إستقباله و هويتجرع سُم الهزيمة ،من دولة أطلقوا عليها “دويلة” ولكنها للأسف أضحت من أقوي 10 دول في العالم وهي تساهم في التطور الانساني والتكنولوجي ومع ذلك لا يخالجني شك في نهايتها ! كما إنتهي الغزاة من قبل ! .
ولكن علينا أن ندرك بأن عداء مصر للسودان دليلاً علي رُشد الحكم لدينا وقوته ! وهي لا تعمل إلا في ظل الحكم العسكري وقد أدرك الشعب هذه الحقيقة !.
ونعود إلي حب البطيخ وأسراره مع فوائده التي عرفنا والتي لم نعرف علي آخرين إدراكها ! كنت بصحبة الخال المهندس/ أحمد محمد أحمد وتوقف في الطريق لأخذ شخص يعرفه وسرعان ما دار الحديث وتشعب ، فقام ذلك الشخص باخراج قطعة مربعة من كيس كان يحمله وطلب منا معرفة ذلك الشئ ؟ كان أمبازاً لحب البطيخ ! وقد أفاض في الحديث ،بأنه قد جرب عصره لاستخراج زيتاً للطعام طيب ! وأمباز يصلح علفاً للحيوان! وهنا أضيف بأن الشعب السوداني سباق وهنا قد سبق مراكز الأبحاث العلمية وسبق كثيراً من الشعوب في ثوراته المتفرده ! .
لذلك مصر لا تشتري حب البطيخ للقزقزة! فأنظروا كم فقدنا خلال قرن من الزمان؟ وأضيف بأن البطيخ الذي سخر منه رئيس مصر لهو محصول واعد ! وجدير بالبحث والدراسة والاعتبار. إذ يمكننا مع إستخراج الحبوب منه ، إستخراج كميات مهولة من السوائل السكرية وبقايا اللب والقشرة الخضراء.
السائل السكري يمكن تخميره وتقطيره لاستخراج الكحول وهووقود أو إستخراج غاز يصلح للطهي ولتوليد الكهرباء! ويمكن تصنيع مكائن لفصل الحبوب من البطيخ مع وجود مكائن في الأسواق العالمية. ويمكننا أن نشيد المصانع في مواقع الانتاج وتشغيلها بطاقة الشمس مع طاقة الرياح أو بالطاقة المولدة من منتجات البطيخ ، مثلما تعمل مصانع السكر.
ومن اللب يمكن تصنيع مربي ممتاز ومن القشرة الخضراء علف بعد ضغطه. وبالطبع يمكننا إستخراج زيتاً للطعام وعلفاً آخر للحيوان من الامباز.
أما إذا ما تقاعسنا فيمكننا تخمير السوائل بعد فرز الحبوب لاستخراج الغاز. والبقايا ستصبح سماداً عضوياً نضيفه للتربة لزيادة الانتاج.أبعد هذا يصيح فينا أحدهم ” بلا بطيخ ، بلا…” أو “ما عايزين قزقزة” وقد يقول أحدهم “علينا الانتظار لما بعد إنجلاء البلاء عن البلاد” أقول” علينا تحضير وتجهيز البرامج للنهضة و للتنمية و لاحداث التغيير” .
إنه محصول واعد ومن يشاهد تلال البطيخ في سهول كردفان سيدرك هذه الحقيقة !وسيعلم بأننا أضعنا الكثير.ومن لديه برنامج قوقل إيرث قد يجد أكوام محصول البطيخ في سهول كردفان. (مع رجاء ممن لديه صور لتلال البطيخ أن يرسلها للصحف أو علي بريدي)
علي الحكومة أو فلنقل الدولة أن تنشئ إدارات للمعرفة بكافة مؤسساتها مع دعوة القطاع الخاص وتشجيعه ليفعل ذات الشئ. والمعرفة متاحة لمن يبحث عنها ويعرف وسائلها. إذ المعرفة قوة knowledge is power والمعلومات مال information is money .
ثمة أمر آخر أود لفت الاهتمام إليه وهو عرض بطيخ المائدة في الأسواق وكثير منه غير ناضج ! وهي مسئولية الارشاد الزراعي وغرفة الزراعة مع كليات وإتحاد المهن الزراعية- عليهم جميعاً تنبيه وإرشاد المزارعين لضرورة حصاد البطيخ بعد نضجه وهو شئ مقدور عليه ويمكنهم معرفة ذلك من خلال عدد من المؤشرات ! وما يجري حالياً قد تسبب في كساد أسواق البطيخ بعزوف المستهلك عن شرائه. وهنالك معلومات تشير إلي أن بعض ضعاف النفوس من التجار يضيفون مادة ملونة، ليبدو أحمر اللون لما يعرضون من عينات! وكلها حمراء ! وهو أمر لا يكون ! وعلي جمعية حماية المستهلك القيام بواجبها.
كما علي الاعلام والصحافة المساهمة في نقل المعرفة إلي حين قيام إدارات لها ، ومزيداً من الرقابة ، حتي قيام حكم راشد وبرلمان قوي ، يعرف واجبه.
يارجل العالم كله لايريد تصدير البطيخ انت تصدر ماء البطيخ ينهل الماء نهلا.ليس لديك حس فكاهى من الافضل ان تكتب دون محاولة اصطناع ذلك لان مسالة ازازة التى ذكرتها فى غاية السخف
شكلك ما قريتي الموضوع..الرئيس المصري هو من ادعي بانهم يشترون حب البطيخ للقزقزة..وحده كان قبل عقود من الزمان وهدد الحكومة السودانية بانهم سيوقفون استيراده…
اما البطيخ الذي اتكلم عنه فهو يزرع بمياه الأمطار..وليس بالري…
حساب المياه في المحاصيل مفهوم جديد داخله خواجه..وقد جاء للسودان وتقدم محاضرة عن هذا الموضوع،حضرها عدد من الباحثين في وزارة العلوم والتقانه ايام الوزير الزبير بشير طه.
وقد حضرتها…وكتبت عن هذا المفهوم.
وقد تجدد ذات المفهوم ..أي حساب المياه في المحاصيل في المشروع الياباني للادارة المتكاملة المياه.Integrated water management project.بوزارة الري..شاركت فيه عدة جهات حكومية…وقد عملت مترجما في هذا المشروع،مع خبرتي في ابحاث المياه..في عام ٢٠١٦…لفترة ٣شهور…وتواصل المشروع…وكان مقررا له فترة ٣ اعوام…
لم اقصد الفكاهة…ولكنني اوردت حقائق…
أردت دعوة الناس لتصنيعه وليس لتصديره…وهذا النوع من البطيخ يزرع بمياه الامطار..وهو ليس من النوعية التي يتم تصديرها المائدة.
يبدو انك لم تقراي الموضوع
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يا جميل…ليتك تورد ما حال في خاطرك بالكلمات…
تصنيع البطيخ
ارشاد المنتجين لحصاد البطيخ عند نضوجه.
كذلك ارشاد المستهلك بمؤشرات نضوج البطيخ
والثورة لا نشك في نجاحها…
لذلك نأمل في المتعة بخيرات الأرض..كلها…
البطيخ الياباني اقل حلاوة وجودة من البطيخ للسوداني وبالرغم من ذلك قد يصل سعر البطيخة الواحدة الي الف دولار1000 ..
فعلا نحن شعب غبي عقولنا عقول رعاة..
مع كامل احترامي للرعاة فمهنتهم من اشرف المهن واقدمها على هذه الارض الطيبة ..
والمقصود انهم يتركون بهائمهم ترعى دون ان يشغلوا عقولهم بتطوير هذه المهنة الهامة جدا للسودان..
لكن في ظل العساكر كل العقول تتعطل..
مع احترامى للكاتب ولكن كلام الاخت داليا يشدد عليه الكثيرون لا تصدر الماء ايا كان مصدره والاشارة اكثر من مرة بانها لم تقرا الموضوع جيدا يعنى الخلل فى التوصيل السليم للفكرة اليس كذلك يا جميل بثينة
الأخ هيثم
اظن الفكرة واضحة..و من يعرف حب البطيخ ومصادره،سيدرك هذه الحقيقة…وهو أنه يصدر لمصر مع عدم الاستفادة منه…خاصة مع الامكانيات المتعددة لهذا المحصول..
مياه الأمطار تقدر بحوالي ٢٠ ضعفا لمياه النيل..وكنا تعلم نصيب السودان لا يتعدي ال ١٨ مليار..وحتي هذه لا يتعلم الا قليلاً منها.
السودان يستورد سكر…وارز وهذه محاصيل معروفة باستهلاكها المياه…
إذا جودنا إنتاج البطيخ،خاصة بطيخ المائدة،يمكن ان يعود علي البلاد مبالغ هائلة…وهو من المحاصيل التي تصبر…علي الترحيل…