الدعم السريع ، واوهام الكيزان

خليل محمد سليمان
طار الجميع فرحاً بخبر مفاده ان الدعم السريع قام بفصل خمسة آلاف من الضباط، والجنود الكيزان.
في اقل تقدير يمثل الضباط الكيزان في الدعم السريع نسبة لا تقل عن 40% من ضباطه، ونسبة تتجاوز الثلاثين بالمائة من ضباط الصف علي وجه الخصوص افراد هيئة العمليات.
يسيطر الكيزان علي الشئون الإدارية في الدعم السريع بكل اشكالها بصورة كاملة.
اعتقد التعامل مع الخبر اعلاه بشكل عفوي سيدخلنا في دائرة اكاذيب الكيزان، وتراهاتهم التي اصبحت مكشوفة للجميع.
إطلاق خبر كهذا علي عواهنه بلا تفصيلات، بخطة ممنهجة، وإرادة يُعتبر إلهاء، وتغبيش، وذر للرماد في العيون.
يعلم الكيزان جيداً ان الدعم السريع هو ماعون يحتفظون فيه بقوة حية من الضباط الكيزان من الصف الاول، والقيادة القبلية لهذه المليشيا تُعتبر واجهة مريحة يسهل إستخدامها، والتحرك في ظلها بشكل مرن (فض الإعتصام) نموذجاً لضمان وضع هذه القيادة في مربع يصعب عليها مغادرته “كماشة احكموا بها قبضتهم” .
غياب الخطط، والبرنامج للتعامل مع الوضع الامني في البلاد لدي قوى الثورة بعد سقوط النظام ترك مساحة حركة، ومناورة مفتوحة للدولة العميقة التي إستوعبت المشهد بكل سلاسة.
حميدتي يعلم تماماً انه لا يمكنه الطلاق من الكيزان.
لا تنطلي علينا اكاذيب الكيزان كقريبين من المؤسسة العسكرية، ومعرفتنا بتفاصيل غائبة علي الكثيرين.
لدينا أحصاءات، بتصنيفات الكيزان، ودرجاتهم المختلفة داخل هذه المليشيا.
قيادة الدعم السريع لا تملك إحالة الضباط، والصف والجنود المنتدبين تحت قيادتها من القوات المسلحة، وجهاز الامن والمخابرات.
كل الذي تستطيع عمله هو إنهاء وجود هؤلاء وإرجاعهم الي وحداتهم الام.
اعتقد القوات المسلحة اصبحت ماعون غير مناسب، وبدأ يضيق شيئاً فشيئ نسبة لعدم رضى الشارع، والفجوة الكبيرة في الثقة بين الشعب، والجيش.
برغم سيطرتهم الكاملة علي الجيش، وجدوا انفسهم محاصرين لدرجة تقزم الجيش في دوره ليصبح وكأنه مليشيا تتقاسم النفوذ مع مليشيات اخرى، ذلك إن لم يكن الواقع فإنه الاقرب ليماثله.
اعتقد امام حميدتي، واسرته فرصة تاريخية لكسب رضى الشعب السوداني بالإنسحاب من المشهد بشكل نهائي سياسياً، وعسكرياً، ليترك المواجه بين الشعب السوداني، ودوائر النظام البائد بشكل مباشر.
حل يبدو صعباً، ومستحيلاً، لكنه الوضع الذي يمكن ان يُعيد الإمور النصاب، ويكسب الثورة زخماً، وبعثاً.
يتبادر سؤال، وماذا عن دارفور، وتوازن القوى هناك؟ .
يمكن إدراج العنصر القبلي في مليشيا تحفظ الحقوق، والتوازن كإحدى الحركات المسلحة، لتجد مقعداً بالتساوي في ايّ تسوية سياسية، وعسكرية.
طال الزمان او تقاصر، مهمى وسع حميدتي من مظلة طموحه فمصيره الي زوال فأولى له ان يذهب بكرامة، ورضى الشعب.
وجود حميدتي يُعتبر مظلة للكيزان، وحصان يسرجونه، في مواجهتهم للشعب السوداني، وثورته.
لسان حالهم (حميدتي دا بنتم بيهو شغل) .
لا تجتهد كثيراً عزيزي القارئ، إنها احلام اليقظة، والحلول غير المعقولة في وضع شاذ، ومعقد تزيده الحلول الطبيعية، والمنطقية تعقيداً علي تعقيد.
لا تسألني .. من اين اتيت بهذا الصنف، ربما غداً سيكون متاحاً في متناول الجميع! .
تتعب نفسك ساكت هم لا يريدون مواجهة الحقائق منذ نجاح الثورة لذلك ينتقلون من فشل إلى فشل أكبر منه…لديهم مثالية ساذجة تفترض الواقع الفعلي غير موجود.
هي فعلا اقرب لأحلام اليقظة ولكن لا شئ مستحيل في هذا العالم، وخليني اشاطرك أحلام اليقظة. الاحساس والانطباع العام لدى الكثيرين من السودانيين وغير السودانيين أن حميدتي أقرب إلى الفطرة السليمة والقلب السليم أكثر من جميع الكيزان وتابعيهم وعبيدهم والشواهد على ذلك كثيرة رغم ما ارتكبه من جرائم في دارفور والخرطوم وغيرها بتخدير وتنويم مغنطبسي وتأثير (غسيل مخ) من الكيزان حاله برضه حال الكثيرين لكن عودته إلى الصواب أقرب. معركتنا مع الخفافيش وشياطين الظلام وتجار الدين ومن شايعهم طويلة وكبيرة وتحتاج إلى وحدة وتكتل، فإذا صح موضوع إحالة الغواصات الكيزانية إلى مستنقعاتهم (وحداتهم) الاصلية فمعناه أن الرجل صار أبعد عن الكيزان وأن صحوته الكاملة اصبحت وشيكة، لذلك وقوفه الحفيقي مع الثورة مكسب للطرفين له وللشعب خاصة بغد التباعد الكبير بين جيش الكيزان والشعب السوداني وعندما أقول الشعب السوداني اعني الملايين التي انتفضت في كل المدن والقرى السودانية ضد تسلط الحكم الاخواني الفاسد وجميع الشباب السوداني من الشرفاء الذين صحوا بدمائهم ولا زالوا في موقع المقاومة. فهل يمكن المراهنة على حميدتي؟؟؟