في حب العربية السعودية .. لكن يظل الكفاح

د. حامد برقو عبدالرحمن
(1) قبل الإنبطاح العربي الأخير تجاه الدولة العبرية بالإتفاقيات التي سميت بالإبراهيمية ، ظناً من الكيانات العربية الموقعة في أن مجرد الإتفاق مع إسرائيل سيخلق لها قبة حديدية على غرار التي حول مفاعل ديمونة في صحراء النقب؛ قبل ان تتدارك الخطل الإستراتيجي وسطحية قرائتها للأوضاع الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط وتهرول بإرسال سفرائها الي طهران الجمهورية الإسلامية في إيران؛؛
نعم قبل ذلك بسنوات سألني أحد اصدقائي والذي سبق ان عمل كبير مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو عن الآثار اليهودية بالمملكة العربية السعودية؛ قلت له لا علم لي (وكنت صادقاً) لكن أردفت له بأن التعاطي مع آثار اي دولة يعد جريمة دولية ، وفوق هذا وذاك فإنني أنظر الي أي شبر من التراب السعودي إمتداد لمكة المكرمة والمدينة المنورة ، لذا ومن منطلق إيماني بحت فإن حماية العربية السعودية تمثل أولوية قصوى بالنسبة لي.
ثم تقطعت الإتصالات بيننا !!
(2) الثورة المضادة والتي قادها بعض كيانات الخليج ضد ثورات الربيع العربي بالأسلحة البترودولارية لم تدفن أشواق الشعوب العربية نحو الحرية والمدنية- الديمقراطية فحسب ، بل أتت بحكام صوريين وأكثر دكتاتورية من شاكلة (قيس السعيد ، عبد الفتاح السيسي ، عبد ربه هادي منصور (عقيلة صالح ، خليفة حفتر) وعبدالفتاح البرهان ليجلسوا على كراسي زعماء أقوياء رغم أنهم كانوا دكتاتوريين مثل (زين العابدين بن علي ، حسني مبارك، علي عبدالله صالح ، معمر القذافي وآخرين).
فتولدت لدي البترولاريين نشوة النصر الزائف، ولا يدرون ان ثورات الشعوب كالسيول الهادرة تبطيء بفعل المسدات هنا أو هناك لكنها ستتراكم لتجرف السدود ومن يقف ورائها.
وعلى ثورتنا نراهن بغد أفضل للسودان والسودانيين.
(3) خلال العقود الثلاث الماضية من عمر نظام الإنقاذ البائد تراجع إحترام أبناء وبنات عازة عند الإخوة الخليجيين وخاصة السعوديين.
دأبت العربية السعودية على إرجاع الخراف السودانية من وقت لآخر بعد وصولها الي ميناء جدة السعودي دون الإستناد على أي معايير علمية أو تحوطات وقائية متعارف عليها ، بل لأسباب سياسية بحتة إمعاناً في إضعاف إقتصادنا المعتل أصلاً ومحاولة بائسة لإهانة أحفاد بعانغي .
(4) بالأمس الأول أقدمت العربية السعودية على إرجاع الصحفي زهير عثمان دون السماح له بزيارة أهله هناك .
و الصحفي زهير عثمان كان كل ذنبه أنه نقل ما يكتب عن السعودية من أخبار إيجابية كانت أو سلبية الي موقع سودانيز اونلاين دون اي إضافة منه أو تعليق.
نحمد الله انه لم يحدث له ما حل بالمحامي المصري أحمد الجيزاوي والذي اعتقل في ابريل 2012 فور وصوله أراضي المملكة بتهمة حيازة المخدرات ، ليحاكم بخمس سنوات في السجن مع 300 جلدة بعدما طالبت النيابة العامة هناك بإعدامه .
والمحامي المصري الجيزاوي معروف عنه دفاعه المستميت عن حقوق العمال المصريين البسطاء بالمملكة العربية السعودية.
رغم أنني أنا الآخر محروم من زيارة قبر أقرب الناس إلي نفسي (النبي محمد صلى الله عليه وسلم) لمواقف بعضها إنسانية وأخرى وطنية ، وليست من ضمنها شخصية على الإطلاق ؛ إلا أنني لدي ما أقوله عندما يقف الشفيع أحمد الشيخ ، مجدي محجوب ، علي فضل ،داؤود بولاد ، محمد مرسي وجمال خاشقجي والآخرون ضد جعفر نميري ، صلاح كرار ،نافع علي نافع ،عمر البشير ، عبدالفتاح السيسي ، سعود القحطاني والآخرين ) أمام من لا يظلم عنده أحد (جلّ شأنه) !! .