أخبار الرياضة

الرسم على وجوه المشجعين .. تجارة رائجة في السودان

الخرطوم : الراكوبة

تتحول مدرجات الملاعب السودانية إلى معرض فني في الدوري والمباريات الأفريقية للأندية والمنتخبات، حيث يرسم المشجعون صوراً رائعة لألوان الفرق بمختلف الانتماءات، يوحدهم ويحمسهم علم وشعار، ويتحدثون بلغة الرقصات والرسومات؛ ليشاركوا في رسم لوحة موحدة تنبذ الاختلاف، والصراعات، وتُبرز الوحدة والانتماء والتعدد والانسجام.

تحول الرسم على وجوه المشجعين إلى تجارة رائجة في السودان، حيث تحرص اعداد من الجماهير على التقليعة الجديدة بالجلوس أمام المتخصصين في تزيين الوجوه قبل المواجهات بملاعب العاصمة، وتتنوع تقليعات الزينة بين رسم الأعلام وأسماء النجوم أو عبارات تمجد النادي والمنتخب.

ورش وألوان

في ديربي القمة السودانية (الهلال والمريخ) تنقلك مدرجات المشجعين إلى عالم من الألوان والصور والتقليعات التي تعكس صورة مجتمعية وتراث، فتنشأ المنافسة على إبداعات الجماهير التي تتصدر الأخبار، وتسعى خلفها العدسات.

ولتنفيذ مطالب المشجعين تنصب ورش صغيرة حول الاستادات تخصص في التلوين، كل حسب طلبه وذوقه الفني، ويكسب المتخصصين في هذا النوع من الفن مبالغ مالية كبيرة، حيث تصطف أمامهم طوابير من الجماهير تقدر بالمئات خاصة في مباريات القمة بجانب المقابلات القارية.

وتختلف أسعار خدمة التلوين حسب الرسم الذي يطلبه المشجع، فرسم علم صغير أو كتابة عبارة صغيرة يتطلب دفع (1500) جنيه، بينما يحتاج طلاء الوجه كاملاً إلى سداد (3) ألف لكي تكتمل العملية.

أبو القاسم على الطالب (34) عاماً، يعمل سائق في أحد المؤسسات، لكنه يحرص على التواجد بملاعب العاصمة قبل بداية المباريات الكبيرة للأندية والمنتخبات في البطولات الإفريقية بجانب ديربي السودان، يعمل الشاب “الثلاثيني” في مهنة الرسم علي وجوه الأطفال، بالإضافة إلى تسويق اعلام “الهلال والمريخ”.

يقول أبو القاسم لـ (الراكوبة) : ترددت في تنفيذ الفكرة في البداية لعدم الخبرة والدراية بالمواد التي تستخدم في عملية الزينة.

وأضاف : قبل لقاء القمة في الموسم الماضي أقنعني أحد اصدقائي بخوض التجربة، ولذلك شرعت في شراء المواد من سوق أمدرمان ودشن مشواري .. حققت النجاح لأول مرة وصممت على مواصلة العمل في هذه المهنة.

وتابع : في الغالب لا أطلب أموال كبيرة من الأطفال، وارسم الوجوه مقابل (500) جنيهاً للصغار، فيما يدفع لي الكبار (1500) جنيهاً.

وعن تلوين شعر الرأس بالأزرق والأبيض بالنسبة للهلالاب والأحمر والأصفر للمريخاب، يؤكد أبو القاسم أن تلك العملية تتطلب توفير مبلغ (3) ألف جنيه لصعوبتها بجانب عدم المساس بالعيون.

تصفيف الشعر

للبقاء في ذروة الموضة، يجب ألا يكون لدى المشجعين خزانة ملابس مناسبة فحسب، بل وأيضاً شعر مزين بشكل أنيق، يتشكل من ألوان الأندية والمنتخبات، لذلك تنشط مجموعات في عملية تلوين الشعر مقابل عائد مادي.

يشير جمال نور الدين “مصفف شعر يجلس بالقرب من ملعب المريخ في حديثه لـ (الراكوبة) أن الجمهور السوداني يطلب تزيين الشعر بألوان “هلال مريخ” في جولات الديربي والمقابلات التي تجمع الثنائي بالفرق الإفريقية، كما يحرص الغالبية في مباريات المنتخب الوطني على رسم علم السودان وصقر الجديان.

مخاطر صحية

ورغم جماليات مشاهد المدرجات عبر التلفاز وداخل الملعب إلا أن ظاهرة رسم الألوان على الوجه والجسم لديها مخاطر صحية عديدة.

يقول أخصائي الجلدية الدكتور محمد حماد لـ (الراكوبة) : رسم الأعلام والشارات على الوجوه خلال المنافسات الكروية ظاهرة خطيرة وقد تنجم عن أمراض معقدة.

وأضاف : هذه الألوان غير صحية لأنها مكونة من مواد كيميائية لا تتناسب ووضعها على الجلد والبشرة بشكل مباشر، فقد تسبب في الإصابة بالالتهابات الشديدة بالوجه، وحساسية موضعية يزداد خطرها مع ارتفاع درجات الحرارة مما يجعلها متفاعلة مع الجلد مع تزايد العرق فتؤدى إلى الشعور بالهرش والحكة.

وتابع : قد تخلف هذه الأعراض جروح عميقة، مما يؤدى إلى مشكلات وترك آثار في الجسم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..