مقالات وآراء
وباء الملاريا في القضارف .. هل من تدخل سريع؟

خارج السياق
مديحة عبدالله
كشفت السلطات الصحية بولاية القضارف عن ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الملاريا خلال العامين الماضيين ووصلت مرحلة الوباء في كافة المحليات، وتم تسجيل (171) حالة بسبب ناقل المرض (أنوفليس إستفنساي) من أثيوبيا حسب (سونا) الرابع من سبتمبر الجاري، وغض النظر عن (جنسية الناقل للمرض) فنحن أمام حقيقة تفشيه ليس في القضارف وحدها، إنما كل أنحاء السودان لأسباب موضوعية معلومة، حيث أوضحت وزارة الصحة إن عدد المصابين بالمرض يقدر بنحو (3) ملايين شخص سنويًا، وحوالى (200) ألف حالة وفاة، ووفق أخر تقارير الأمم المتحدة فإن نحو (15) من أصل (18) ولاية في البلاد وصلت فيها الملاريا مرحلة الوباء (الجزيرة أكتوبر 2021).
الآن البيئة (الحاضنة) للملاريا متوفرة، مع تراكم مياه الأمطار والسيول والفيضانات،، وتردي البيئة أصبح مشهدًا مؤلمًا في الأسواق والأحياء والمرافق العامة، مع درجة من التصالح والتعايش مقلقة، وتجاهل تام من قبل السلطات بدرجة لا يوجد لها مثيل في العالم، هذا التجاهل يفاقم من خطر الموت بسبب الملاريا، فهو مرض قاتل، ويحصد أرواح كثير من المواطنين خاصة من يعانون سوء التغذية والأمراض المزمنة.
من لم يمت بالرصاص يموت بسوء التغذية والملاريا، هذا هو الوضع، في ظل غياب سلطة مدنية ديمقراطية تتحمل مسؤولية القيام بواجباتها حيال المواطنين وحقوقهم وأولها الغذاء والصحة، مقاومة السلطة الانقلابية لا بد أن ترتبط بقضايا وهموم المواطنين، وليس هناك ما هو أولى بالاهتمام من الحق في الحياة والصحة، وتردي البيئة ومرض الملاريا، أحد أهم مواضيع الساعة من الواجب التركيز عليها في العمل السياسي والمدني والإعلامي، السياسة هي الاهتمام بتفاصيل الحياة اليومية، ووضعها في قمة أولويات أجندة العمل الحزبي والمدني، عدا ذلك فهي لا تعدو أن تكون خطابًا باردًا مكرر يفقد أهميته أمام أغلبية المواطنين الذين ينصرفون للبحث عن حلول فردية لمشاكلهم المتفاقمة كل يوم، وعندما يصل الأمر حد اللامبالاة، من الصعب أن تتم استعادة قوة الشارع من أجل إحداث التغيير السياسي المطلوب.
الميدان