المسيح المحمدي في الأساطير والأديان القديمة والأديان الكتابية (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
المسيح المحمدي في الأساطير والأديان القديمة والأديان الكتابية
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)
الحلقة الثانية
خالد الحاج عبدالمحمود
المخلص في الأديان الكتابية
اليهودية والمسيحية:
توجت دعوات الأنبياء والمرسلين بالثالوث الاسلامي، وبذلك دخلت في طور جديد، وهو طور ما يسمى بالأديان الكتابية، وهي: اليهودية والنصرانية والإسلام.. فالتوراة لليهود، والإنجيل للنصارى، والقرآن للمسلمين.
والأديان الكتابية مبشرة بشارة واضحة بالمخلص.. ولكن مستوى الوضوح بينها يختلف اختلافا كبيرا.. كما أنها تشترك فيما يتبع مجيء المخلص، أيضا على اختلاف بينها.. فالواقع، جميع صور الحديث عن المخلص، تتفق في مجالات وتختلف في مجالات.. كما انها ايضا تختلف في مدى الوضوح والغموض.. فصور التعبير الديني كلها تقوم على الرمزية، ومعانيها الواضحة تكون في التأويل، وليست في التفسير الذي يقوم على مجرد معنى النص اللغوي.. وفي الاديان الثلاثة المخلص له اسم واحد، في حين انه في الأساطير والأديان القديمة له اسماء مختلفة كما رأينا.. المخلص في الأديان الكتابية هو (المسيح).
المسيح عند اليهود هو من نسل النبي داؤود، وهو يجيء في آخر الزمان، ويبشر بنهاية العالم، ويخلص الشعب اليهودي من الويلات التي كان يلاقيها.. والأحداث المرتبطة بظهور المسيح عند اليهود، تشابه الأحداث عند النصارى والمسلمين.. انتظار المسيح هو أحد مبادئ الإيمان اليهودي حسب (قائمة المبادئ الثلاثة عشر)، التي ذكرها موسى بن ميمون، أحد كبار الحاخامات اليهود في العصور الوسطى.. مما جاء عن البشارة في التوراة مثلا، جاء في إشعياء الإصحاح الحادي عشر: (ويخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب. روح الحكمة والفهم. روح المشورة والقوة. روح المعرفة ومخافة الرب، ولذته تكون في مخافة الرب، فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه، ويكون البر منطقة متنيه والأمان منطقة حقويه.. فيسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي، والعجل والشبل والمسمن معا، وصبي صغير يسوقها، والبقرة والدبة ترعيان. تربض أولادهما معا، والأسد كالبقر يأكل تبنا، ويلعب الرضيع مع سرب الصل، ويمد الفطيم يده إلى جحر الأفعوان لا يسوءه. ولا يفسدون في كل جبل قدسي، لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب، كما تغطي المياه البحر، ويكون في ذلك اليوم ان أصل يسي القائم راية للشعوب، إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدا).. لاحظ أوصاف المسيح من الكمال التي هي في أول النص.. ولاحظ انه يقضي بالعدل والانصاف.. اما تحقيق السلام فقد توسع النص في ذكره.. واضح من التفاصيل انه سلام يشمل البيئة كلها، وليس فقط خاصا بالبشر.. السلام هو القضية الاساسية التي ترتبط بظهور المسيح.
لقد رفضت اليهودية المسيح الناصري، لأنه لم يجعلهم شعب الله المختار، بالصورة التي كانوا يفهمونها من كتبهم.. والآن فإن اليهود ينتظرون المسيح، على طريقتهم، وكذلك ينتظر المسيحيون والمسلمون كل على طريقته..
المسيحيون عموما ينتظرون مجيء المسيح على اختلاف بينهم، وعلى تفاوت في الانتظار، وفي تصور عودته، ولكن عقيدة عودة المسيح تكاد تكون عقيدة عامة بينهم.. والإنجيل يفيض بالبشارات بمجيء المسيح.. والصلاة المسيحية الاساسية، هي تعبير عن هذا الانتظار، ودعاء من أجله، فهي تقول: (أبانا الذي في السماء ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض).. (ليأتي ملكوتك)، إشارة إلى المسيح الذي هو روح الله، فالملكوت هو عالم الروح.. و”لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض” .. المشيئة في السماء هي الرضا، والمشيئة على الأرض هي الإرادة.. فالعبارة دعوة لتطابق الرضا والإرادة على الأرض، وهذا هي غاية الدين.
وجاء من إنجيل متى، الإصحاح الخامس والعشرون قوله: (ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة والقديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم).. وعبارة “رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم” هي إشارة إلى خلافة الأرض الواردة في القرآن، وإشارة إلى مقام “أحسن تقويم” الموعود الإنسان باسترداده..
كما جاء من لوقا الاصحاح الحادي والعشرون: (وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم.. وعلى الأرض كرب أمم بحيرة.. والبحر والأمواج تضج والناس تخشى من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة، لأن قوات السموات تتزعزع، وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحابه، بقوة ومجد كبير).. ابن الإنسان عندهم هو المسيح.. ومجيء المسيح في سحابة، ورد في القرآن بنفس الصورة التي ورد بها في الإنجيل، إلا أن الصورة القرآنية، أوضح وأكمل بكثير..
يتفق القرآن، والإنجيل، على أن المجيء يكون فجأة، وسنرى قول القرآن في ذلك ، اما الإنجيل فيقول من متى الإصحاح السادس والثلاثون: (أما ذلك اليوم – يعني يوم مجيء المسيح – وتلك الساعة، فلا يعرفها أحد، ولا ملائكة السموات، إلا الأب وحده. وكما كانت الحال في زمن نوح، كذلك ستكون عند رجوع ابن الإنسان).. والإنجيل يمثل للمجيء بمجيء اللص الذي يجيء في الليل، وكذلك يمثله بمجيء العريس، كل ذلك ليفيد الفجاءة.. فهو يقول في متى الإصحاح الثاني والأربعون: (فاسهروا إذن، لأنكم لا تعرفون في أية ساعة يرجع ربكم. واعلموا انه لو عرف رب البيت في أي ربع من الليل يدهمه اللص، لظل ساهرا، ولم يدع بيته ينقب. فكونوا انتم أيضا على استعداد، لأن ابن الإنسان سيرجع في ساعة لا تتوقعونها)..
اليهود ينتظرون المسيح كمخلص لهم دون الأمم.. وكذلك المسيحيون يؤمنون بأن المجيء إنما يكون لانقاذ المؤمنين.. وهذا هو معنى الاختطاف عندهم.. يقول دكتور شهدي شاكر من كتابه: (عودة المسيح .. وعلامات النهاية).. (وكما عرفنا، فإن مجيء المسيح على السحاب سيكون بعد ضيق يعقوب والمعركة النهائية مباشرة، وسيكون فجائيا بالنسبة للعالم.. وعند عودته تظهر علامته (الصليب) في السحاب، ثم يظهر هو لكل العالم علانية، ومعه ملائكته القديسين فيخطف المؤمنين إلى فوق حتى لا يقاسوا من الغضب الذي سوف ينزل على الأشرار، ثم ينزل هو ليضع المعصرة العظيمة على الجيوش المجتمعة.
ونحن هنا ننبه انه ليس الغرض من مجيء المسيح هو إنقاذ إسرائيل في الحرب كما يعتقد بعض المفسرين، ولكن غرضه إنقاذ المؤمنين عموما، وإنهاء المعارك ووضع نهاية للعالم الحاضر.. وهو “يأتي بعد كل العلامات التي ذكرناها قبلا، أي بعد الحروب والمجاعات، ثم ظهور الوحش والنبي الكذاب والضيق العظيم..”
رفاعة
يتبع..
هذه مجرد خرافات وترهات وهاوسة والنبي الاعظم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ولا نبي بعده فباي صفة سيأتي المسيح عليه السلام في آخر الزمان هل بصفة انه نبي؟ ام بصفة انه مخلص؟ ففي كلنا الحالتين هناك تناقض مع ان الإسلام هو الرسالة الخاتمة وثانيا لم يرد في القرآن اي نص يدل نزول المسيح في آخر الزمان. هذا كله خرافات من الاسرائيليات المستمدة من الواح بابل ومن الفكري التوراتي القديم..
مافهمت الكاتب عاوز يصل لشنو ودى خصلة عامة فى الجمهوريين الاستطالة فى الشرح والتشويش على القارئ
شكرا لك أستاذ خالد،فقد انرت جانبا خفيا!
ماذا عن المهدية في الاسلام؟ وهل لها علاقة بالمسيح؟
وهل حركة المهدية وقفا علي الشيعة؟وكيف دخلت السودان وهوبلد سني؟
هل يؤمن الفكر الجمهوري بالمهدية؟مهدية السودان!!
قال الله تعالى :(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) الزخرف /61. لم يقبل ابن كثير تفسير ابن اسحاق لقوله تعالى: ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ): بأن المراد من ذلك: ما بعث به النبي عيسى، من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، وغير ذلك من الأسقام، وهي آيات ودلالات على قدرة الخالق على القيامة والبعث فلا تشكوا وترتابوا في حدوثهما. كما لم يقبل رواية قتادة، عن الحسن البصري وسعيد بن جبير: أن الضمير في (وَإِنَّهُ) عائد على القرآن، وليس لعيسى حيث يرى ابن كثير ومن تبعوه عكس هذا التفسير فيقول إن تفسير (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) أي من علامات الساعة ولا خلاف في ذلك بينه وبين إسحاق ولا خلاف في ذلك حتى بالقراءة الثانية: :(وَإِنَّهُ لَعَلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) بفتح عين لَعَلَمٌ، فما خرجت جميع التفسيرات عن معنى أن عيسى بمعجزاته آية وعلامة من علامات قدرة الله على إقامة الساعة، وليس على قرب قيامها – ولكن المفارقة من أين أتت فكرة النزول هذه؟ يبدو أن عوام الفقهاء وهم متأثرون بالعقيدة المسيحية عن عودة المسيح، ومنهم ابن كثير، تركوا ما أخبر به القرآن عن المسيح والآيات المعجزات التي زُوِّد بها دليلاً على مصداقية حدوث البعث وهو إحياء الموتى لمحاسبتهم يوم القيامة بدليل معجزة عيسى في إحياء الموتى وهي معجزته الثانية بعد ميلاده من غير أب، وافترضوا بلا دليل ظهور عيسى قبل القيامة وفهموا أن هذا الظهور هو علامة لقرب القيامة– وعدوا ذلك من علامات وأشراط الساعة كالتطاول في البنيان وعكس دوران الأرض وطلوع الشمس من مغربها!! هذا هو فهم العوام من غير أي دليل ورد في القرآن بنص صريح أو قابل للتأويل بنزول عيسى في آخر الزمان وأن نزوله هذا علامة من علامات الساعة بمعنى قرب قيامها وليس قيامها. وفي الحقيقة مثل هذا التأويل بالنزول يعتمد على معنى (رَفَعَه إليه). اليهود والنصارى يؤمنون بقتله على الصليب، ومن ثم قيامه من الموت والتحاقه بالأب الأعلى، والقرآن يكذبهم في قتله أصلاً ويقول بل رفعه إليه بعد أن توفاه وأماته ميتة عادية، وسيحكم تعالى فيما بين اليهود والنصارى (يوم القيامة فيما كانون فيه يختلفون) فكيف يرجئ الله ذلك ليوم القيامة بعد قيام الساعة إذا كان المسيح سينزل إليهم قبل ذلك ويحاسبهم كما في اعتقادهم؟ وكيف لا يقبل المسيح من الذين آمنوا به قبل مماته غير الإسلام؟ أهو الإسلام بمعناه العام أم إتباع الرسالة المحمدية؟ من المعقول أن يأمرهم باتباع الرسالة المحمدية لأنه كان عليهم إتباع دين محمد حينما نزلت رسالته ناسخة لما قبلها، ولكن ماذا عن أتباعه قبل نزول الرسالة المحمدية؟ ويجيب القرآن عن مسألة رفعه، ليس بعد مماته على الصليب كما يزعم اليهود والنصارى، ولكن بعد مماته العادي (موت الجسد) بالموت الذي كتب على كل نفس (وفاة) لا فرق بين الرسل والناس العاديين (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربِّك راضية مرضية)؛ فكل النفوس البشرية (تُوَفَّى) أي تعود إلى ربها بقبضها عند ممات الجسد (خروج الروح منه). قال تعالى في الزخرف في ذات السياق عن المسيح (إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل) 59. أي هو إنسان عادي ولكن أنعمنا عليه وميزناه عنكم بالمعجزات دليلاً قدرتنا في البعث والإحياء بعد الموت ومن ثم على حقيقة قيام الساعة أو القيامة الكبرى. فعن رفعه بعد وفاته قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران. وقال تعالى في نفي قتله: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) النساء. وبعد أن نفى قتله على الصليب قال عن رفعه إليه: (بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) النساء. وعن موته قال تعالى في سورة النسا: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) النساء. إذن، لقد مات المسيح جسداً على الأرض ورُفعت نفسه إلى بارئها ككل نفوس الموتى، وإعادة نفسه إلى جسدها بعد عودة الروح إلى الجسد ومن ثم ظهوره على الأرض قبل البعث العام للخلق لا يسمى نزولاً، فهل في القرآن ما يشير إلى بعث المسيح قبل يوم القيامة وقبل بقية الخلق، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر ” .