لم نذهب ولكن ذهبت اخلاقنا

محمد حسن شوربجي
“إنَّمَا الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقيَت فَإن هُمُ ذَهبَت أخلاقهم ذهبوا”…
هو في ظني بيت شعر مضلل…
فهو اكثر ما يخاطب الوجدان من مخاطبته للعقول…
وهل تستقيم حياتنا ان عطلنا عقولنا…
الواقع المعاش الذي امامنا يقول لا…
لان العقل هو زينة الانسان…
فلا يجوز ابدا ان نهمل اخلاقها وقيمها…
ونصبح كتلك الامم التي غاصت بكلياتها في الزواج المثلي والتفكك الاسري…
كذلك لا يجب علينا اتباع جماعات الانقاذ والاسلام السياسي والدواعش والجهاديين وطالبان في تركيزهم علي الاخلاق دون العقول…
فلقد كانت النتيجة الحتمية سقوطا مريعا…
فكم هو خطير تعطيل دور المرأة وهي نصف المجتمع…
وكم هو خطير تحريم الكثير من ضروريات الحياة…
وكم هو خطير تحريم التلفاز والموبايل …
والآثارات التاريخية والهمبرجر والانترنت والصاروخ والنعجة دولي والنانو…
فلا يمكن اخوتي ان تتوقف دورة الحياة…
وهذا ما نعانيه وعلماءُ المسلمين الذين عطلوا كل منافع الحياة …
وافرغوها من العقل…
فلا يجب ابدا أن نقتصر أخلاقُ الدولة على قيم الدين وحدها …
فالنتيجة وكما نراها فشلا في كل النواحي…
في الاقتصاد …
وفي السياسية …
وفي صناعة الحياة …
وفي بناء الانسان …
والسبب تغليبنا للاستبداد السياسي …
والذي سيطر بقوة على جميع مفاصل حياتنا…
وفي حضور شعب مقهور …
يصفق ويطبل لكل حكومة غصبا …
نعم لقد خدعنا الواقع كثيرا ونحن نتمثل بالاخلاق الحميدة…
وانخدعنا كثيرا باشادة الشعوب بنا …
فما اتعسهم انصار الرداءة وقد حلوا بنا …
وما اتعسهم جهلاء بلادي وقد امسكوا بزمام امورنا …
وما اتعسها عصابات الفوضي والنهب والتسيب في كل الاركان والثغور …
فلقد اورثونا التيه والضياع حتي في الهوية …
واورثونا التيه والضياع في المأكل والمشرب …
واورثونا التيه والضياع في استغلال الموارد …
واورثونا التيه والضياع في التعامل مع الآخرين …
واورثونا التيه والضياع في السلام …
واورثونا التيه والضياع في العدالة …
واورثونا التيه والضياع في التعليم …
واورثونا التيه والضياع في الزراعة …
واورثونا التيه والضياع في علاقاتنا بالخارج …
فالتيه والضياع هما أسوأ ما يقع فيهما اي مجتمع …
فهما نكبتان حقيقيتان …
فإن حاق التيه والضياع بأمة ضل سعيها في الحياة الدنيا…
وشقي أبناؤها على ما لديهم من خير وطمأنينه …
وحقا يجب ان نعترف بكل هذا التيه والضياع …
حتي يكون الخلاص …
ما هذا الغثاء يا شوربة انت
اننا بعثت لاتمم مكارم الأخلاق هكذا قال الصادق المصدوق صل الله عليه وسلم
واقربكم مني مجالسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا هكذا علمنا نبي الرحمة وهل اذا اخطأت جماعة او ضلت ترسل هطرقتك هكذا دون دراية
حاسب ان تهرف بما لا تعرف
نقطة سطر جديد