مقالات سياسية

بين ماسورتين ، اقصد وثيقتين .. سلام جوبا

خليل محمد سليمان

كما سبق ، وذكرنا حين تم توقيع الوثيقة الدستورية بعد سقوط رأس النظام، ذهبت مباشرةً لأقرأ الفصل الذي يخص إصلاح القوات المسلحة، والمؤسسات الامنية، فوجدت الامر في إصلاحها قد تُرك للمكون العسكري (لجنة المخلوع الامنية) .. خرجنا في ذات اليوم، وقلنا هذه الوثيقة عار علي الثورة، فطالتنا سهام عديدة فقط سيطرت علي اصحابها العاطفة، والشجون، والامنيات من خلف سراب الاوهام.

شاء من شاء، وابى من ابى تظل المعضلة الحقيقية في السودان تكمن في المؤسسة العسكرية، والامنية، فبدون مخاطبة قضية الإصلاح في هذه المؤسسات بشكل جريئ، ومباشر بعيداً عن الخوف، والضعف، والتردد، والإستسلام، سنخوض في ذات الوحل..

حتي لا نذهب بعيداً بالتأويل، او التخمينات .. في تسجيل صوتي لأحد قادة الإتجاه الإسلامي قالها بكل وضوح، انهم ظلوا لثلاثة عقود يؤسسون لجيش الحركة الإسلامية، مستهجناً، ومتسائلاً “يعني عايزننا نكون جيش للبعثين، والشيوعيين”! .

للأسف هذه حقيقة يهرب الجميع امامها، وآخرها مشروع الوثيقة بالامس انشأ مفوضيات كثيييرة، وتناسى إصلاح المؤسسةالعسكرية، وتركوا الباب موارباً “لرئيس الوزراء الحق في إنشاء مفوضيات إن إقتضت الضرورة.

سبحان الله .. ما اشبه الليلة بالبارحة .. حيث إصلاح المؤسسة العسكرية، والامنية حسب ما تقتضيه “الضرورة”!

ايّ ضرورة؟

ضرورة الإنقلابات، ام العداء السافر الذي تقوده قيادة هذه المؤسسة، والتي اعلنت عن ساعة صفر قادمة لا محال في إحدى مواجهاتها مع الشعب السوداني، حسب تصريح رئيس تحرير جريدة الجيش الرسمية؟ .

القوات المسلحة لأنها بيت الداء فمن مصلحة الجميع ان يوضع حد للتمكين، وإزالة التشوهات التي اقعدتها بنصوص واضحة، وصريحة، ومفوضيات مستقلة من الخبراء، والشرفاء، لإعادة هذه المؤسسة الي قوميتها، والمهنية التي تمكنها من اداء واجباتها.

ربطوا عمل مفوضية السلام بشأن إتفاق جوبا بموافقة الاطراف الموقعة عليه، نص معيب يضعنا في ذات المربع، نص قبيح، تجاهل رأي غالبية الشعب السوداني الرافض لهذا الإتفاق.

اعتقد الآن نحن امام معضلة سلام جوبا، لطالما ننشد السلام، والمصلحة العامة فعلينا ان نخضِع هذا الإتفاق الي إستفتاء شعبي لنحسم اهم معضلة وضعت في مسار الثورة، و التحول الديمقراطي في السودان (لا سبيل من فك الإشتباك حول هذه الإتفاقية إلا بالإستفتاء) لطالما اصبح فوق الدستور كما جاء بالنص.

لو ان هذه الإتفاقية محترمة عندما يقوم احد افرادها بفساد فيجب تغييره بذات الآلية، والمحاصصة، إحتراماً لأنفسهم قبل الآخرين ” فكي جبرين مثال)

لكنها بلطجة التقسيم، وفرد العضلات، وسطوة لوردات الحرب.

لكي لا نكذب علي انفسنا بحجج واهية، هؤلاء لوردات حرب لا احد لديه برنامج دولة وطني، بل هي شعارات تم تسويقها في زمان قد بانت عوراته، والسوءات.

اعتقد من مصلحة اطراف سلام جوبا انفسهم لإنقاذ ما تبقى من ماء وجه إن وجد، ان يبادروا لإلغاء هذه الإتفاقية، او مراجعتها بلا شروط لأنها كشفت عن قُبح النوايا، وسوء التفكير، ووضعتهم جميعاً في مواجهة الشعب السودان.

فإن كان الامر بالنسبة لهم هو النهب، والبلطجة، فسيذهبوا غير مأسوفاً عليهم مهما إمتلكوا من قوة، او عتاد، فالشعب اقوى، وإرادته اعتى

اخيراً ..

لا يفوتني ان اهنيئ الإخوة، والسادة الضباط، وضباط الصف، والجنود في كيان قدامى المحاربين، وضحايا الحروب، لما قدموه من اوراق محترمة في ندوتهم الاخيرة بقيادة سعادة العميد احمد سليمان، ومولانا سعادة العميد احمد الطيب زين العابدين، وسعادة العميد السر احمد سعيد، لهم التحية، والإجلال.

كسرة..

هل تعلم يا مؤمن حتي تقييم إتفاق جوبا لا يحق لأيّ كائناً من كان ان يتطرق له إلا بموافقة من وقعوا عليه، حتي مفوضية السلام المنشأة بذات الوثيقة؟ .

سلام مثّل فيه الدولة قائد مليشيا قبلية، يعني مصالحه، ومصالح المليشيات التي تقاسمت معه النفوذ، والسلطة، والمال، فلا يعني الشعب السوداني، ومصالحه في شيئ.

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..