الإضراب سلاح الشعب المجرب

اتسعت دائرة المقاومة المنظمة للانقلاب، وشهرت فئات اجتماعية عديدة سلاح الإضراب، ودخلت مدينة سنار عبر مؤسساتها الطبية والأسواق في إضراب شامل رفضًا لسياسة اقتصادية تهدد مصالحهم وتقف حجر عثرة في سبيل استقرار أعمالهم ومصادر رزقهم، وسبقهم عمال الكهرباء والنظافة وأعلن أطباء الامتياز جدول الإضراب، بينما أخذت فئات مهنية عديد تنظم نفسها لتأسيس نقاباتها.

الإضراب ضد الجبايات الظالمة من قبل التجار والمؤسسات الطبية والخدمية، في ولاية سنار يرسل رسالة قوية للانقلابيين، مفادها أن الشعب يملك أقوى سلاح هو الإضراب، وهو سلاح بارد قاسي وأثره فاعل ضد السلطة الدكتاتورية، فهي مغلولة اليد عندما تجد نفسها إزاء إضراب واسع يقطع الطريق عليها أمام قسر المواطنين على دفع الجبايات، وحسنًا تفعل الجماهير عندما تطلق اسم الجبايات على ما تقوم به سلطة الانقلاب من فرض أموال بمبالغ كبيرة على التجار وغيرهم، فشتان ما بين الضرائب والجبايات، فالأولى معروف مقاديرها وطرق تقديرها ويحكمها قانون، أما الجبايات فهي أداة الطغاة لنهب أموال المواطنين دون قانون معلوم وبسبل يشوبها الغموض وعدم الشفافية، وفي كل الأحوال فالنظام الضريبي نفسه مطلوب إعادة النظر فيه ليكون عادلًا وليس أداة لتكريس التفاوت الطبقي والتمييز ضد الفقراء، أما الجبايات فالجماهير ستسقطها وتقضي على جذورها بمقاومتها العتيدة التي لا تعرف اليأس.

شعب السودان يمضي قدمًا لتأسيس دولة المواطنة المستندة على الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولم يعد من الممكن الحديث عن الحقوق السياسية دون الحقوق الاجتماعية، فنحن لا نريد ديمقراطية أشجار الزينة، تغطي مناظرها الجميلة على الفقر والتمييز المنتهك لحقوق البشر في الحياة الكريمة، والأمر يقتضي التضامن الواسع مع حركة المقاومة من أجل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لتكون أشمل وأقوى، فهي تمثل الركيزة لتحقيق شعار الثورة في العدالة الاجتماعية، ومن المهم أن تنتظم حركة المقاومة مستندة على الوعي بالحقوق وقوة التنظيم وليس فقط رد فعل رافض لفرض جبايات يمكن التراجع عنها من قبل سلطة الانقلاب تحت ضغط الإضراب، لذلك فان تأسيس النقابات والاتحادات الديمقراطية يعضد سبيل المقاومة ويقويها ويهبها الديمومة والصمود حتى يتم انتزاع كل الحقوق الاجتماعية… قاوموا..

الميدان