السودان علاجه الكي ..

عبدالعزيز عبدالباسط
لا شيء يشغل الأحزاب السودانية غير الحصول على منصب أو منصبين في اي حكومة تصعد الى سدة الحكم وهو سلوك ليس جديدا على تلك الاحزاب السياسية التي لم يعد لها وجود حقيقي إلا من خلال بيانات التملق والمخادعة فهي من ناحية مع الثوار ومن ناحية اخرى مع حركات الارتزاق الدارفورية ومسارات السلام الضيزي والهشة وفي الحقيقة كل هذه الاحزاب تآمرت على الثورة وجلست مع الانقلابيين وغدرت بالثوار وحزب الامة اعترف ان رئيسه جلس مع العسكر الذين انقلبوا علي حكومة حمدوك بتلك الحماقة تقليدا لدولة مجاورة ولم تكن في جعبتهم اي حلول لمشاكل السودان المتعددة او للمشاكل التي يعاني منها المجتمع فقط وجدوا الدعم من دول خليجية معروفة ومن احزاب العار السودانية.
تآمر الاحزاب السودانية علي الثورة مثل أكبر إهانة لمسار الديمقراطية في السودان بعد ان حولت تلك الاحزاب طبيعة نشاطها من مشاريع سياسية تحمل رؤى وتصورات وبرامج تنموية واصلاحية إلى مجرد أطر لكسب المناصب والوصول إلى الكراسي باي ثمن ولا يهم إن كانت هذه الكراسي تابعة لحكومة الثورة او للعسكر الانقلابيين او حتى لحكومة تمثل حركات الارتزاق الدارفورية المسلحة وهي حركات اصبحت تسوّق لخطاب تطغى عليه روح النفاق والكراهية والخداع والشره والطمع والمداهنة والانتهازية وهو خطاب يمثل اكبر خطرا على حاضر السودان ومستقبله وتلك الاحزاب صار كل همها ان لا تكون خارج لعبة السلطة حتى لو نالت الفتات وقد اصبحت تجيد لعبة التملق والنفاق فهي مع الثورة ومع خصوم الثورة ومع الكيزان ومع الجنجويد ومع الانقلابيين ومع البنود التي وردت في سلام جوبا بما تحمله من عوار كتوصيف المسلحين وحصر عددهم وطرق صرف مستحقاتهم ومناطق تدريبهم مع مبالغ تعويضات مبالغ فيها كان يجب الانتباه الي ان ميزانية بلد خارجة من تحت حكم شمولي ستعجز حتما عن الوفاء بها وقد فتح ذلك العجز المالي المجال للحركات الدارفورية الولوج الي موقع القرار المرتبط بالتسديدات المالية الامر الذي ادى الى مضاعفة الاسعار والضغط على الشعب وزيادة معاناته والكارثة ان يكون علي راس ذلك كله كوز حاقد كاره لاهل الشمال وكاره لمن صنعوا الثرورة لكنها احزاب تبحث عن مصالحها الذاتية .
في هذه الظرف الدقيق اصبح الهدف الأسمى والانبل لشرفاء الجيش السوداني هو التحرك الفوري لوقف طموح هذه الاحزاب ومصادرة مقراتها واملاكها وكبح جموح الحركات المسلحة ومنعها من امتلاك المزيد من القوة العسكرية والأسلحة لان ذلك سوف يفاقم التردي الحاصل في المشهد السياسي السوداني كنتيجة منطقية لنفوذها المتزايد بعد ان تحولت إلى فاعل رئيسي في التطورات المتلاحقة التي تعاني منها البلاد وبسببها قد يصبح مصير السودانيين والسودان كله في خطر وكل التسويات المطروحة الان لا تخدم غير مصالح الاحزاب والحركات المسلحة والجنجويدي الجاهل حميدتي.
السودان علاجه الكي واذا لم يتحرك شرفاء جيشنا الاصيل الان وفورا لوقف ما يحدث من مهازل فنحن ذاهبون الي المجهول والصدام الدموي الفوضوي قادم لا محالة ويجب ان نضع سيناريوهاته بايدي فرسان جيشنا قبل ان يفرضه علينا غيرنا.