مقالات سياسية

البرنامج قبل اختيار رئيس الوزراء وحكومته

ب/ نبيل حامد حسن بشير

 

في مقالنا السابق كان عدد المرشحين لمنصب رئيس الوزراء ما بين 10 الي 15 شخص.  بعدها بيوم نما الي علمنا بأن 35 اسم قد رفعوا بالفعل الي السيد رئيس  مجلس السيادة للاختيار من بينهم، وهو بدوره حولها للجنة  لدراسة سيرهم الذاتية وتقصير القائمة!!!! .

ما شاء الله. لدينا 35  شخص يرون (أو يري من قام بالترشيح) أنهم قادرون علي تولي هذا المنصب (الخطير جدا) في هذا الوقت الحرج من تاريخ ومستقبل السودان. منتهي الشجاعة والاستهتار!!!! لماذا اتيت بكلمة الاستهتار؟ السبب هو هل لدي أي منهم (برنامج) قادر علي تنفيذه لاخراجنا من كل ازماتنا الحالية المستعصية والخانقة الموروثة والحالية؟ هل يضمن وقوف كل الفئات والجهات السياسية، مدنية وعسكرية،  معه حتي يقبل التكليف؟ هل يستطيع الصمود والتعامل مع الجميع بديموقراطية وطولة بال أن بدأ الهجوم عليه والمطالبة بتنحيه أو اقالته؟ أشك في ذلك. فمن ليس لديه برنامج يضمن موافقة الشعب علي  تنصيبه، يجب عليه أن يقوم بسحب اسمه من القائمة. ومن جاء ببرنامج حزبي أو فصائلي أو قبلي أو عقدي فليسحب نفسه أيضا. من يريد أن ينفذ برنامج دولة أجنبية  على حساب الشعب السوداني  عليه كذلك الانسحاب . النتيجة في رأيي ان علي جميع الأسماء الانسحاب لأنهم لن يخرجوا عن التصنيف أعلاه.

اين الحل اذن؟ سادلى برأيي،   وهو قابل للتحوير والاضافة والحذف، والا سيكون السودان كما قال أحد شيوخ ابوحراز بعد الاستقلال عندما كان يقف أمام قدرة البليلة في وجود حوارييه، وساله أحدهم بأن يدعو  الله بأن يحفظ السودان من الكوارث ما ظهر منها وما بطن، فكان رد الشيخ أن السودان سيستمر في الفوران والغليان الي يوم القيامة كما تفور قدرة البلية هذه.

أخاف من ثورة الجياع التي بدت بوادرها للجميع كما قال المرحوم زين العابدين الهندي. رجل افريقيا المريض كما وصفه نايريري، كل يوم تستفحل أمراضه بقعل فاعل.  وكما قلت عدة مرات بأنه ليس لسوداننا عيب سوانا. نحن كجيل عشنا السودان بحلوه ومره، ومره كان أكثر من حلوه للأسف لأننا لم نخلص له كما أخلص لنا. لابد من أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله مابنا وينصلح  حال الوطن والمواطن.

عندما نتحدث عن البرنامج نقصد برنامج للمرحلة الانتقالية يتضمن تجهيز الوطن والمواطن لما بعد المرحلة الانتقالية. بالتأكيد (عامل الزمن) مهم لكن لا يجب تحديدة قبل معرفة البرنامج حتى  لا نفشلها. (محتويات البرنامج)  هي التي تحدد الفترة الزمنية للمرحلة الانتقالية. لا يجب أن نحدد الفترة قبل دراسة المطلوبات  والاحتياجات لتحقيق أهداف المرحلة الانتقالية. فهي تعتمد علي استراتيجات وخطط عمل لها متطلبات لوجستية ومالية ودستورية وقانونية وسياسية داخلية وخارجية واجتماعية. موقفنا الراهن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا دون الصفر. كل البنيات التحتية أيضا دون الصفر. بيئة العمل والانتاج ليست استناء فهي ايضا دون الصفر. علاقاتنا الخارجية مع الدول والمنظمات  تشوبها الكثير من التعقيدات. في رأيي ان كل هذا يتطلب ما لا يقل عن 4 سنوات. اصلاح الاقتصاد ومعيشة المواطن، واصلاح البنية التحتية بالمشاريع الزراعية والصناعية والسكك الحديدية والطرق داخليا وقوميا، واعادة تخطيط المدن لمنع حدوث الكوارث، والصرف الصحي، ووضع دستور دائم ، ومراجعة القوانين للتخلص من التقاطعات والخلافات، وتحسين بيئة العمل، واعادة تأهيل المستشفيات والمدارس والجامعات والموانيء والمطارات، وتشجيع الأحزاب على تنظيم انفسها واقامة مؤتمراتها العامة ووضع برامجها واعداد كوادرها، كل ذلك يتتطلب على الأقل 4 سنوات ولن نندم علي ذلك فقد صبرنا 66 عام كلها فشل وأكثرها فشلا الأعوم التسعة والثلاثون الأخيرة.

هل فكر المرشحون في برمجة كل ما جاء أعلاه؟ هل لديهم القدرة على تنفيذه من ناحية المؤهلات والامكانيات؟ هل لديهم كوادر مساعدة للتنفيذ، ومقدرة على المتابعة والتقييم والأمقدرات التصحيحية؟ .

لا يستطيع القيام بذلك في رأيي الا شخصين أحدهما د. حمدوك ليكمل ما برنامجة، والأخر لن أذكر اسمه، لكن كلكم يعرفه ومقتنع بأفكاره وعلمه ، وتختلفون معه سياسيا لاتهامات لا أظن انها حقيقية وواقعية. الخلاصة أنه لابد من برنامج متفق عليه قبل تعيينن رئيس وزراء مصيره الفشل وضياع الزمن وهلاك الأمة مع احتمال ضياع الوطن. اللهم نسألك اللطف (أمين).

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. لن يكون هنالك رئيس للوزراء غير الدكتور عبدالله حمدوك الرجل النذيه المحترم المثقف والاغلبية العظمة من السودانين تويده وتدعمة والاستفتاء الاخير في تويتر خير دليل

  2. الرجل الثانى هو كامل ادريس او الشفيع خضر. كلهم ومعهم حمدوك عبارة عن خونة ولادخل لهم بالثورة التى سيقودها الثوار

  3. هنالك أستاذ في جامعة الخرطوم وفي كلية الزراعة..لديه حديث في فيديو حول الانتاج الزراعي،خاصة الزراعة المنزلية..
    في تقديري زول ممتاز وعملي وشجاع،يمكنه إنقاذ الاوضاع..لا اذكر اسمه.
    أيضا د.ابراهيم مضوي،مبدع ومبتكر وشجاع..نحتاج لزول بهذه المواصفات…
    أيضا د.مضوي الترابي..اري فكره النير ومعرفته وشجاعته..وتاهيله…
    للاسف حمدوك هو من ضيع الثورة بضعفه وتهاونه…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..