سن الرشد السياسي

د/ الفاتح خضر رحمة
ــ لا شيء في الأفق يمنح بصيص امل ويفتح نافذة لضوء في ليل احلامنا المبعثرة بوطن امن وحر لقد تناثرت الآمال العراض وخبا وهجها وتكسرت في جوف الياس صباحاتنا الوردية وانتهينا الى سدرة منتهي الياس , حتى اللحظة لم نبلغ سن الرشد السياسي ولم نصحى من غفوة النحس لنستشعر المسؤولية الوطنية اتجاه وطن تتنازعه العثرات وتعشش في وكره غربان الشؤم يتبعها نعيق الخراب ولعنات البؤس .
ــ واهم من يظن ان الطرق معبدة للوصول لغاية دون المشي على المخاطر ومقارعة الأهوال ولكن لا يمكن ان يكون صبر السنوات حنظل وهباء وان التحاف الشوك اخره جحيم وان الحصاد صفر وان الشقاء طريق ممتد بلا نهاية , فلا واقع يلهم الروح للصبر ولا مستقبل يلوح فجره من خلف ضباب الخوف ولا زال رهق الضجر يتربع على كل طرقات العبور والنفق المبشر لم ندرك بعد نهايته ونخاف ان يبتلع اخر وميض صبرنا .
ــ لم تعد اقدامنا تقوى على المسير فرهق سنوات ماضينا العجاف لم تترك للروح من شهية للمضي وذاكرتنا الخربة لا زالت تحتفظ بملايين الصور الباهتة المخزية ووصمات العار بالأنانية المفرطة لساستنا والصور والمواقف لا تكذب باقية كماهي نظيفة المظهر تافهة التفاصيل منحطة الاخلاق في البوم حياتنا هم باقون بلا إحساس وضمير , ولا زلنا على جدران مبكانا ننتظر فرج بعيد وعبث الساسة لازال كما هو مراهق عابث بلا مسؤولية ورشد .