مقالات وآراء

بقدوش بن سرور الجموعي

إسماعيل آدم محمد زين

 

قاضي الجموعية – خلال مشيخة العبدلاب

جمع : بشري أحمد إسماعيل

أستاذ سابق بكلية الفنون الجميلة

ومدير أسبق للسياحة والآثار بولاية الخرطوم

رواية

د.الرشيد أبو شامة

 

كلفني أ. بشري بالنظر في عدد من المخوطات والمطبوعات التي عكف عليها أيام النشاط والبحث، إذ الأستاذ ، كان مهتماً بالتوثيق والبحث في آثار السودان ، بل المحافظة عليها ! وقد شهدت له المحاكم في ولاية الخرطوم بعدد من القضايا التي رفعها ضد التعدي علي الآثار ، بمختلف الحجج !.

وقد لفتت إنتباهي سيرة لأحد قضاة مشيخة العبدلاب وهو بقدوش بن سرور الجموعي وقد عينه قاضياً عبدالله جماع، المعروف بجمعه للعرب وتحالفه مع الفونج للقضاء علي سوبا. وقد خربها خراباً شهد له أهل السودان !.

وقد كنت أعجب لقضاة الانقاذ وأطبائها وهم يحملون السلاح في ما أسموه جهاداً ضد مواطنيهم في كثير من بقاع البلاد . ولم يكن الأمر كذلك في صدر الاسلام ، فلم تكن هنالك وظائف لقضاة عدل أو لأطباء يشفون المرضي ! كانت الحركة الاسلامية محصورة في مكة وكانت أعداد المسلمين قليلة – لذلك كانوا ينفرون جميعاً ومن يتخلف ، عليه أن يجد عزراً أو شفيعاً.

أما قاضينا بقدوش بن سرور فقد حمل السلاح إلي جانب العبدلاب وإستشهد في أحد معاركها مع الشيخ عجيب المانجلك ! .

في عام 1650م ، في ذلك الوقت لم يكن السودان مواكباً للعالم المتطور! وهو ذات الأمر خلال عهد الانقاذ وما زال من يعتقد في حمل السلاح للقضاة أو الاطباء وهم منوط بهم مهام ليس من بينها الحرب ! القاضي عليه أن يحافظ علي حقوق الناس ، بما في ذلك حق الانسان في الحياة! أما الطبيب الذي يحمل السلاح ، فهذا أمره عجاب! في عهد الأطباء الذين يجوبون بقع العالم الساخنة ، مداواة للجراح وإنقاذاً للحياة.

دفن القاضي بقدوش في منطقة الجريف شرق والتي كانت تعرف بالجريف كركوج وهي المنطقة التي كانت أرضاً للمعركة ونقل رفاته بعد ستة أشهر إلي منطقة العوضاب حيث قبه الآن. (العوضاب إحدي مناطق السروراب)

درس بقدوش علوم الفقه في قوز العلم “قوز المطرق” لدي الشيخ صغيرون الزين.

آمل في تناول هذه القضايا الفكرية ، فهي تحتاج إلي مراجعات ولعل د. الترابي إنتقد قيادة الشباب إلي الاستشهاد وأنقلب تماماً علي مفهوم الجهاد.

أيضاً نقض العرب لاتفاقية البقط وإنقضاضهم علي الدولة التي وفرت لهم الأمان ومسرحاً لحركتهم في داخل البلاد بحرية كاملة.

قد يقول أحدهم “مالنا ودولة النوبة أو مشيخة العبدلاب؟” “أمامنا معركة أهم وهي القضاء علي الانقلاب” وأُذكرهم بأن إنقلاب البرهان شبيه بانقلاب العرب علي الدولة التي آوتهم حين ضاقت بهم الأرض!فما زال أحفادهم يحنثون بوعدهم ! .

ولا بد لدولة الحق وثورة الشباب من نهاية سعيدة باذن الله.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..