مبادرات : المكتبة البشرية في إنتقال المعرفة والمفاهيم الجديدة

إسماعيل آدم محمد زين
هنالك من يبحث في إنتقال الأفكار وآخرين يدرسون إنتقال التكنولوجيا وباحثين في مجال إنتقال الابتكار، ليتمكنوا من الالمام بطرق إنتشاره.
من المفاهيم الجديدة أو الأفكار الجديدة التي أود أن تنتقل إلي بلادنا ، لما فيها من خير ونفع ! وهي في مجال المكتبات والكتب – أفكار جديدة يمكننا الاستفادة منها، فهل من مبادر؟ والي الفكرة :
ظلت فكرة المكتبة علي شكلها المعروف ولم تشهد تطوراً وكذلك أماكن بيع الكتب book shop وهنا لا نفرق بين مكتبة للقراءة ودكان لبيع الكتب ! .
قبل حوالي عقدين من الزمان ظهر مفهوم جديد لتغيير أماكن بيع الكتب ، تِشجيعاً للقراءة ولتحقيق مزيداً من المبيعات وهي تتلخص في إنشاء زاوية لتناول الشاي والقهوة والمشروبات الأخري وقد زادت هذه الفكرة البسيطة في بيع الكتب، حتي لو إنسكبت عليه القهوة أو الشاي! وقد وجدوا بأن من يتصفح كتاباً وهو يستمتع بشرابه المفضل ، سيقدم علي شرائه- ربما بحكم شعوره بالتقصير إن إندلقت عليه القهوة أو ربما بما توفرت لديه من معرفة حول فحوي الكتاب وقيمته ! فهل نري زوايا للقهوة والشاي أو فلنقل كافتيريات صغيرة في أماكن بيع الكتب، مثل الدار السودانية للكتب في قلب الخرطوم أو في مكتبة مروي؟ وليت من إشتراها يعلم قيمتها لدي كثير من الناس، فهل يقدم علي إهدائها للشعب؟ ويضيف إليها زاوية للقهوة والمشروبات الأخري.
هذا مفهوم مضت عليه عشرون عاماً ولما يطل علينا بعد ! فيا لسرعة إنتقال الأفكار في زمان الانترنيت ؟ ما زال وقع حياتنا بطيئاً.
أما المفهوم الجديد الذي أود أن أُلخصه وأعرضه في كلمات وجيزة ، فهو فكرة تقول بوجود كتاب أو كتب لدي كل فرد- قصص وروايات يحكيها بنفسه وهو جالس إلي جماعة في مكان عام أو قاعة أو مسرح ، ليحكي عن تجربته ، حتي لو كانت بسيطة وساذجة أو مريرة وحزينة ! كما يُجيب علي الأسئلة التي تقدم إليه، كما يمكنه التحدث عبر الوسائط الأخري، مثل : الانترنيت، الاذاعة والتلفاز .
ولكن يبدو بأن الأفضل هو الالتقاء المباشر مع الناس ، لما في ذلك من راحة للمتحدث أو فلنقل الكتاب الحي ! وما الكتاب إلا حديث مستتر ! قام ذات الشخص بوضعه علي الورق. وفي حقيقة الأمر توجد كتب مسجلة بصوت صاحبها أو بصوت آخر وهي تتوفر لمن يرغب في إغتنائها. هذه التجربة قد تكون مفيدة لتبادل الخبرات والآراء و يقولون “بأن في كل إنسان كتاب متحرك” أو عدة كتب وقد لا يدري عنها- وهذه دعوة لادخال المكتبة البشرية لبلادنا بعد أن عزف الناس عن القراءة ، فقد يرحبون بالحديث المباشر ! هذه الفكرة قد تحسن في نوعية الحياة في بلادنا وربما في بلاد أخري. هنالك جهات عديدة يمكنها تبني الفكرة وتسويقها ، مثل المكتبات العامة ، فلتوفر مساحة لمن يرغب في نشر كتابه علي الملأ . إضافة إلي محطات الاذاعة والتلفاز ، إذ يمكن للشخص أن يتكلم في ما يعن له. عن تجربة ركوب البحرو الهجرة مثلاً ، كذلك دور الصحف والاعلام . لجان المقاومة في الأحياء – حيث تتوفر خبرات وتجارب قريبة من الناس وبعيدة عنهم ! فلنجمع بينهم في دورها أو في الساحات العامة. الأندية الرياضية والثقافية والمسارح مع المدارس والمساجد – فلنشعل في الظلمات نوراً.
وحيثما توفرت المساحة وتجمع الناس.
أُنشئت أول مكتبة حية في الدنمارك عام 2000م وقد إنتقلت إلي حوالي 80 بلداً ! فهل من مجيب . تُري متي تنتقل هذه المفاهيم ؟ وسرعة إنتقالها ؟ للاعلام دور مهم في نقل المعرفة وكل جديد .
وقد يصيح أحدهم مالنا والكتب؟ الوقت للثورة . أقول إن الثورة منتصرة باذن الله وهي من الجهاد ، يقوم به البعض وآخرين يعملون في الجبهات الأخري .