مقالات وآراء

السعادة فى إيديكم !! (١)

حتى لا …. ننسى
منى الفاضل
منذ قدمت الى بلد الفرنجا ، إنتبهت دون قصد ..  بما يمر أمامى من تعامل بين الأزواج ، فيجعلك مُجبر على الإنتباه له حتى لو تغض الطرف عنه ; فهو السلوك العام وفي الطريق وكل جوانب من الحياة التى تُعاش امام الجميع إن كانت فى المركبات العامة ، الطريق ، المطاعم ، والاسواق .. كل تلك الظروف فى اى مكان هى محل متاح للنظر والمشاهدة  .
 اما ما دفعنى اليوم للكتابة فيه !! عندما استغليت القطار للعودة للمنزل ، صعد بعدى  فى إحدى المحطات رجلا وزوجته  عمرهما فوق الثمانين عاما ، وكانا يسحبان عربة تسوق (شنطة بعجلات) مليئة بالمشتريات والرجل يتولى هو جر تلك العربة ، بينما تحمل زوجته (كيسا من النايلون) صغيرا فى يدها ، ما لفت إنتباهى عليهما بالرغم من ان الزوج يظهر عليه انه يسحب تلك العربة فى يديه بصعوبة  ولكن !! مع ذلك كان يمسك بيد زوجته كى تصعد للقطار بسرعة قبل ان يغلق القطار بابه عليها اتوماتيكيا ، وجلسا فى الكرسيين المقابلين أمامى، ودون ان أشعر وجدت نفسى أُتابع تصرفهما الودى التلقائى  الحنين وهما يجلسان ملتصقان ببعضهما بشدة حتى تظن انهما قد خُلقا كتؤام سيامى منذ ولادتهما ! وبدأت الزوجة فى حل ربطة شريط او حزام علاما كما بدأ لى ; كانت تحمله فى يديها ، لكنه اخذه منها بلطف عجيب ، وحل العُقد على ذلك الشريط  وعالج قفله وأرجعه لها بنفس اللطف وهما يهمسان لا تسمع لهما صوتا بل يعكسان للجميع أن التفاهم والسكينة هى أساس الحياة بل هما الحياة ولا شئ غيرهما يمكن أن يكون ، هذا نموذج من بعض الجنسيات التى تمر علينا خلال اليوم وبمختلف اعمارهم، وانت فى حركتك اليومية الطبيعية التى ذكرناها فى بداية حديثنا ، جعلنى أقف برهة من الدهشة التى لم أجد لها اى مبرر مقنع !! فإنه من غير المعقول أن تكون كل جنسيات او اغلب الجنسيات فى العالم يتعامل فيها الأزواج بلطف تام وتثعامل الزوجة والمرأة ووسط العامة بكل هذا اللطف والتحنان الذى يذوب له حنانا من يراه ، بل معظمهم وفيهم  من لا يرى اويلتفت أساسا لأى إمرأة تمر من امامه وزوجته بجانبه ، مع علمنا
(بمروحة التربيزة) التى تكون لدينا مع الإعتذار وهو للمزح ، إن مر ولو طرف ثوب او طرحة امامنا إن كنا نحن زوجين مسقط رأسنا جهة الشرق من الكرة الارضية او بعض الدول الأفريقية والعربية ونخص السودان هنا للحديث عن حالنا أكثر ، نُعانى كنساء أشد المعاناة من النظر الطوويل الذى يفعله الزوج وبجوار زوجته دون مراعاة أقل مشاعر او احاسيس لتلك الزوجة التى بجانبه ، وإذا تركنا النظر جانبا وهو اكبر المشاكل تطورا ،، لوجدنا إسلوب التعامل مع الزوجة فى الطريق العام والأسواق والمركبات العامة ، وكأنهن حمل ثقيل ومرافق مزعج مضطر على أن تصحبه كزوج وتكملة مسيرة مشوارك على مضض ، وإن لم تكن هناك بعض (النهرات وصرصير الوجه) عند البعض حتى يترك جميع المشاهدين ما بأيديهم ويُتابعون مسلسل(سى السيد الهراش) أمامهم دون رواية او سيناريو بل مشهد مباشر ..
من المؤكد أن الجنسيات الأخرى لم يُخلقوا من جنس مختلف عن البشر ، ويحملون كل ما نحمله من تفاصيل جسم وكذلك من احاسيس ومشاعر وتقلبات مزاج فلماذا نحن كذلك ؟؟ هذا السؤال موجه لنا جميعا لماذا نحن مختلفين بالطريقة التى لا نستطيع فيها حتى ان نعيش حياتنا بمتعه ..
الى جزء ثانى من هذا المقال ..
ودمتم …
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..