أهم الأخبار والمقالات

الجيش السوداني موبوء بالانقلابيين

من الآخر

أسماء جمعة

أصدر الجيش السوداني بياناً أنكر فيه وجود “انقلابيين” بين صفوفه، وقال إنه يثق في حكمة قيادته وقدرتها على اتخاذ ما يلزم لتأمين البلاد، داعياً القوى السياسية لتصحيح موقفها تجاه القوات المسلحة، وكلام كثير لا مجال لذكره.

بصراحة، إذا كان قادة الجيش حكماء -كما قال البيان- لفعلوا ما يجعل الجيش في القمة، وجعلوا الجميع يبصم له بالعشرة بدون طلب منهم أو دعوة، ولما ورطوا السودان في الأزمة الحالية، وفتحوا الباب لنقد الجيش من الأساس. في الحقيقة، المدح الذي يكيله قادة الجيش لأنفسهم، وحديثهم عن إنجازات الجيش العدمية، وحمايته المزعومة للبلد، ما هي إلا حيل دفاعية يحاولون من خلالها إنكار الحقائق التي يخافون من مواجهتها. هذه علة خطيرة يعاني منها الجيش، ولن يتعافى ما لم يواجه نفسه بالحقائق مهما كانت مرة، فعلاج العلل يبدأ بالاعتراف بها.

بها.

الجيش موبوء بالانقلابيين  

أما الحديث عن أن الجيش غير انقلابي، فهذا أمر مضحك فعلاً ومثير للشفقة والسخرية، سلوك الجيش وتصرفاته تثبت أنه انقلابي وموبوء بالانقلابيين، فهو يعاني من مجموعة من الاضطرابات المهنية والسلوكية والقيمية التي تشكل حالة مرضية مزمنة تكون نتيجتها دائما انقلابات. بل حتى نواياه ليست صادقة، فلو كانت لديه نية صادقة بترتيب الأمور لما (جاطت)، والحكمة تقول: “إذا صدقت النوايا سلم العمل”، ومعروف أن سوء النية يفشل الأعمال.

دعونا نسأل قادة الجيش الذين ينكرون أنه انقلابي بعض الأسئلة على أن يجابوا بكلمة واحدة: ما هو الوصف المناسب لجيش تلاعبت به الأحزاب يميناً ويساراً ووسطاً، بعضها امتطته لتصل إلى السلطة كما فعل اليسار واليمين المتطرف، وبعضها ورطته في السلطة بشكل مباشر كما فعلت أحزاب الوسط؟! وما هو الوصف المناسب لجيش تورط في أربعة انقلابات ناجحة وعشرات المحاولات الفاشلة؟! وبماذا يوصف جيش قتل ثلاث ثورات ويصارع لقتل الرابعة؟! وبماذا يوصف جيش يرفض العودة للثكنات والالتزام بمهامه ويصر على التمسك بالسلطة والعمل في كل المجلات؟! ما هو الوصف المناسب لجيش أسس قائده جيشاً موازياً ليحميه من الجيش الرسمي؟! وبماذا يوصف جيش يستنصر بالعصابات وتجار الدين ليواجه الأحزاب السياسية والشعب؟! هل هناك كلمة أخرى يمكن أن تصفه غير كلمة انقلابي؟! لا أعتقد أنها الكلمة الوحيدة المناسبة.

الجيش السوداني لا يستطيع أن يسكت ويثبت لنا حقيقته بأفعاله، يصر دائماً أن يقنعنا بما لم نره، فهو يمطرنا بوابل مستمر من التصريحات والبيانات و(النفخ) التي يظن أنها مقنعة، ولا يحصد إلا مزيداً من الإصرار الشعبي والضغط والنقد والمطالبات بمغادرة خانة الانقلابات. ففي الوقت الذي صدر فيه بيان الجيش صرح قائده يؤكد “التزام” المؤسسة العسكرية بالتعاون مع كافة الأطراف لإكمال الفترة الانتقالية، هذا الوعد كرره ألف مرة ولم يف به، حتى أصبح دليل غدر مؤكد، وكلما صرح به استعد الشعب لما هو أسوأ.

خلاصة القول

الجيش السوداني انقلابي بامتياز، موبوء بالانقلابيين هذه حقيقية لا يمكن إنكارها، وهذا لا ينفي أن هناك من هم عكسهم، ولكن الجزء الفاعل هو الانقلابيون. لذلك العلاج الحقيقي والمضمون هو استمرار الثورة حتى يتحقق التغيير الجذري، ونتمنى أن تحدث ثورة داخل الجيش أيضاً لتسرع من حسم أزمة الجيش، والتي هي سبب أزمة السودان.

الديمقراطي

‫6 تعليقات

  1. تسلم البطن الجابتك دا كلام ورأي كل الشعب جيشنا انقلابى بامتياز وترك مهامه واتجه للتجارة والفساد والبطش بالمواطن في سبيل مصالح قادته اتنمني من الوطنييين داخل الجيش أن يستفيدوا من الدروس السابقة

  2. والله يا استاذة على كلام الخواجات ارفع ليك القبعة على الماقل ده.. جيشنا يقول ما انقلابى ظني يكون شنو من 1956 لغاية اليوم بالله العظيم كم انقلاب نجح وكم واحد فشل …. لو تتذكرو السجمان اللى اسمو مين عبد الخالق داك من جماعة البرهان ..اتحدى الشعب وقال داير ينازلهم فى الميدان عشان يعلمهم الدواس… جيشنا ما يعرف غير النقلابات والمصالح الذاتية وعشان يحميها ميزانيتو ما تتراجع.. خليك من تدميرو للغابات والحياة البرية؟؟؟ جيش يتاجر فى الفجم والبقر والتيوس تقول لى جيش يا أسماء؟؟!!!!

  3. جيش قائده الاعلي يقف انتباه ويرفع التحيه بكل طاعه وخذلان لمحتل ارضه في حلايب وشلاتين وأراضي نتؤ حلفا دون ان يرمش له جفن… دا جيش حقيقي ياجماعه واللا نحنا غاشين نفسنا ساكت؟؟؟!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..