أخبار السودان

ألاعيب قادة الجيش.. زيادة الاستنفار وتراجع المصداقية واهتزاز الثقة

 كشفت التقديرات التي يتبناها كل من  الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن مقاطع مهمة في الخلاف حول تسليم السلطة لحكومة مدنية، كفيلة بأن تزعزع ما تبقى من ثقة فيهما.
وقد أدت بعض ألاعيب الجيش إلى زيادة حالة الاستنفار ضده، وتراجعت مصداقيته إلى الدرجة التي اهتزت معها الثقة في قياداته الوطنية، والترويج لحدوث انقلاب عسكري والإشارة إلى “ساعة الصفر”، وسواء قام به قادة من المنتمين للحركة الإسلامية ومن المحسوبين على نظام البشير السابق أو غيرهم، ففي الحالتين هناك ردة وعودة مباشرة إلى حقبة قاتمة عبر انقلاب عسكري جديد.
نجحت بعض الانقلابات السابقة وقطعت شوطا في تثبيت أركان حكمها في الخرطوم، غير أن الصورة مغايرة في الوقت الراهن وأي خطوة في هذا الاتجاه لن تبقي السودان الذي نعرفه على حاله، فالدولة تعيش مرحلة صعبة من الغليان، وتنتشر فيها الحركات المسلحة، وارتفعت الاحتقانات القبلية لمستوى كبير، وصارت العلاقة بين المركز والأطراف حافلة بالألغام.
◙ بعض ألاعيب الجيش أدت إلى زيادة حالة الاستنفار ضده
صعد الحالمون بإحكام قبضة الجيش على السلطة وتنحية المدنيين، والراغبون في إبعاد المؤسسة العسكرية تماما، إلى حافة الهاوية، وكل فريق بات هدفه إثبات أن الطرف الآخر على خطأ، لا يهم مصير السودان الذي لا ينقصه خروج الخلاف حول دور الجيش في الحياة السياسية إلى مربع قد يصعب تطويقه.
◙ أخذت توجهات الطمع في السلطة أو المناورة بالعودة إلى الثكنات تصعد وتهبط وفقا للأجواء العامة، لأن قيادة الجيش بدت منقسمة على نفسها وغير راغبة في الخروج من المشهد السياسي
وصلت حالة الاستقطاب إلى منحنى خطير، لا تستطيع معها شريحة كبيرة من المواطنين التفرقة بين الصواب والخطأ، فالتشويش يطغى على خطاب العسكريين والمدنيين، ويمكن استشفاف البعدين في الخطاب الواحد لأن المصالح الحزبية والفئوية تقدمت على مفهوم الدولة الحديثة التي تنهض على أكتاف الوطنيين.
لن يرتاح المغرمون بهدم الجيش إذا وصلوا إلى هدفهم، ربما تزداد معاناتهم مع كثافة الجيوش المناطقية في السودان، فقد أخفقت اتفاقية السلام في جوبا وتوابعها في تطبيق أحد أهم بنودها المتعلق بدمج الحركات المسلحة في الجيش النظامي وتسريح من يستحقون التسريح وتعويضهم ماديا.
ولن يرتاح من يصرون على البقاء في السلطة بلا سند شرعي لأنهم يدخلون الجيش في الطريق المجهول، فلم تعد القصة محصورة في نزول عشرات الدبابات إلى شوارع الخرطوم والسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون ومن يسبق في إذاعة البيان الأول تخضع له البلاد والعباد، فالأوضاع تبدلت وأخذت تتضاءل فكرة الانقلابات التقليدية.
يشير اليقين الظاهر على تحركات قوى مدنية إلى هذه المسألة، ويؤكد تردد الجيش في القيام بهذه الخطوة أن الأمور أكبر من نزول الدبابات إلى الشوارع وأخطر من إذاعة بيانات، هناك عالم يتبلور يجعل من الانقلابات في دولة مثل السودان مخاطرة كبيرة.
موجو بريس
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..