قريبا سيصبح الاستعمار الفرنسي على الابواب

عبدالعزيز عبدالباسط
ظاهرة حميدتي هي اغرب من الظواهر الكونية التي نسمع بحدوثها في العالم لكنها برغم غرابتها لم تكن هي الاولي في السودان فقد سبقتها محاولة قام بها الفريق “عمر محمد الطيب” في زمن “نميري” حين قام بضم بعض الكوادر المايوية الي جهاز الامن القومي وسرعان ما تم تسريح تلك الكوادر وغالبيتم كانوا موظفين حكوميين رفضوا الخضوع للتدريبات الميدانية وفي بداية الانقاذ كرر “الزبير محمد صالح” نفس الخطأ عند زيارته لمعسكر “كلمة” عندما منح كل الاطباء والموظفين الموجودين بالمعسكر آنذاك رتب عسكرية لضمان ولاءهم للانقاذ وكان ايضا قرار فاشل بعد ان تبين في ما بعد افتقادهم للاخلاق النبيلة التي تُكسبها كلياتنا العسكرية لملتحقيها قبل ان تدفع بهم الى العمل الميداني ليصبحوا فرسان حقيقون يذودون عن الارض والعرض ويشرفون السودان اينما حلوا ولم نسمع انهم نهبوا مواطنا او قتلوا بريئا او اعتدوا على حرمة..
والخطأ الكبير تكرر للمرة الثالثة بصورة غبية من الجبهة الاسلامية التي تمكنت من تسريب كوادرها الى داخل الجيش وعبثت فيه حتى وقعت الكارثة في 1989حين تمكنت تلك الكوادر من الانقلاب على الحكومة المدنية المنتخبة والوصول الي السلطة تحت مسمى ثورة الانقاذ ولعدم ثقة عرابهم المقبور “حسن الترابي” حين ذاك في قادة الجيش السوداني الوطني ساقه عقله الشيطاني الي تشكيل ملشيات تكون عونا للانقاذ اذا تحرك شرفاء الجيش الوطني لتصحيح الاوضاع فسارع تلميذه البليد “عمر البشير” و أتى بهذا “الحميدتي” الجاهل وهو رجل كان معروف بانه همباتي رباطي مجرم لا يدين بالولاء لاى أرض أو وطن وكل مؤهلاته كانت عصا غليظة يرهب بها عباد الله اضافة الي انه كان رجلاً يجيد القتل والاغتصاب والنهب المسلح .. والكيزان لاجرامهم ارادوه مجرم مثلهم او بهذه الصفات بالتحديد ثم منحوه رتبة لواء دفعة واحدة واسسوا له ملشيا الجنجويد قبل ان يقوموا بتحويل اسمها فيما بعد الى الدعم السريع تجميلاً وقد كانوا كمن قام بتربية حية في بيته حتى اذا كبرت و إشتدت ابتلعته ..
ومع مرور الوقت كبر الجاهل المجرم “حميدتي” ووتلقفته جهات داخلية واقليمية ودولية كارهة للسودان ودعمته فكريا ومعنويا وفتحت له خزائنها وأوهمته بانه الاصلح لحكم السودان و ان الذين جاؤوا به من السهل ان يتخلصوا منه وعليه ان يكون على جاهزية تامة بالرجال والسلاح ليتغدى بهم قبل ان يتعشوا به وقالوا له عليك الجدية في جمع المقاتلين وعلينا كل ما تحتاج اليه من عتاد ومال والرجل سار وفق ما خططوا له وقام بجمع المرتزقة من كل دول الجوار وصدَّقَ انه قائد كبير ثم بيت النية على الخيانة والغدر وأخذ يتحين الفرص الى ان جاءته فرصة ثورة ديسمبر المجيدة فركب موجتها واستغلها تماماً وغدر بمن جاؤوا به وابتلع الجميع والآن يا شرفاء جيشنا العظيم ونحسبكم كذلك .. ماذا أنتم فاعلون .. وهذا “الحميدتي” الجاهل كيف تصدونه وقد اصبح غاب قوسين او ادنى من ابتلاعكم وطبيعي بعد ابتلاع الجيش سيبتلع السودان كله بكل سهولة ومن غير المستبعد ان تنفتح شهيته لابتلاع دولة “تشاد” المجاورة وهو أصلاً قادم منها ليحقق بذلك طموحات اسياده الذين يخططون له سرا في”فرنسا” التي بعد ان خسرت نفوذها في “مالي” اصبحت تخطط فعليا الى توطين خمسة آلاف جندي في السودان لتعويض ما خسرت تحقيقه في غرب افريقيا وأصبحت تخطط جديا في إيجاد موطى قدم لها في السودان لتحقيق مشروعها الاستعماري في شمال شرق افريقيا المنطقة البكر الغنية بالثروات الطبيعية و”حميدتي” قد اصبح مطية لها لتحقيق هذا الهدف و قريبا سيصبح الاستعمار الفرنسي على الابواب.
للسادة القراء الذين يشككون فيما تناوله المقال (هاكم الدليل وراجعوه بانفسكم)
في 17 مايو الماضي التقى المبعوث الفرنس الخاص الى تشاد “برونو فوشيه “وهو مسئول رفيع المستوى بالتشادي المقيم بالخرطوم “محمد حمدان دقلو” لمناقشة الازمة في “انجمينا” ولم يتناول اللقاء قضايا السودان حسب صحيفة “كونفيد نشيال” الصادرة في لندن في 11يونيو 2022 وقالت الصحيفة ان الحكومة الفرنسية تشعر بالقلق لعدم احراز تقدم في المحادثات الدائرة في قطر بين المعارضة التشادية والحكومة الانتقالية في انجمينا..
وتوقعت الصحيفة ان (الفريق) دقلو سيلعب دوراً اكبر من اي وقت مضى في اي حل سياسي في تشاد حيث جندت قوات الدعم السريع التابعة له العديد من التشاديين العرب والذين يمتلكون القدرة على تشكيل جماعة معارضة مسلحة تخدم طموحات فرنسا الاستعمارية.
وجزم التقرير بان فرنسا قد اختارت اولوياتها في المنطقة بحيث تحتل الازمة في تشاد بينما لا تشكل الديمقراطية في السودان اهمية لها..
من ناحيتي لا اتشكك بل أنني اتوقع ماهو أكبر من الاحتلال الفرنسي طالما نحن مشغولون بموضوع ذهاب البرهان للندن ونيويورك ولماذا لبس الأزرق ولم يلبس الأسود وهل ذهب كقايد للجيش أو رييس للدولة.. نحن يا أخي مشغولون بتصفية احقادنا الشخصية فكيف لا يطمع فينا القريب والبعيد.
دى الحقيقه المره فرنسا فى القديم هى خراب ونهب الشعوب انظروا الى غرب افريقيا