مقالات وآراء

قمح إثيوبيا وإغاثة السودان .. الفرق في الإرادة السياسية

 

خارج السياق
مديحة عبدالله

 

قال الرئيس الإثيوبي أبي أحمد إن بلاده تقترب من الوصول لهدفها في بدء تصدير القمح الإثيوبي إلى الخارج، جاء ذلك بمناسبة الاحتفال ببداية العام الجديد في التقويم الإثيوبي، ويشرف رئيس الوزراء على تحقيق الهدف بنفسه ميدانيًا حيث جاء تصريحه ذلك وهو يجوب مزارع منتجة للقمح حسب وكالة الأنباء الاثيوبية (إينا) فهو يسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحصول..
خبر يستحق الوقفة والتأمل، فإثيوبيا تخوض معارك داخلية وتعاني أزمات اقتصادية واجتماعية، لكنها تسعى لتحقيق هدفين كبيرين تحقيق الأمن المائي والغذائي، وهما بالتأكيد سيفتحان الطريق لحل المشاكل المزمنة في تلك البلاد الكبيرة، يحدث هذا في الوقت الذي يتلقى فيه الوطن السودان الغني بموارده الطبيعية والبشرية لُقمة الغذاء من العالم، وتهدد المجاعة نحو (14) من سكانه، وتحاصرهم أمراض ناجمة عن سوء التغذية والملاريا.
الفرق في الأوضاع بين البلدين ناجم من توفر الإرادة السياسية في إثيوبيا وافتقادنا لها في السودان، فما من مسؤول تصدى لقضية كبيرة في البلد ولا حتى بمجرد الكلمات، فقضية الجوع والأمراض، لا تتصدر اهتمام ما يطلق عليه مجلس السيادة ولا القيادة العسكرية المهيمنة على البلد، كل ما يصدر منهم لغو ومناورات مع القوى السياسية والمدنية المعارضة، لكن لا موقف ولا فعل تجاه أزمات المواطنين التي تمس حقهم في الحياة والاستقرار.
هذه هو الفرق بين القيادة في إثيوبيا والسودان، فرق في الإرادة السياسية وإدراك معنى أن تتصدر المشهد كقائد سياسي، وما يحدث من غياب لحقوق المواطنين وما يتصل بحياتهم من غذاء ومأوى وعلاج وأمان يشكل لب الأزمة في البلاد، وضعف الاهتمام بهذه القضية الأساسية سياسيًا وإعلاميًا، أمر لا يحدث إلا في السودان حيث تتصدر أقوال وصور الساسة المشهد دون موقف ولا فعل يتصل بقضية الجوع والأمراض وتشرد الأسر بسبب الأمطار والفيضانات، والأسوأ أن المعلومات المتوفرة حول الأوضاع الإنسانية في البلاد تصدر من مؤسسات دولية تقوم بما يجب أن تقوم به السلطات في البلاد، خلل كبير يجسد سر الأزمة وليس عدم استكمال هياكل الحكم.
الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..