مقالات وآراء

مشكلتنا في السودان اخلاقية

محمد حسن شوربجي
 تجدنا كشعب حياري نتخبط في معرفة اسباب تدهور اقتصادنا … فلا نكاد نعرف اسباب ذلك التدهور الكبير … او كيف الخروج من كل ازماتنا اللعينة التي تمسك بخناقنا … ضياع وحروب ونزاعات وفرقة وشتات … رغم ان السودان اخوتي من اغني دول القارة مواردا … ولكن وللاسف الشديد وحتي الآن تجدنا من افقر دول القارة … نسير وللاسف فوق ارض ملؤها الخيرات … يقول “أمارتيا سن” Amartya Sen الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد ان هناك علاقة وثيقة ما بين الاقتصاد والأخلاق … وان اي اقتصاد في العالم لا تقوم له قائمة ما لم يكن مزينا بالاخلاق … ولقد نالت أطروحته “الاقتصاد والأخلاق” تأييد كبار العلماء … وتمّ تحويلها إلى واقع ملموس في أكثر من بلد آسيوي … ومازال إلى اليوم علماء وسياسيون ومفكرون ورجال اعمال يدعون إلى ضرورة أخلقة السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام … فمشكلتنا في السودان اخلاقية قبل ان تكون اقتصادية او سياسية … وظني ان الكثيرون في بلادنا قد اصيبوا في قيمهم … ولن يسلم الامر مالم نعالجهم سلوكيا … ولو فعلنا ذلك من قبل لما اختلس الكيزان اموال الدولة … ولما سطو علي كل تلكم الاراضي والعقارات والمشاريع … ولما باعوا مشروع الجزيرة او خط هيثرو … ولما فرطوا في اساطيل بواخرنا السودانية … ولما دمروا السكة حديد … ولما تعمدوا للغش في مشاريعنا … ولما زوروا في الانتخابات … ولما اوصلوا الرداءة إلى كل مناصب الدولة … ولما أصبح المال والقرار بأيدي أقلية كل ارتباطها بتنظيم عالمي مجرم … ولما كان كل هذا التردي الذي نعاني منه طويلا … فمشكلتنا وكما ذكرنا هي أخلاقية في المقام الاول … ويبدو أن مسؤولينا لا يريدون اخلاقا في البلاد … ولا يريدون نهاية للامر … ولا يريدون حتي الاستماع لنصح العلماء والخبراء والعقلاء … فحتي نعبر الي بر الامان لابد من أخلقة الحياة العامة حتي تستقيم قضايانا السياسية والاقتصادية … وان نزين جميع طرق حياتنا بالقيم والأخلاق … فدعونا اخوتي نجعل السودان وطنا للتعاضد والترابط … ونجعله وطنا للمحبة والاخاء … ونجعله وطنا للوحدة وجمع الصف … وان نقرن الاخلاق في كل قضايانا الاقتصادية … ونقرنها في كل تعاملاتنا السياسية … ونقرنها في كل تعاملاتنا الاجتماعية … فنحن في حاجة ماسة لتغليب الاخلاق في كل مناحي حياتنا … فقد قال شوقي : وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا …
فاعلموا اخوتي ان كل ما يحدث لنا هو بسبب تدني اخلاقياتنا … فهل لنا ان نخصص يوما توعويا عن الاخلاق … الامر ليس عيبا او منقصة …

‫2 تعليقات

  1. وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا
    تحياتي استاذنا محمد شوربجي
    هذا حقية لا نختلف عليها لكن دعنا نتفق ان سوء الاخلاق مرض يستوجب العلاج وسوء اخلاق السودانيين قد اصبح مرضاً عضال لا تصلح معه المسكنات وليس للشعب السوداني علاج الا الكي.. السودان يا استاذنا العزيز علاجه الكي..
    علاجه مستبد عادل
    علاجه مبير يعرف الحق ويضرب على يد الظالم
    علاجه تقي وورع لا يرحم الظالم
    ان أخذنا بيد فاسد وصلبناه على قارعة الطريق سوف يتسبب ذلك في شفاء الف فاسد
    اذا شنقنا الف فاسد في ميدان عام سيكون ذلك دواء ناجح لملايين المفسديين
    في زمن صدام حسين كانت نسبة الفساد في العراق صفر لانه كان يعدم المرتشي والموظف الفاسد..
    مدرس في زمن صدام قام بتسريب ورقة الامتحان فحكمته محكمة عراقية بعشرة سنوات لكن الحكم لم يعجب صدام فاستبدل السجن بالاعدام.
    صدام كان يعلم عدم مبالاة شعبه وعناده والشعب السوداني يا استاذ اكثر عناداُ ولا مبالاة من الشعب العراقي .. السودان علاجه الكي والشعب السوداني عايز عين حمراء..
    لا يمكن يا استاذ ان يكون في بلد كل هذه الموارد وغالبية الشعب فقراء
    والله دي مهزلة عايزة حاكم متربي وود ناس وقليل ادب.
    عايزة صدام عايزة حجاج عايزة الكي..
    ودمتم..

  2. يا السيد عبد الباسط كل كلامك إختصارو في كلمتين الشريعة الأسلامية قانون الأحوال الشخصية الرباني. والغرب يحاربو, لأن الغرب عايزننا كدا عشان ما نستقيم وينهبوا ثرواتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..