البرهان في القاهرة: زيارة مدفوعة بالخلاف مع حميدتي

وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة المصرية القاهرة، أمس السبت، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان البرهان عائداً من نيويورك حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعمل على تسويق مشاريعه السياسية المستقبلية، في ظل إعلانه رغبة الجيش السوداني في الانسحاب من الحياة السياسية، وترك السلطة، وإتاحة الفرصة للمدنيين للحوار والاتفاق على تشكيل حكومة مستقلة.
خلاف البرهان مع حميدتي
وقال دبلوماسي سوداني في القاهرة في حديثٍ مع “العربي الجديد”، إن زيارة البرهان جاءت بطلب منه، ولم تكن مجدولة منذ فترة طويلة، خصوصاً أن وفداً من جهاز المخابرات العامة المصري زار الخرطوم أخيراً، والتقى عدداً من الفاعلين الرئيسيين في الأزمة السودانية، ومن بينهم البرهان نفسه.
وأضاف الدبلوماسي السوداني نفسه أن الزيارة جاءت مدفوعة بالانقسامات والخلافات بين البرهان ونائبه في مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في ظل مخاوف الأول من الدعم الإثيوبي ـ الإماراتي المقدم لحميدتي في سياق تعزيز موقفه في المشهد السوداني.
واعتبر الدبلوماسي أن حميدتي باشر التقرّب من القوى المدنية، في إطار محاولته تصدر المشهد والترشح للرئاسة عند إجراء أول انتخابات رئاسية بعد الثورة التي أطاحت الرئيس المخلوع عمر البشير.
ورأى الدبلوماسي السوداني أن حميدتي ومستشاريه يدركون جيداً صعوبة السيطرة المباشرة من جانب المكون العسكري على المشهد الراهن، في ظل توهج القوى الثورية، وفشل الانقلاب الأخير (25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي).
وبالتالي، قررت تلك القوى الداعمة لنائب رئيس مجلس السيادة الاستدارة، من أجل إعادة إحياء فرص حليفها، عبر إظهاره في موقف الداعم للخيارات المدنية، للحفاظ على فرصه وحظوظه في العملية الانتخابية، بخلاف محاولته استقطاب مجموعات من المؤسسة العسكرية في صفه، بعد إدراكهم أنه بات فرس الرهان الكاسب في السباق.
مع العلم أن البرهان نفى في مقابلة أول من أمس الجمعة مع وكالة “رويترز” وجود أي خلافات مع حميدتي. وأشار البرهان إلى موافقته على تصريح أدلى به أخيراً حميدتي، بأن المدنيين يجب أن يعيّنوا رئيس وزراء ورئيساً لمجلس السيادة، قائلاً إن ذلك يتماشى مع ما قاله هو نفسه من قبل. كما نفى البرهان في مقابلة ثانية مع وكالة “أسوشييتد برس” نيته الترشح للانتخابات المقبلة.
وكشف حميدتي أخيراً عن اجتماع عقده مع البرهان، أقر بترك أمر اختيار مجلسي السيادة والوزراء للمدنيين. وأكد في بيان نشر على الصفحة الرسمية لقوات “الدعم السريع” التي يقودها: “التزامه الصارم بتعهداته السابقة، بخروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي، والانصراف تماماً لمهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون”.
مؤشرات الخلاف بين البرهان وحميدتي
وكانت تصريحات المستشار الإعلامي للبرهان، الطاهر أبو هاجة، التي أعقبت حديث حميدتي بشأن تسليم السلطة للمدنيين، قد عدت مؤشراً على الخلافات بين رئيس مجلس السيادة ونائبه.
وقال أبو هاجة إن “المؤسسة العسكرية لن تسلّم السلطة إلا لحكومة متوافق عليها من كل السودانيين أو منتخبة”، مؤكداً في تصريحات نقلتها وقتها وكالة السودان للأنباء (سونا) أنه “لا مجال لحكم الفترة الانتقالية بوضع اليد، فالقوات المسلحة مسؤولة بنص قانونها والدستور عن حماية أمن واستقرار هذا البلد”.
وتأتي زيارة البرهان للقاهرة بعد أقل من أسبوع على لقاء جمع سفير مصر في السودان حسام عيسى بحميدتي، وهو اللقاء الذي جاء في أعقاب تصريحاته الخاصة بتسليم السلطة للمدنيين.
خبير مصري: مخاوف مصرية من اتساع رقعة نفوذ إثيوبيا في السودان
في المقابل، يقول خبير مصري مقرب من دوائر صناعة القرار، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إن ما تخشاه مصر هو اتساع رقعة نفوذ إثيوبيا في السودان، عبر علاقاتها المتشعبة، مع بعض القوى السياسية، والأخطر مع حميدتي، الذي بات منحازاً لها عبر بوابة الإمارات التي تربطها علاقات قوية ووثيقة مع إثيوبيا، وتملك رؤية خاصة بها لحل الأزمة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى بشأن سد النهضة، تحفظ لها مصالحها في البلدان الثلاثة.
وبحسب الخبير، فإن “القاهرة تدعم البرهان وتراهن على المؤسسة العسكرية في السودان، ليس في أزمة سد النهضة فحسب، ولكن أيضاً باعتبار الجيش السوداني هو الجهة الوحيدة التي بمقدورها الحفاظ على حد أدنى من الاستقرار في البلد المجاور، ويمثل عمقاً استراتيجياً للقاهرة”.
وشدّد الخبير على أن القاهرة تتمنى تعويم البرهان في مواجهة حميدتي، من أجل تأمين مصالحها لحين استقرار الأوضاع، وعدم منح الفرصة لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لتوظيف الوضع السوداني لصالحه في أزمة سد النهضة.
العربي الجديد
برهان أستدعى وليس يطلب منه لهذه الزياره لأنه صرح فى الأمم المتحده بأنسحاب العسكر من الحكم وبالتالى سيكون الحكم للمدنيين وهنا بيت القصيد .دول الترويكا والأتحاد الأوربى يريدون رئيس الوزراء السابق حمدوك ومصر لا تريد رجوع حمدوك لحسابات كثيره أولها علاقة حمدوك بأثيوبيا وهو عراب أقتصادها وأبى أحمد وكل الأثيوبيين يكنون للرجل بماقام به لأثيوبيا .ثانيا علاقات حمدوك بدول الغرب قويه ويثقوا جيدا فيه كما له علاقات دوليه بالبنوك الدوليه المانحه وأيضا تسبقه سمعته العالميه فى تنمية كثير من الدول الأفريقيه.حمدوك سيوطن الصناعه للمواد الخام السودانيه مما يحرم أقتصاد مصر وربما ينهار.النظام المصرى هو المحرض الأساسى بعدم أيلولة الحكم للمدنيين ويرير أن يسيطر العسكر على الحكم.أذن برهان لم يسافر بطلب منه بل تم أستدعاءه.أجتماع السفير المصرى بحميدتى هو أجتماع تحريضى بعدم تسليم السلطه للمدنيين وأن ينفرد العسكر بالحكم وهذا ماتم عليه قبل أنقلاب البرهان مع المخابرات المصريه.مصر لا تريد حكما مدنيا ولا ديمقراطية تؤثر على الشارع الممصرى بل تريد من الذين يستجيبون لأملاءاتها.
تحليل رائع ودقيق جدا
عاشت قوات الدعم السريع .. الخزي والعار والموت لمليشات الحركة الاسلاموية او ما يسمى بالقوات المسلحة لدى الكيزان
في كوز بتوب؟!
الشلاقي ما خلى عميان
عوض الامين قلت ان الترويكاوووويريدون حمدوك لكن غالبية الشعب لاتريدهذاالدلدول الفاشل!كوزتايب انت كضاب ساي لاكوزلاتايب ولابتحب الجيش ولاالدعم السريع!!
اماالاخ كاتب المقال فتبكي بس لان الجيش والدعم كلهم امان للسودان وحيلكم وامانيكم لابتنطلي علي البرهان لاحميدتي والاتنين بضقلو بيكم
الكيزان ظهروا وللعلم حميدتى لا يمكن يأمن بنى كوز وهو يعلم انهم يريدون السلطة وممكن فى اول فرصة يتخلصوا منه بالقتل فهم قتلة معروفين عوض الامين تحليلك ممتاز جدا شكرا لك