حوارات

اللواء محمد الصائغ عضو تحالف الجذريين: اختراق بعض لجان المقاومة من قبل بعض القوى السياسية عمل غير محترم

اللواء شرطة معاش محمد عبد الله الصائغ عضو قيادة تحالف التغيير الجذري
 المقاومة ستعود إلى عنفوانها والثورات ليس لها ميقات معين..
الجانب الأمني هو الثغرة التي ضربت منها الثورة وقد نبهنا لذلك ولكن لم يسمع أحد.
 الشرطة لعبت دورًا كبيرًا في إنجاح الانتفاضات الشعبية…
بعض عناصر الشرطة ساهمت في انقلاب الإنقاذ…
 الشرطة فقدت أساسيات عملها في عهد الإنقاذ وتبنت معتقدات المؤتمر الوطني…
 اهتزت هيبة الشرطة لخروجها على تقاليدها الراسخة نتيجة ما تقوم به من عنف ضد الثوار والمسيرات
حوار: قرشي عوض
في الوقت الذي تنشط فيه الحلول التفاوضية بمباركة ودفع المجتمع الدولي والإقليمي، ويجنح فيه العساكر إلى تقديم بعض التنازلات الشكلية، يزداد نشاط القوى السياسية الرافضة للتسوية وتدخل الدول الأجنبية في الشأن السوداني.
لإستجلاء هذا الموقف الميدان جلست إلى اللواء شرطة معاش الصائغ عضو قيادة تحالف قوى التغيير الجري الرافضة لما يعرف بالعملية السياسية والداعية لإسقاط الانقلاب العسكري عبر المقاومة الشعبية وخرجت بالحصيلة التي تضعها بين أيديكم.
 كيف تنظرون في التحالف الجذري لمبادرة حميدتي الأخيرة حول اتفاقه مع البرهان على حق المدنيين في اختيار رئيس لمجلسي السيادة والوزراء.؟
= في التغيير الجذري يكمن الحل الناجع للوطن. ونناشد كل التنظيمات الثورية الحقيقية على الأرض بالانضمام لهذا الجسم. لأنه بالفعل هو الجهة التي يعول عليها لمستقبل هذه البلاد في خضم ما يحدث الآن.
المبادرة الأخيرة التي تحدث عنها حميدتي، نحن لم نعد نثق في الجانب العسكري والمليشيات التابعة ومن ضمنها الدعم السريع، ولنا في ما يحدث من هذه الكيانات من تجريف للثورة السودانية بأنواعها العظة والعبرة في آن، الأمر برمته عبارة عن نهب لهذه الثروات والبقاء في السلطة، وهو عامل أساسي وحاسم بالنسبة لهذه الأجسام بالإضافة لما ستتعرض هذه الكيانات من محاكمات عند حدوث التغيير.
 يبدو أن هناك تسوية سياسية قد حان قطافها كيف تنظرون لما يحدث الآن من حراك مدني عسكري مسنود إقليمياً ودوليًا؟
= نحن لا نتفق مع ما يحدث الآن في الساحة من تسويات تسير في الطريق من جانب دول أجنبية مع بعض الرموز من داخل السودان، ونحن نعلم أن القوى التي كانت في السلطة إبَّان الفترة الانتقالية هي سبب أساسي فيما نحن فيه الآن. بل وهي السبب الرئيسي في تقديرنا، وبدلًا من إنزوائها نجدها تملأ الساحة مع علمها التام برفضها من قوى الشارع الثورية. نحن ضد الأجندة الأجنبية، ونريد لثورتنا أن تستمر بقوتها وعنفوانها وبأيدي سودانية خالصة، ولسنا معنيين بمصالح الدول الأخرى في السودان. نحن مع اللاءات الثلاثة ونحن مع لجان المقاومة وتوحيدها، ونرى أن هذه هي الذخيرة الحقيقية لثورة السودان لتبلغ غاياتها.
لكنكم في التغيير الجذري لم تستطيعوا فرض التغيير عبر المقاومة في الوقت الذي تتقدم فيه التسوية والحلول التفاوضية؟.
= التغيير الحقيقي يسير بخطى ثابتة وسيفرض نفسه والثورة لم تنتهي وهي مستمرة بنفس الزخم بلاءاتها الثلاثة ورفضها لكل ما هو غير حقيقي. وسوف تتكسر كل هذه المحاولات على الشطآن الصلبة للمقاومة وللشارع المستمر في ثورته. نعم تسير ظاهريًا التسويات ونسمع عنها كل يوم ولكنها لن تصير حقيقة ولن تكون مقبولة ما دام هذه الشعب مستمر في ثورته، وكل العوامل التي سوف تؤدي لمزيد من العزلة لهذه القوى ورفضها متوفرة الآن، فأين ستنفذ هذه الاتفاقية.
 ألا تتفق معي بأن المسيرات لم تعد بنفس زخمها الأول؟
= لا اتفق، والأمر لا يحكم بالأعداد التي تخرج يوميًا. فلكل ذلك ظروفه ولكل يوم ظروفه وتكتيكاته. هنالك الكثير من العوامل التي تتطور الآن لتؤكد رفض الشارع لكل ما يجري الآن من تسويات وللمعيشة التي أصبحت لا تطاق وللإجراءات الاقتصادية والنهب وتوظيف أموال الدولة في غير مكانها، كل هذه العوامل ستبقى الزخم متقدًا وسوف يقوم الشعب السوداني بهبات أكبر في القريب العاجل، هذه هي القراءة السليمة للأحداث. وليس هناك زمن محدد للثورات، إنما هي إجراءات تخضع لما حولها من أحداث ومن تطورات إلى أن تبلغ ذروتها.
 لكن لجان المقاومة لم تعد متحدة وبعضها يقف إلى جانب قوى التسوية؟ ما قولكم؟
= هنالك الكثير من التدخلات من التسوويين لكسر ظهر لجان المقاومة وتوظيف الاختراقات لخدمة مصالحهم. وهذا في حد ذاته يبين بجلاء أن هذه التسويات غير جديرة بالاحترام ولن تصل إلى غاياتها. ونؤكد أن هناك عمل متواصل مضاد لأبطال مفعول هذه الاختراقات وإبقاء لجان المقاومة موحدة وستصل هذه الغايات إلى نهاياتها المبشرة لأنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح.
 بالمقابل هم يقولون إنكم تحملون لجان المقاومة فوق طاقتها وتفرضون عليها أيديولوجية الحزب الشيوعي.. ما ردكم؟
= نحن نؤكد أن أيديولوجية الحزب الشيوعي لم تتدخل لتفرض نفسها على أعضاء التغيير الجذري الحالي ناهيك عن فرض هذه الأيديولوجية على جهات أخرى. نحن لسنا بسياسيين ولم نكن كذلك في يوم من الأيام بحكم مهنئتنا إذ أن العمل الشرطي كمثال لا انتماء فيه، فنحن لا ننتمي إلى أي حزب سياسي. إيماننا فقط بالقومية والهوية السودانية وليس لنا انتماءات قبلية أيضًا. عقيدتنا هذا الوطن جلسنا معًا كمكون للتغيير الجذري ووجدنا أن مصلحة السودان تصب في الطرح الذي توصلنا إليه بلا أي مداهنات أو مصالح شخصية لدينا أو لدى بقية الكيانات. جمعت بيننا مصلحة السودان وكان الطرح منطقيًا ووجهته واحدة بعيدًا عن أي مصالح شخصية. وكان الحزب الشيوعي أحد الأعضاء العاديين جدًا في هذه المجموعة، وقد أخضعت كل الأمور إلى نقاش مستفيض وأدلى كل بدلوه إلى أن خرجنا بهذه الصورة التي كانت خاتمة لهذه الجلسات الطويلة. وبذلك ساهمت كل الكيانات التي شاركت.
 انتم تحالف يستهدف تغيير السلطة كيف لا يكون لكم علاقة بالسياسة؟
= نحن لا ننتمي سياسيًا ولا ندخل في أي تنظيم حزبي، وإنما نحن قوى شرطية لها مصلحة في خلق السودان الجديد، الذي يسعى إليه كل من يدعون إلى خير هذا الوطن. واعتقد أن الجانب الأمني جانب هام جدًا في مستقبل السودان، وهذه هي الثغرة الرئيسية التي ضربت منها ثورة السودان. هي من أهم العوامل في مساندة هذه الثورة لتقف على أقدامها من جديد ولتبقى آمنة في المستقبل بعد نجاحها.
 حدثنا عن علاقة الشرطة بالسياسة؟
= الشرطة قوى مدنية نظامية هذه القوى ليست لها علاقة بالأحزاب وليس لها علاقة بأي قبلية أو عنصرية. هي قوى قومية تؤدي واجبها في هذه الحدود مهمتها الأساسية المنصوص عليها في القوانين هي منع وقوع الجريمة واكتشاف ما يقع منها والتحري وتقديم الجناة للمحاكم. استخدمت الشرطة في العهود الديكتاتورية لمساندة هذه الشموليات ولكن كان هناك دائمًا من داخل صفوف هذه القوى من قام بإنجاح انتفاضة أبريل 1985 ويحسب جزء كبير من النجاح إلى الشرطة. وبذلت الشرطة وسعها حتى تكون بعيدة عن الاستقطابات السياسية ومع ذلك تسربت بعض العناصر مما ساعد في انقلاب 1989 وكانت فترة الثلاثين عامًا فترة كافية جدًا لتغيير معظم القوى من الأساسيات، التي كانت تؤمن بها إلى معتقدات المؤتمر الوطني وصارت هذه هي المشكلة الأساسية التي يعاني منها الوطن اليوم.
٭كيف تنظر إلى تعاطي القوات النظامية عمومًا مع المسيرات الجماهيرية من استخدام للعنف المفرط؟.
= نحن بحكم انتمائنا الشرطي لا نتحدث أبدًا عن سلبيات الشرطة باعتبار أن السلبيات المقصودة من حديثي كانت عبارة عن هنات تصدر من بعض العاملين بها كأي فصيل مجتمعي آخر، يحمل داخله الجيد والغير جيد. والسبب في عدم ذكرنا لهذه السلبيات هو خوفنا من اهتزاز موقف الشرطة في المجتمع وهذا لا يعني أننا نتستر على الحالة ولكننا نحاسب المخطئين حسابًا عسيرًا في غير ما إعلام هذا في الماضي.
ولذلك كانت للشرطة هيبتها ومكانتها بما تقدمه للمواطن من خدمات محسوسة. أما الآن أصبح الأمر بين الانتماء إلى الشرطة ولانتماء للوطن وذلك لخروج الشرطة من كافة المعايير التي يقاس بها مدى تعاملها مع الجمهور وهنا نحن ننحاز للوطن والمواطن ولا نخونهما. كل ما تقوم به الشرطة من عنف تجاه المسيرات بأشكاله المختلفة هو مستندة لانقلاب 25 أكتوبر، لا شك في ذلك ونحن ضد الطريقة التي تتعامل بها الشرطة مع المسيرات ومع المواطن خلال المسيرات ومع المواطن بعد المسيرات ومع المواطن بعيدًا عن مسرح المسيرات. نحن رأينا ما تقوم به هذه القوات وهي في اللبس الرسمي من نهب وسلب وإهانة للمواطن ومن اقتحام للمشافي وتنفيذ أوامر قبض داخل المشافي ومن تعطيل إسعاف المصابين للمستشفيات ومن استعمال القوة المفرطة وكميات الغاز والقنابل والمياه مجهولة المصدر نحن ندين كل هذا ونقول إن الشقة تزداد اتساعًا في كل لحظة بين الشرطة والمواطن. هذه العلاقة التي حرص كل قادة الشرطة على مدى تاريخها وكل العاملين بالشرطة على دعمها والحرص عليها منذ إنشائها حتى 1989.
الميدان

تعليق واحد

  1. والله الحزب الشيوعي الان أكبر داعم لعودة الفلول.. عمل تخوين الحرية والتغيير.. الان يعمل على تخوين لجان المقاومة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..