في حضرة الوطن من أمام الأمم المُتَّحدة

سبتمبر الأخضر 2022
خالد عبدالحميد عثمان محجوب
كان اسمها نيويورك، كثيرات وكثيرون هنا والجوُ بدايات شتاء.. منعشاً وهمس برودة يغسل المكان ويلتحم بحرارة قلوب الحاضرين وشمس رحيمة ترسل ضوءاً ساطعاً على المشهد، فتكتمل لوحة في حب الوطن كاملة البهاء شديدة الإشراق وتمتلئ النفس زهواً أنّك بعض من هؤلاء تتشارك معهم نفس الأمل والقضية، نفس الدم والهم ، كل الماضي وبعض من مستقبل، الكل أتى من ذات التراب المُبجَّل ومن تلك الدروب الصغيرة التي يقيناً تُصبح أكبر من مدن، ذات أزمنة قادمة، فأولادك السُمر يا -سودان- قابضون على جمر الحلم والحنين أينما كانوا.
نيويورك بالأمس القريب كانت بعضاً من هذا الفرح، جديلةً شديدة الاتَّقان والتماسك انسدلت على جبين الوطن، سار الجمع و تغنُّوا وصدحوا بالهتاف وسكبوا الشِعر تجسيراً للمسافة من الحُلم إلى الممكن مع شعبنا العظيم في نضالاته المجيدة وبسالاته الممتدّة لاستعادة الوطن المُختطف.
شهدت مانهاتن أميرة المدائن، جموع السمر الرائعين في خطْوهم المجيد وهم ينسجون خيوطاً ملوَّنة في لوحة الوطن وينظِمون قصيدة عشق للصباح المُرتجى، يغنَّون ويحلمون بطفلة ذات ضفائر تسير آمنة مطمئنة في شارع فسيح في وطن خيِّر مُتسامح تغمره المحبة ويتساوى فيه الناس.
https://www.facebook.com/100001366347866/videos/429273632628085
اجتمع الناس من ولايات عديدة عند مدخل مبنى المنظمة الأممية ليُسمِعوا العالم والظالم والشريك والمتواطئ، عالياً صوت الشعب السوداني. إعلانا بيِّناً أبلجاً لا ريب فيه أنّ لا عودة للوراء وأنّ من كان سبباً في المأزق لا ينبغي أن يكون رقماً في الحلْ.
الشهداء الكرام كانوا أجمل الحضور، دماءً زكية تروي بذرة الأمل وشجرة المستقبل وابتسامات نقية كما الحليب ترفرف، أسماؤهم بعض من نشيد يضئ العتمة وينير الدروب نحو دولة العدالة والسلام، أرواحهم تُظلّل المسار والسائرين فلهم في عليائهم السلام.
أمَّا ثوار الداخل (ملح الأرض نبض الشعر والموسيقى والتلوين) فقد كانوا بين ثنايا الجمع، يخاطبونهم أن لن تسيروا وحدكم، فتبتسم وكأنَّك تراهم يلوحون بالوردة والوعد،،ويحتفون بالخطاب، ويردّون التحية تصميماً وعزيمة، ما أجمل الوعد بالمسير ولا أزكى من رائحة النضال تحملها النسائم والوسائط.
كان الحضور في الموعد تماماً رغماً عن مسافات شاسعة تفصل البعض عن المدينة، كان أهل الدار في شموخ شعبنا وكرمه، عطاءً غير محدود وتنظيماً غير منقوص،،
وانصرف الناس أكثر استمساكاً وإيمانًا أنّ الشمس حتماً ستُشرق على سهول وحقول وبوادي وحضر وصحاري وجبال بلادي ونيلها.
الأمر كله يليق بجلال شعبنا صاحب المعالي
شكرا اخي وشكرا إخوتي الكرام واخواتي الكريمات
بارك الله فيكم احبابنا وانتم تسدون عين الامم بوقفتكم الرائعة وهتافكم يشق عنان السماء ليرتد هذا المأفون الخوار الجبان القاتل الامعة خائبا وهو حسير
الوطن بخير طالما هذا الشعب الصامد القوي مرفوع الراس
ونحن في الشدة بأس يتجلى
الله غالب وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون