
الخرطوم : محمد اسماعيل
كان السبت (٢٤ سبتمبر ) الماضى؛ الذكرى الحادية عشرة لرحيل الفنان زيدان إبراهيم. وقد قدم الفنان الراحل عصارة إبداعه في سنوات مشواره الفني والذي تمكن بفضل مهاراته الفنية من تقديم أعمال جميلة راسخة ومن بينها: (ياما بقيت حيران ..وياما فشل ظني .. كل الحصل ما مني) و ( باب الريدة وانسد ..) وغيرها من الأغنيات الجميلة التي كانت في عهده الفني مسيطرة على ذوق المتلقي، وقد شكل الراحل مع الشاعر التجاني حاج موسى وعمر الشاعر ثلاثية فنية، كانت تتدفق إبداعاً ومنحوا المستمعين أجمل الأغاني، وكان لدور حى العباسية أثر كبير فى مسيرته الغنائية.
جاء زيدان ابراهيم إلى فضاء الحياة ليلونها بالأنغام الشجية، واكتسبت نبرات صوته الاعتراف به كمبدع مع الملحن أحمد زاهر ( قلبك ليه تبدل ) و(اخونك ) و (فراش القاش) ماذا كان سيحدث إذا قنع زيدان بقرار لجنة النصوص بحجة أن صوته لايليق كمطرب ؟
وانطلق زيدان إبراهيم كمغن لايشق له غبار قدم زيدان نفسه، حتى قارنه النقاد بالفنان عبدالحليم حافظ وأسماه أستاذنا رحمي محمد سليمان ( بالعندليب الأسمر) كناية على حسن تغريده وجمال صوته، كما أن وردي رشحه يومآ لخلافته. وهكذا كان زيدان تواقاً لأن يكون حاضراً بإبداعيته، منذ أن بدأ مع أحمد زاهر ومحمد جعفر عثمان، اللذين بحساب ما، يعتبران من جيل الرواد الأوسط،..
اسمه الحقيقى محمد إبراهيم زيدان، ولد بحي الموردة بأمدرمان فى العام 1934م درس بكادوقلي الشرقية الأولية وانتقل منها الى مدرسة بيت الأمانة، ثم حى العرب الوسطى، انتقل للمرحلة الثانوية العليا بمدرسة الأهلية الثانوية وانتسب لجمعية الموسيقى كعازف لصفارة الأبنوس، وخلال العطلة المدرسية ذهب زيدان مع الراحلين احمد الجابرى وعبدالدافع عثمان فى رحلة فنية،
وقد بدأ زيدان الغناء فى بيوت الأعراس، فوجد مضايقات من ناظر المدرسة الجديد. وخيره بين الغناء والدراسة فاختار زيدان الغناء وترك المدرسة فى العام 1959 م، وأصبح زيدان نجم الجلسات الخاصة، وتم تقديمه فى برنامج أشكال وألوان الذى يقدمه احمد الزبير، وتغنى زيدان بأول عمل خاص له وهى أغنية ( مشاعر )، بعد ظهور زيدان عبر برنامج أشكال وألوان وبرنامج ساعة سمر، أصبح يشق طريقه كفنان ، ثم تتلمذ على يد الموسيقار الراحل اسماعيل عبد المعين لمدة ثلاث سنوات. ثم شق طريقه كفنان واعد، وبدأ يتعامل مع ملحنين لهم وجودهم فى الوسط الفنى، لحن له علاء الدين حمزة ( انت الجافى ) كذلك لحن له السني الضوي ( ماسالتم يوم علينا)، ويعتبر زيدان من المطربين الذين تركوا أثراً فى وجدان الشعب السودانى، ومنح هذا الشعب الأصيل النجومية لزيدان الذى لم يعرف فى حياته درباً غير النغم.
اليوم التالي