مقالات سياسية

دعاة التغيير الجذري – من هم؟

م/ التجاني محمد صالح 

هناك دوائر تستخدم كل أدوات المكر والخداع والتزوير للنيل من ثورة شباب السودان العظيمة. تلك الدوائر تستخدم هذه الأيام أسطوانة قديمة تجتهد في الربط فيها ما بين التغيير الجذري الذي أختارته الثورة هدفا وبين الحزب الشيوعي في محاولة يائسة للنيل من الثورة . فالتغيير الجذري ليس هو الحزب الشيوعي. ولكن الحزب الشيوعي هو جزء من التغيير الجذري. فالتغيير الجذري يضم كل المؤمنين بضرورة تغيير كامل للمعادلة السياسية السودانية التي ثبت بالتجربة فشلها على مدى يزيد على ستة عقود من السنين. إن فرية ربط التغيير الجذري بالحزب الشيوعي وحده مقصود بها في الأصل الطعن في لجان المقاومة ولكن كما يقول المثل “عينك في الفيل وتطعن في ضلو” ويبقى “فيل المقاومة” علما على رأسه نار. إن موقف لجان المقاومة موقف حر شريف ولكن أصحاب الهبوط الناعم يكرهون المواقف الحرة جدا لأنها تذكرهم بخيباتهم كما أنهم معنيون أيضا بنتائج التغيير وذهاب الريح.

ليس هناك ثورة إلا وآمن ثوارها بالتغيير الجذري وإلا فلا ثورة. فالثورة في جوهرها أداة لإحداث التغيير الجذري. حقا لقد حار الدليل بجماعة الهبوط الناعم. ومع ذلك ننصحهم بأن يدعوا المؤمنين بالتغيير الجذري وشأنهم وأن يتركوهم في حالهم لأنهم – بزعمهم – “شرذمة قليلون” ويواصلوا هم في طريقهم الذي إختاروه و”قشة ما تعتر ليهم”. “ها داك حميتي وداك البرهان وداك الإنقلاب وأعوان الإنقلاب وبقايا العهد المباد، لموا معاهم ويا دار ما دخلك شر”.

ستبقى الثورة ما بقي هناك ثائر يطالب بالتغيير الشامل وتحقيق شعارات الثورة حرية سلام وعدالة وبمحاسبة القتلة والإنقلابيين على الدستور شاهدا ودليلا على الوعي وعلى بقاء بذرة الخير حية متقدة تؤرق مضاجع المذبذبين والإنقلابيين ودعاة الهبوط الناعم وحملة أعلام أنصاف الثورات الذين هم المسؤولون عن وأد الهبات الشعبية المتكررة.
يتمنى دعاة أنصاف الحلول أن لو تطلع عليهم الشمس ولم يتبق ثائر واحد حر عنيد مؤمن بالتغيير يذكرهم بدورهم الغائب الذي كان من واجبهم القيام به.

نقول للثوار الشباب وللجان المقاومة أن إعملوا في صمت لترتيب صفوفكم ووثائقكم وألا يزعجكم المزعجون الفاشلون. واعلموا يا شباب المقاومة أنكم غير مسؤولين عما وصل إليه الحال من ترد فتلك مسؤولية من تولوا الأمر وفشلوا فيه ويريدون لكم أن تتساووا معهم في الفشل. يا شباب الثورة لا تعطوا الفاشلين فرصة ليحققوا ما يتمنون وامشوا في درب التغيير الناجز بروية على مهلكم. فالوقت في صالحكم والمستقبل كله لكم وللأجيال التي ستأتي بعدكم و هذا ما يؤرق مجاميع الفاشلين من كل جنس.

6 أبريل يحبنا ونحبه

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. بالعقل لا أحد ضد التغيير الجذري لكن هل حال البلد ووحدة الشعب تسمح بذلك.. حالنا كحال الضرس الملتهب لا يقوم الطبيب بخلعه الا بعد ان يعالج الالتهاب… لذلك قلنا أن الأمر يتم عبر مراحل مدروسة.

    1. وماهو مستوى التغيير العايزنو ؟ ولا ما قادر تقول نحن ما عاوزين تغيير؟ لأنو كما قال الكاتب التغيير يشمل كل شي ولا ما كان تغيير ولا ثورة!

    2. الثورة قائمة ضد من حكم وسرق وقتل وخرب وقسم البلد وهم من يسمونهم بالفلول ، والفلول يقاومون بثورة مضادة والآن التسوية السياسية بين قيادات واحزاب الثورة وبين قيادات الثورة المضادةعلى اسس ترضي الطرفين ، طيب أين موقع الثورة ومطالب الثوار في هذه المعادلة وهل الثورة ومطالبها اصلا موجودة في معادلة التسوية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..