الجبهة الإسلامية القوميِّة .. الترابي والعلمانية !

صديق النعمة الطيب
المفارقة اللطيفة قبل ان نبدأ، هي ان الشيوعية كالحركات الاسلامية لا تعترف بالعلمانية كأساس للحكم، لأنها لا تعترف بالمواطنة كاساس للحقوق وانما الاساس هو الانتماء للايديولوجيا الشيوعية التي، عقلاً، لا يمكن ان تتحقق إلا إذا كان المجتمع كله شيوعي ! . ونفس القصة مع حزب البعث العربي القومي صاحب الرسالة الخالدة . (كل الاحزاب تحمل نفس الفكر مع اختلاف في اللون فقط وهذا سبب الفشل المتكرر) .
الإسلام كمفهوم إلهي متجاوز لا يمكن ان يلتقي مع القومية كمشروع سياسي ايديولوجي!.
هذا لا يعني ان الإسلام ليس أسلوب حياة وضمير أمة، بالعكس فوظيفة الدين هي خلق انسان قوي أمين صاحب همة ومواقف تُحرك السياسة والاقتصاد.
وهنا يحدث الاشكال والاضطراب، وهنا يصيح ويصرخ الاتباع والمريدين البسطاء، وقود حروب لوردات الحرب، الذين لا يفقهون من الدين سوى عقيدة “الولاء والبراء والبيعة” وعبادة السادة والكُبراء، الذين يعشقون الموت ويكرهون الحياة، معظمهم ماتوا في الجنوب، ومن لم يمت فهو من عُشاق السلطة والمال والغنائم ! .
الإسلام دعوة إنسانية عابرة للحدود الجغرافية والزمانية والايديولجية، فالإسلام يتخلل كل مناحي الحياة، كالماء والهواء من الحياة، لا تقوم الحياة إلا بهما ولكنهما ياخذان شكل الحيز الذي يوجدان فيه، وظيفة الدين أن يُهذب ويُطهِّر ويُزكي الانسان سواء كان سياسي او اقتصادي او نجار او كنَّاس أو طبيب أو غيره !. ولكنه لا يكون مشروع سياسي لحزب أو جماعة أو قومية.
أي برنامج سياسي لأي حزب قومي وطني، لا بُد وحتماً أن يعترف بالمواطنة كاساس للحقوق، ولا بد أن يعترف بالديمقراطية كوسيلة لتبادل السلطة، فالمواطنة والديمقراطية لا يمكن ان يتحققا إلا في جو علماني يعترف بتبادل السلطة بين احزاب اليمين وأحزاب اليسار، بين المسلم الإسلامي والمسلم الحقيقي بدون صفة غير انه مسلم .
التقاء الترابي وصدام حُسين رغم الاختلاف الايديولوجي يشير بكل وضوح الى إلتقاء الفكر، وليس المصالح كما يعتقد البعض ! فقد حارب الترابي العالم العربي والإسلامي بتضامنه مع صدام البعثي القومي اليساري. حزب البعث يقوم على القومية العربية ولا يعترف بالدين أصلاً “مؤسسي الحزب هما أنتوني سعادة وميشيل عفلق وكلاهما مسيحي”! رغم ما يقال عن استقلال البعث السوداني عن الأصل واستقلال اخوان السودان عن الأصل واستقلال الحزب الشيوعي عن الأصل الخ الخ..
لذلك من يفهم في السياسة يعلم جيداً أن أول من طبق العلمانية عملياً في السودان تحت شعار الدين هو الترابي “عليه رحمة الله”! بدون ان يشعر اعضاء الحركة الإسلامية بذلك، فمعظم هؤلاء الاعضاء قد انتموا إلى الحركة بدافع العاطفة الدينية الخالية تماماً من اي فكر سياسي، لذلك مات معظهم في الجنوب تحت شعار الجهاد الذي عاد واستنكره الترابي نفسه.
والمفارقة العجيبة أنهم أول من حارب العلمانية “كمصطلح” في السودان، وساووا بينها وبين الكُفر، وهم يمارسونها فعلاً على الارض ! .
هذا التناقض انتهى نهاية منطقية جداً وهي الانقلاب على الديمقراطية والمواطنة تحت شعار المشروع الإسلامي العالمي، الذي احتضن الحركات الإسلامية على مستوى العالم ثم انتهى كل شيء لان كل شيء قد قام على لا شيء..! .
هل قرأت برنامج الحزب الشيوعي السوداني؟ هل تعرف عن تاريخ الحزب الشيوعي السوداني ؟ مقال مسكون بورجغة الكيزان و جهلاء السياسة . و كما قال امبرتو إيكو وفرت الأسافير الجهلاء منابر
تقصد برنامج النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية؟ أنهم و الكيزان سواء الفرق أن الشيوعي السوداني كوز احمر يزعم انه تقدمي بسبب جهله العجيب. ستة و سبعين عام لم يقدم غير عبد الخالق و نقد و الخطيب و حتى اللحظة يريدون جلب نموذج فنزويلا و كوريا الشمالية و حتى اللحظة لم يصلوا لمستوى احزاب الشيوعيةفي الغرب التي أيقنت أن لا حل غير نمط الانتاج الرأسمالي و الشيوعي السوداني ما زال في ايمانه بنهاية التاريخ و انتهاء الصراع الطبقي و هيهات أنت و الكيزان فرقكم اللون الشيوعي كوز احمر و الكوز كوز اخضر دمرتم الفكر لا غير.
الجهل النشط مصيبة …
خليك مع الزمن يا اخي .. واكب يا تاهر اوومار لقد تجاوز الحزب الشيوعي السوداني -حسب متابعتي من منازلهم- موضوع جلب النمادج منذ الخمسينات/ الستنيات بخروج عوض عبدالرازق وجماعته من او علي الحزب-
برنامج الحزب الشيوعي وتوصيات مؤتمراته -حسب علمي المحدودبها- ولو اتطلعت انت عليها ستجد انها تشير الي الديمقراطية الليبرالية واقتصاد السوق وقد بح صوت الدفعة دكتور صدقى كبلو فى ترديد هذه البديهية.
وبعدين من قال لك ان كوريا آل صونغ شيوعية … ؟؟
امرك عجيب يا مستر اومار اقرأ وراجع المصادر اولا قبل ان ترمي وترسل القول علي عواهنه !!
شروم عامل فيها الولد شيوعي تشيع للكلاب يا وهم. عارفنك انت مين ليش غيرت اسمك زمان ما قلت بتجند نفسك لنقد الفكر الرأسمالي خلاص قلت ابو كدوس بقى ليبرالي طيب ليش متكلسين في شعار لن يحكمنا البنك الدولي نصف قرن. اسمع شخص تابع للحزب الشيوعي و لو ضنب مثلك من منازلهم غير مستعد لفهم الليبراية. بعدين عبارة الجهل النشط كشفت عورتك منها عرفنا من انت ايها الشيوعي من منازلهم. قال صدقي كبلو قال الليبرالية صدقي كبلو كل همه يصير زعيم حزب شيوعي بفقره المزمن للفكر.
“انتهى كل شيء لان كل شيء قد قام على لا شيء” …
ما هذه الشنشنة ؟؟؟ اللخو خريج شروني او جامعة افريقيا ..
انا حتى الآن لا احمل الجانب الفكري والايدولوجي مسؤولية التردي في أحوالنا.. قدر كبير من هذا التردي يرجع للنزعه الشخصية للسياسي السوداني فهو متلون وانتهاذي ودكتاتوري بطبعه.. لذلك الإصلاح في نظري يتم عبر تغيير كامل للشخصية السودانية حتى تكون ذات حس وطني وحضاري من خلال البيت والمعاهد التعليمية.
واضح ان كل ماتريد قوله ان الاحزاب الدينية والاحزاب ذات الايدولوجيا لا تعترف بالتعددية وهذا امر بديهى ليس لديك ما تنفعنا به كم ندمت على الوقت الضائع فى قراءة هذا اللغو