مقالات سياسية

اليوم القومي للعطاء و الانفاق

إسبوع الفضاء العالمي
4-11 إكتوبر
إسماعيل آدم محمد زين

ستمر علينا ذكري إحتفال العالم المتقدم باسبوع الفضاء العالمي،إذ أرسل الاتحادالسوفيتي أول قمرصناعي في العالم في مدار حول الأرض- كان إنجازاً غير مسبوق!في عام 1975م و أعقبه تحول في سياسات ولايات أميركا المتحدات بعدشعور قادتها بالمسؤلية الكبيرة وأعلن الرئيس الشاب كينيدي برنامجا للفضاء لارسال أول إنسان للقمر!

لقد تم إنجاز ذلك البرنامج الطموح،وما زال سياسي أميركا و علمائها ينتقدون البرنامج لخلوه من أية أهداف عملية!و لكن رائد الفضاء ألدرين أعلن عند أولي خطواته، قائلاً” إنها خطوة صغيرة لرجل في الفضاء و لكنها قفزة كبيرة للبشرية!” كان حديثُ رجل عاقل، فقد بث الطمأنينة لدي الروس و الدول الأخري- بأن أي تقدم يحرزه الانسان لهو ملك للبشرية و ها نحن الآن نجني ثمار ذلك التقدم العلمي في أقمار رصد موارد الأرض،و أقمار الارصاد الجوي، التي تتابع الزوابع منذ لحظة نشئوها حتي إنطلاقها في مسارها ، مما خفف كثيراً من فقد في الأرواح.

مع نظم عديدة أُخري لم يكن في وسع أميزالعقول تخيلها –مثل منظومات تحديد المواقع الجغرافية(جي بي إس،قلوناست الروسي، جاليلو –الأوروبي،و منظومات أخري).,اضحي الناس في كل مكان يسيرون علي هداها يرشدهم صوت جميل، “أن واصل سيرك لثلاثمائة متراً، ثم إنحرف لليسار و…”
لا أستطيع أن أُحصي كل الانجازات في مال الفضاء وهي متاحة علي شبكة الانترنيت وهي أيضاً إستفادت كثيراً من علوم الفضاء.

مما يدعو للحزن و الأسي أننا غُفل و لم ندرك بعد مدي غفلتنا عن مسيرة البشرية المهدية و المسترشدة بالعلم والمعرفة! ليس من السهل في ظل الفوضي الحالية و إنعدام القيادة المسؤولة و الرشيدة أن نرسم سياسة جيدة في أي مجال! لذلك علينا أن نسعي لننتج في مجال الاجتماع و الانسانيات،فهو متاح لمن يحسن التفكير. وهنا أدعو للاحتفال بيوم وطني للعطاء و الانفاق و لنؤمل أن يصبح يوماً يحتفل العالم كله به-إنفاقاً و عطاءً مع التحلي بالقيم الجميلة المصاحبة من رحمة و إخاء و محبة! وليكن لنا يوماً من أيام الله السبعة يشاركناالاقليم و من بعد العالم في الاحتفاء به و ليكن مختلفاً – لا تعطيل فيه للعمل ! وهو أصلاً قليل! و ليكن في الثاني من يناير من كل عام ليعقب إحتفالنا بذكري الاستقلال.

ليختلف شكلاً ومضموناً، طلاب المدارس و أساتذتهم يتهادون- قلماص أو كراساص ، كتاباً أو صحيفةً،رمزاً.
ليهدي الجار لجاره،تمراً أو صحن بليلة أو دعوة علي كوب شاي أو عشاءً خفيفاً! وهكذا ليزداد العطاء و لتنمو له جذوراً في أرضنا الغنية.ولنترك شح النفس و أهواء الطمع و الجشع.

وعلينا ألا ننسي التعليم- لنخصص له قدراً معلوماً في الميزانية ،لا يقل عن 20 %- سياسة تلتزم بها الدولة، بعد إنقشاع الظلام باذن الله. و لتكن للدولة سياسات عامة في كل الأنشطة- العلوم و التكنولوجيا بما لايقل عن 4% من الدخل القومي و لننشئ مراكز و معاهد للسياسات أو فلتكن للسياسات مواقعها في هياكل الوزارات و في كافة المؤسسات و لنشجع القطاع الخاص علي تبني سياسة تدفع بعمله و تعمل علي تطويره و استدامته- فليكن لكل مصنع أوشركة وحدة للبحوث و للمعرفة.

وليكن إحتفالنا باسبوع الفضاء العالمي متواضعاً، إن تذكرناه! لنعدد ما غاب عن الناس من منافع و كيفية الاستفادة القصوي مما يعرفون. وليكن التوفيق حليفاً و صاحباً.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..