مقالات وآراء سياسية

لقد اطفأوا ضوء النفق بفوهات بنادقهم وبدخان بارودهم

محمد حسن شوربجي

للأسف الشديد لقد خطأنا حين سكتنا وقد اطفأوا ذلك الضوء الذي كان في آخر النفق بفوهات بنادقهم وبدخان بارودهم…
وللاسف الشديد فلقد سخرنا جميعا وبغباء من مقولة حمدوك : أن هنالك ضوء في آخر النفق ..
وها نحن الآن  نعض بنان الندم حسرة وقد خفت ذلك الضوء وتلاشي وذهب مع الريح ..
فلقد  تقدمت بعض الصفوف اللعينة جماعات جهولة كل همها  القتل  والدماء وقد جعلته  مشاهد يومية ..
فهؤلاء القوم يظنون ان هذا الشعب الابي لن يحكم الا بفوهة البندقية ..
ومازال بعضهم يعتز بفتوي اقتل ثلثي الشعب السوداني ليعيش الثلث ..
فما معني ان يحرض هؤلاء علي قتل الشباب في الشوارع..
فمنذ بدايات ثورة ديسمبر المجيدة لم تتوقف هوايتهم اللعينة وحتي يومنا ..
فالحصيلة الكلية للقتلي قد تجاوزت الالف نفس  بريئة ..
وللاسف الشديد عجز القضاء المؤدلج و(الذي يقولون عنه انه نزيه وشريف) في تحديد القاتل ..
والمصيبة ان اعداد القتلي تتزايد يوما بعد يوم  ..
والقاتل سعيد في الطرقات يسير وقد ادمن رائحة البارود..
فكل يوم تتصاعد الأحداث والحوادث التي يعيشها المجتمع في “نسخته الانقلابية” الحالية ولدرجة مخيفة..
وهذا يستدعي منا تصديا لهذا العمل الحيواني والوحشي والجاهل ..
فهذا الانقلاب وللاسف الشديد قد مزق نسيج المجتمع  ..
وَفي عهده ارتفعت الكثير من الاصوات العنصرية .. وكثرت كذلك الكثير من النزاعات القبلية ..
وشاع قتل الابرياء ورميهم في النيل ودفنهم في البريه ..
لذا وجب علينا ان ندقّ ناقوس الخطر لكل الامة السودانية ..
وان ادركوا الوطن قبل الضياع..
فالوطن يدمر والارض تباع ..
والمواطن في جحيم ..
ولا يمكن ان تترك الامور  للرعاع والرويبضة الذين يملأون الساحة ضجيجا ..
فالجرح قد يُشفى بالدواء وليس بالنبش ..
وقد صدق ابن خلدون حين قال في كتابه “المقدمة” :
عِندما تنهار الأَوطان يَكثر المنجمون .. والمتسولون ..
والمُنَافِقون .. والمدعون ..
والقَوالون .. والمتصعلكون ..
وقَارئوا الكَف .. والمتسيسون..
والمداحون .. والاِنتِهَازيون ..
ويَختَلط الحابل بالنابل ..
و الصدق بِالكذب .. والشريف بالوضيع .. ويَسود الرعب ..
ويَلوذَ النَاس بِالطوائف والقبائل .. ويَعلو صوت البَاطل .. ويَخفت صوت الحق .. وتَشح الأَحلام .. ويموت الأَمل ..
وتَزداد غربة العَاقل .. فهل حقا نحن في ذلك الزمان الذي قال عنه ابن خلدون؟ هل نحن في زمان انهيار الاوطان  وعصور الظلام ..
صدقوني اخوتي نحن هناك ..
والسودان في خطر عظيم ..
وللمرة الثانية نقولها ونكررها اننا اخطأنا حين سخرنا من مقولة حمدوك : أن هنالك ضوء في آخر النفق ..
فلقد اختفي ذلك الضَوء  وخفت ..
وحقا نحن الآن في عتمة ليل مظلم وكالح ..
فلقد اطفاوا ذلك الضوء بفوهات بنادقهم وبدخان بارودهم اللعين ..
اللهم ارحمنا برحماتك ..

🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐🌐

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..