أكذوبة الدور الحالي للجان المقاومة

يوسف السندي
الصراع داخل الثورة تحول من صراع كتلة جماهيرية ديمقراطية ضد سلطة دكتاتورية عسكرية، الى صراع مستقلين من الشباب ضد الاحزاب السياسية، تبلور هذا الصراع في شكل اتهام شهير للاحزاب السياسية بأنها ( نخب ضيعت السودان) !!
هذا الصراع منشأه الاساسي العقل الباطن للشباب، والذي غذته صحافة واعلام الدكتاتورية عبر سنين طويلة ومازالت، حتى أصبح الكثير من الشباب المستقل كافرا بالاحزاب السياسية وبنشاطها وقادتها وكل ما هو متحزب.
حدث هذا الامر بعد هزيمة الثورة المهدية، حين استغل المستعمر الانجليزي الوسائل الإعلامية والترهيبية ورجالات المجتمع والقبائل المختلفين مع المهدية، من أجل تشويه صورة أعظم ثورة كفاح قومي وحدوي في تاريخ السودان، حين استطاع شعب اعزل مفكك فقير وامي من التوحد تحت راية واحدة ومصارعة أعظم إمبراطورية في ذلك الزمان وهزيمتها وتمريغ انفها في التراب.
علم المستعمر ان الطريقة الوحيدة لمنع هذا الشعب من القيام بثورة اخرى، هو ان ينسف صورة الثورة المهدية النضالية وقيمتها القومية والوطنية في اذهان اكبر عدد ممكن من السودانيين، وأن يزرع مكانها في العقل الباطن للمواطنين صورة سيئة قاتمة منفرة عن الثورة والثوار. وهو ما حدث بالفعل، اذ لم تثر جماهير الشعب السوداني مرة اخرى على المستعمر عسكريا، وانما تحررت عبر نضال مدني قادته الاحزاب السياسية وطليعة المثقفين السودانيين.
نفس هذا الغسيل للاذهان، عملت عليه الدكتاتوريات جميعا، اذ استهدفت غسل ادمغة الجماهير وتدنيس قيمة الاحزاب السياسية وتصوير السياسيين مجرد باعة ومشترين في سوق نخاسة اسمه السياسة. الدكتاتوريون يعلمون أن ضرب قيمة الحزب السياسي وضرب فكرة وقيمة الاحزاب السياسية، يعني بصورة مباشرة ضرب حلم المدنية وازهاق روح أي ديمقراطية ونسف نجاح أي ثورة ضدهم.
هذا الفخ وقعت فيه مجموعة ضخمة من أجيال اليوم، التي تردد بلا وعي ( اعزلوا النخب، اسكتوا النخب، امنعوا النخب)، ويحملون الأحزاب السياسية كل أزمات الوطن!!
تخيل ان حزبا سياسيا لم يشارك في سلطة الإنقاذ لمدة ثلاثين سنة، لم ينحني لكل الاغراءات وظلت كوادره تتعرض ليل نهار لكل أنواع الفصل من الخدمة والسجون والتعذيب، ثم يأتي شاب في مقتبل العمر، لم يخض غمار السياسة الا بعد اندلاع ثورة ديسمبر، ليصف هذا الحزب بالخيانة للوطن والثورة؟!! أليس هذا شاب مغسول الدماغ، فارغ العقل، مسلوب التفكير؟!
الهجوم على الاحزاب السياسية، هو هجوم على مستقبل الحكم، واستهداف لأدوات ممارسة السياسة، وإذا استهدفت الاحزاب ومنعت من ممارسة دورها، فان من يحل محلها سيكون هم العسكر والقبائل والمجموعات الجهوية المحدودة بمكان معين كلجنة مقاومة حي في وسط أو أطراف العاصمة، وهو بالضبط ما يحدث الان في مسرح البعث الحالي.
تخيل انك تريد لعب كرة قدم، ولديك فريق كرة قدم يحترف لاعبيه كرة القدم، ولديك المشجعين والمشاهدين، فايهما تختار لكي يمثلك في الميدان؟ بالطبع العاقل سيختار فريق الكرة لينتصر. كذلك في ميدان السياسة، الطريق السليم لممارسة اللعب السياسي، هي الاحزاب السياسية، فمن أراد ان يمارس السياسة، فلينضم لحزب سياسي، أو ينشيء حزب سياسي، غير ذلك فان التجمعات التي تحاول اختطاف دور الحزب السياسي من لجان مقاومة او تجمعات مهنية هي صورة مشوهة من الممارسة، زرعها الفكر الاستبدادي الدكتاتوري ولن تقود الا إلى الدكتاتورية.
شكرا استاذ يوسف السندي -وما كنت اظن انني ساقولها- كلام موزون ومرتب وصحيح مليون فى المية كل كلمة وجملة ..
فعلا ان اقصر الطرق الي الدكتاتورية هي الحديث عن “ديمقراطية” بدون احزاب سياسية … تذكروا جمهورية السودان “الديمقراطية” ايام السفاح الدكتاتور نميري وهاك الامثله جمهورية الكنغو الديمقراطية وجمهورية كوريا الديمقراطية وعلي ذلك قس !!
أعتقد أن القارئ بحاجة ماسة لهذه الرؤى الواضحة والقوية.
تحليل منطقي جدا ويصب مباشرة في خانة التوعية بالوسائل والأهداف في طريق تحقيق الديموقراطية بدلا مما نراه من انعدام كامل لفهم اسس اللعبة السياسية الديموقراطية.
وكمثال كيان مثل تجمع المهنيين مع احترامنا له كيف يقوم بدور الحزب السياسي ويتعامل باعتباره حزب سياسي؟ لو تحول الى حزب بمسمى حزب المهنيين يمكن ان نفهم ذلك أما ان يكون كيانا نقابيا ويتجاوز حدود ذلك التمثيل فإن هذا يمثل احدى التشوهات السياسية التي نعيشها اليوم. فمن المعروف مثلا ان هذا التجمع ينتمي للحزب الشيوعي فلماذا لا ينصرف قادته للوقوف تحت لافتة الحزب وابعاد التنظيم النقابي عن السياسة؟ هل هي من التكتيكات التي يسعى الحزب مثلا لتعديد واجهاته وبالتالي زيادة وزنه؟
الاغرب من كل ذلك أن شعار “يا احزاب كفاية خراب” رفعه وروج له الشيوعيون!! والسؤال اليسو حزبا أم انهم استثناء؟!!!!!!
لا يجب ابعاد التنظيمات النقابية عن السياسة. تاريخيا فهى لعبت دور عظيم غى مقارعة الدكتاتوريات واسقاطها ويعول عليه الان ايضا جنبا الى جنب مع لجان المقاومة.
الحزب الشيوعي يقود لجان المقاومة لهذا نري هذه الانصرافية والتخزيل والتخوين في مواجهة أحزاب اصلا شغلها السياسة.
حملة الشيطنة ورائها الحزب الشيوعي وصور لهم أنهم بمقدورهم كنس كل الأحزاب والاستفراد بالمشهد السياسي.
ولماذا لا يجملون انفسهم بأفعالهم ما الذي يمنعهم منذ الاستقلال لا تقول لي لم تكن هناك فترة ديمقراطية كافية لا ياعزيزي هي نفس النخبة التي تحكم منذ الاستقلال وما قبل الاستقلال لو بالديمقراطية او العسكرية حتى المستعمر شاركوه انها نفس الاوجه والبيوتات يشاركون اي عصابة تحكم السودان لا تفرق معهم المهم يعيشون كالملوك ويشاركون لو مافي السلطة في الثروة
صراحة احزابنا سيئة والدكتاتورية كمان سيئة.. هل تحليلك يالسندي يفرض علينا القبول بالسيئ تفاديا للأسوأ…اعتقد يجب أن نقول بكل صراحة للأحزاب انها بتكوينها ونخبها الحالية لا يمكن أن تقودنا إلى تحول ديموقراطي حقيقي.
يا اخ Mohd هذه مساواة زائفة ساذحة بين الاحزاب والدكتاتورية انها المساواة بين الجلاد والضحية …
الفرق واضح ولا يحتاج الي توضيح ولا اظنه يخفي علي فطنتكم ,,,, لكنها المكاجنة ومغالطات ولو طارت !!!
في ظل الاوضاع المائلة التي نعيشها والظروف الاقتصادية السيئة فإن لجان المقاومة تتاثر بقوة الرياح سواء كان الموضوع تحزبا او موالاة لجهات داخلية او خارجية خاصة الأموال الخارجية السائبة مثل اموال مؤسسة التنمية الامريكية التي تديرها المخابرات الامريكية، كما ان هذا الواقع يؤدي بها الى تشرذم وتشتت.
ودا كلو انعكس على اللجان وتناقص حراكها في الشارع بشكل كبير وخلافاتها السرية والعلنية.
من لا يملك قوته لا يملك قراره ومن لا يملك مال تنطيق عليه مقولة رايت الناس قد مالوا الى من عنده مال!