في تأمل مسيرة الفلول وسيكولوجية الجمهور

الهام عبدالخالق
أثار مشهد مسيرة الترحيب بمحمد الطاهر إيلا اخر رئيس وزراء للمخلوع عمر البشير العديد من ردود الأفعال ما بين دهشة وغضب وتساؤل وتاكيدات علي تمدد الثورة المضادة المتمثلة في عودة النظام السابق (بي صمة خشمو). وواضح أن العودة هذه تندرج تحت احدي تخبطات البرهان العشوائية والتي صاحبت تحركاته التي تزامنت مع تصاعد الصراع الخفي الدائر الآن بينه وبين حميدتي من طرف والصراع الإقليمي والدولي من طرف آخر وستكشف الأيام السر من وراء هذه العودة.
لست هنا بصدد الحديث أو تحليل مألات هذه العودة بقدر ما اني اريد القاء الضؤ على سيكولوجية الجماهير التي اصطفت وحشدت في البكاسي في مسيرة المطار الساخرة.أن للمتسلط ادوات عدة يروض بها الجماهير ويوظفها لخدمة اهدافه وقد كان هذا ديدن المؤتمر الوطني والذي كرس لإستغفال الجماهير واستخدم وسائل بدائية لتحشيدها وتخديرها وهي الحمية الدينية وهذا الاستغلال نفسه هو الذي حفر قبر النظام السابق. ولولا الدروس التي تعلمناها خلال مسيرة الثورة وكيف أن الثورة المضادة مخاتلة وذات قدرة على اتخاذ أشكال افعوانية للفت في عضد التماسك لما تخيلنا أننا سنشهد مثل هذا الترحيب بشخص مطلوب للعدالة في قضايا ثراء حرام واختلاسات غير مسبوقة. المعروف للجميع ان شرق السودان قد خضع لتاريخ طويل من الظلم من قبل الحكومات المتتالية منذ الاستعمار وعانت تكويناته القبيلة من الجهل والجوع والمرض ومع وجود ابنائه كالناظر ترك وايلا في تنظيم المؤتمر الوطني ورغما عن طول فترة حكم الانقاذ إلا أن تاريخ والتهميش والتجويع استمر بل وتعمق . ولقد شهدنا انخراط مدن الشرق وقراه في الثورة ومن بابها العريض. فمن هم هؤلاء الذين اصطفوا للترحيب بإيلا. القليل من هؤلاء هم أعضاء المؤتمر الوطني والمستفيدين المباشرين من نظام الانقاذ هؤلا هم في أدب الثورة اليومي (من قفل منهم البلف وحرت عليهم الفطامة) ولقد رأيناهم وهم يدبجون خطب الترحيب بهذا المجرم . ومما لاشك فيه ان بعض المرحبين هم ممن أثرت فيهم تصاعد النعرات العصبية والقبيلة والتي تم تكريسها وأدلجتها عبر اتفاق جوبا سئ الذكر وفي هذا الجو من عدم الثقة والتشكيك يصعب اقناع هذه الشريحة أن هذا الباب ليس مدخل او باب للعدالة بل هو باب لاعادة انتاج الانقاذ في اسوأ صورها. أما الغالبية وللاسف من امتطوا صهوات البكاسي فهم نفس الجماهير التي كانت تساق لصفوف التشريف بالسادة ومجرمي الانقاذ وهم فئة مسلوبة الإرادة تاريخيا تتماهي مع المتسلط أيا كان اتجاهه وتتحول لتابعة يسهل انقيادهم”أن التماهي بالمعتدي هو من أقوى عوامل مقاومة التغيير، وعرقلة التحرر الوطني والاجتماعي …. وهو كذلك لأنه ينمي عند الانسان المقهور وهم التحرر من خلال التنكر للمشكلة الذاتية والجماعية” انتهى الاقتباس من مصطفى حجازي
دحين اسي فليعيد إيلا الاموال المنهوبة والارصدة المكدسة في بنوك الخارج لصندوق إعمار الشرق المحتضر قبل أن يخرج ثعابين المؤتمرالوطني المدجنة من جلبابه.ولتضغط حركة الجماهير لتقديمه للمحاكمة الفورية.
وليعلم الجميع أن حركة الجماهير نحو الوعي وانتزاع الحقوق وتحقيق شعارات الثورة لن يوقفها شئ.
نهر الجماهير العميق جلجل شديد الانحدار
زلزل حديد الانكسار
امتد حولك واستدار
وملا الطريق
الطبيعة لا تقبل الفراغ.. هل كنت تتوقعين أن ينتظر الناس عقدين من الزمان حتى يتفق أهل الثورة.. هم حتى غير قادرين على الاتفاق لمجرد إسقاط الانقلاب دعك من الاتفاق على برنامج موحد لإدارة البلاد.
كدي كده براحة حدثينا عن ديمقراطية الحزب الشيوعي وتجمع مهنييه ولجان مقاومته التي ينادون بها وشرطها أن تكون بلا احزاب سياسية وبلا انتخابات وأظنها ديكتاتورية شيوعية مغلفة بإسم ديمقراطية تماماً كديمقراطية نميري ومنقستو ورفاق اليمن الديمقراطية وكوريا الديمقراطية وهلم جرا !!!!