
ضد الانكسار
أمل أحمد تبيدي
القضية أن الوطن ينقصه الجدية فى العمل والعدالة التى تستقيم بها كل الأمور…
المؤتمرات واللقاءات والحوارات تكشف حجم الخلاف الذي يصنعه الساسة محدودي الافق .. والعسكر الذين يتشبثون بالسلطة…
إذا لم يتمتع الرئيس (هنا أعني رئيس وزراء مدني) بمسؤولية تجعله يسقط العلاقات الشخصية والحزبية من المرحلة الانتقالية باختيار حكومة كفاءات لن ينصلح الحال…
إذا كنا صادقين مع أنفسنا ندرك تماما آن الذي أسقط حكومة حمدوك ليس الانقلاب وإنما الأحزاب المتصارعة التى عجزت فى التعلم من ألاخطاء المتكررة … تمارس ذات السياسات التى تضعف وتجعل الأغلبية تفقد الثقة فى الأحزاب … آنها احزاب لم تصل مرحلة النضج السياسي الذي يجعلها تتحمل المسؤولية وترتفع عن صغائر الأمور والاتهامات التى تعيق حركة التغيير….
المؤسف تلك المرحلة فشلت رغم شبة الإجماع الذي وجده رئيس الوزراء عبداللة حمدوك.. احتوته شله وفصلته عن الواقع واحزاب تتصارع على المناصب … وزراء فيهم من لا يستحق أن يكون مدير إدارة فى وزراة ناهيك عن وزير …. القائد الحقيقي كلما زادت صعوبة المهمة أصبح اكثر إبداع … بخططه التى لا يقبل فيها أي استثناء أو ارضاء …..
اقولها لرئيس الوزراء اخفقت بجعل أشخاص بدون خبرة أو كفاءة يتحكمون فى زمام الأمور … واتضح ذلك من اهتمامهم بصغائر القضايا كان همهم السلطة وامتيازاتها… حتى اللجان التى كونت كان معظمها قائم على العلاقات الشخصية او الحزبية فلا كفاءة ولا خبرة فى أجندة الاختيار … البعض صنعته مواقع التواصل الاجتماعي والبعض خدمته الصدفة…. مارسوا ذات سياسات النظام البائد محاصصة وترضية وعربات وقصور وووالخ بينما كان الحلم فى اعتصام القيادة حكومة كفاءات لا حزبية ولا ترضوية متجردة زاهدة فى السلطة … تباع كافة العربات لصالح التعليم والصحة ولا امتيازات ولا مرتبات عالية ناهيك أن تكون بالدولار…. فقدوا الشارع بتصرفاتهم المعوجة .. وانتسبت عيوب وزراء حكومة حمدوك اليه… لأنه استمع إلى قلة وحصر نفسه فى دائرة مغلقة لذلك صعد الانتهازي وصاحب المصالح……..
من الذين قلت نعم حمدوك بكل ثقة ولكن عندما أحاط به البعض من انصاف الساسة وبعض الذين يريدون ثمن لنضالهم وهم لا يملكون كفاءة ولاخبرة ولا برامج ولا خطط… قلتها لا يا حمدوك … سقطت حكومة الثورة عندما تخلت عن الأسس التى قامت عليها الثورة مزقوا الشعارات …. خسروا الشارع والثوار …. بما فعلت أيديهم …. وتسلل العسكر من عيوبنا وعادت بعض قيادات النظام البائد إلى دائرة الفعل السياسي.. وتتوسع كل اليوم الثغرات وعزفوا على اوتار الضعف لحن العودة….
&إذا وليت أمرا أو منصبا فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك
سقراط فيلسوف
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
شكرا امل تبيدي على الموقف الواضح من المؤامرة القادمة …
لابإس من الاطالة عندما يتعلق الامر بكشف خبث الكيزان والاعيب السلطة الانقلابية.. القصة فيها إن .. قد تكون بالونة اختبار لجس النبض ام مجرد كذبة خوفا من 25 اكتوبر .. لكن الارجح هو الآتي:
بعد يأس القوي الانقلابية والكيزان من اي عدم وجود اي مخرج لهم داخليا او خارجيا يبدو انهم اختاروا “علي وعلي اعدائي” خيار شمسون !!
حتي مع عودة حمدوك فإن هدفهم من هذه العودة هو اشعال فتنة انقسام حاد فى صفوف قوي الثورة…
لقد تم اعداد الفخ … ونصب بعناية استعدادا لاغراء الفريسة للدخول والوقوع فى الشرك …
الفخ الذي جري تجهيزه هو استقدام حمدوك وتحميله وش القباحة واستخدامه من قبل الكيزان كساتر لضرب قوي الثورة بالمليشيات والمليشيات بمكونات المجتمع ثم لعب دور الوسيط بين الاطراف حين يحمي وطيس المعمعة …
التفاصيل:
1- تعين حمدوك رئيس وزراء والاعلان عن ان الجيش قد اكمل مهمة انسحابه من المشهد السياسي … و حل مجلس السيادة وانشاء مجلس قيادة “الديش”…
2- سينقسم الشارع بين مؤيد ومعارض وينصرف الي زقاق الصراع التخويني الضيق بين معسكرين شكرا حمدوك … ومادايرين حمدوك. هذا فى الشارع …
3- يُطالب حمدوك بابعاد جبرين ومناوي ومحمد بشير ابو نمو واردول، صراع جانبي ونفق آخر وهذا فى اجهزة الدولة ..
4- فى ذات الوقت تبدأ التحركات والقلاقل فى الشرق بتحريك من ايلا وترك “بذريعة الاقصاء وحقوق الشرق” وفي النيل الازرق “بتحريك من عقار” المبعد من السيادي..
5- وسط هذه الزعزعة والفوضي العارمة كل الاحتمالات مفتوحة …والساقية لسة مدورة!!
6- اما حميدتي فإنه سيعود الي حجمه الطبيعي ودوره التاريخي المعهود كمرتزق مأجور مجرد غرابي طينة مغفل يستعمله الجلابة لتأديب الزرقة فى دارفور وكمسهل للنهب الاجنبي الروسي لموارد غرب البلاد.