
محمد التجاني عمرقش
في واقع الأمر يظل العنج أحد ألغاز تاريخ السودان، فمن هم هؤلاء العنج؟ ومن أين جاءوا وكيف اختفوا عن مسرح الأحداث في تاريخ السودان؟ كل هذه الأسئلة هي في الواقع مشروعة ومتوقعة؛ لأن التاريخ السوداني ومصادره العربية والإنجليزية لا تسعفنا إلا بالنذر القليل عن هؤلاء الناس الذين حكموا رقعة جغرافية واسعة مما يعرف اليوم بدولة السودان، وكان لهم وجود مشهود في كثير من بقاع السودان، لكننا الآن لا نكاد نحس منهم من أحد أو نسمع لهم ركزاً، وذلك يعني أنهم بادوا جمعياً فلم يتركوا لنا أثراً يرى! .
بعض الروايات الشفاهية تقول إن العنج كانوا فئة مستعبدة من قبل جهة مهيمنة، وسخرتهم للتنقيب عن الذهب في مناطق مختلفة من البلاد، حيث توجد لهم قبور وبعض الآثار، ولكنهم فيما بعد تعرضوا إما لإبادة جماعية من قبل أسيادهم أو هاجمتهم مجموعة قوية أخرى، أو أنهم تعرضوا لمجاعة طاحنة، إذ يقول المثل المنسوب للعنج أو أبو كنعان في شمال كردفان: “لو لقينا الكيل بالكيل ما رحنا بالميل”، وذلك يعني أنهم لوجدوا كيلة الذرة أو العيش بكيلة الذهب لما هلكوا جميعاً. وربما يكون العنج قد أجبروا على الفرار من مواقعهم؛ فتفرقوا في أجزاء واسعة من السودان بدليل أن قبورهم توجد في كثير من المواقع امتدادا من سواحل البحر الأحمر وصحاري الشمال إلى الجزيرة وشرق النيل وشمال كردفان حيث تعرف قبورهم حول قرية الفرجاب، إلى الشرق من بارا، بقبور الطوال؛ نظراً لطول قاماتهم.
وثمة آبار مياه قديمة في البطانة وفي صحراء كردفان وغرب النيل وبالقرب من سواحل الأحمر؛ خاصة في مناطق التعدين الأهلي الآن، يقال إنها من آبار العنج. ويضاف إلى ذلك أن الروايات الشفاهية المتداولة في كثير من بقاع السودان، سواء في جنوب النيل الأزرق أو في منطقة الدجن والتاكا، أي ولاية كسلا، وفي دار الريح، وجنوب شندي، ومنطقة الأبواب حول بربر، وفي الريف الشمالي لمدينة أم درمان، وفي ديار البطاحين والشكرية في البطانة تتحدث عن قوم يعرفون بالعنج، أو الأنج أو قوم أبو كنعان أو أبو قنعان الذين كانوا يسكنون الأطراف الجنوبية للصحراء الكبرى في شمال كردفان وبعض المواقع كجبل الحرازة ومنطقة الزنكور الواقعة بالقرب من أم بادر.
قوم كان لهم هذا الانتشار الواسع جديرون بالدراسة والتقصي؛ لنعلم مدى تأثيرهم على التركيبة السكانية والعرقية والثقافية للشعب السوداني، الذي هو نتاج لاختلاط أجناس وأعراق متنوعة ومختلفة الأصول، تمازجت عبر فترات متطاولة من الزمن بسبب عوامل بشرية ومناخية، وجيوسياسية، وثقافية، وغيرها. ومن المعلوم أن أصول السودانيين تعود إلى البجاة في الشرق والنوبة في الشمال والقبائل النيلية التي كانت تهيمن على الوسط وجنوب النيل الأبيض، وقبائل وشعوب إفريقية في دارفور وجنوب النيل الأزرق وفي جنوب كردفان. وفي وقت لاحق دخل العنصر العربي، مع أنه كان له وجود سابق حتى لفترة الإسلام فيما يعرف بالبلو في شرق السودان. وقامت في السودان ممالك ومشيخات لعل أعظمها ممالك النوبة القديمة مثل كوش ومروي، ونبته والمقرة وعلوه. ومع أننا لا نعلم اسماً معيناً لمملكة أنشأها العنج إلا أن بعض مصادر تقول إنهم كانوا يحكمون مملكة علوه حتى قضى عليها الحلف الفونجاوي- العبدلابي، بقيادة عمارة دنقس وعبد الله جماع في عام 1504 ونشأت على إثر ذلك سلطنة الفونج التي ضمت كثيراً من الممالك والمشيخات التي كانت قائمة فيما يشبه الحكم الكونفدرالي؛ ولذلك يقال إن تلك السلطنة هي التي وحدت الشعوب السودانية إلى حد كبير ووضعت بذلك اللبنات الأولى لما يعرف الآن بالسودان، وأعطت شعبه شذرات ثقافية جديدة كان لها بالغ الأثر في تعزيز الهوية السودانية ، إن وجدت.
فهل كان للعنج دور في هذه المسيرة الطويلة من حياة الشعب السوداني وثقافته وتاريخه القديم؟ وهل كان العنج هم فعلاً حكام علوه قبل سيطرة الفونج عليها، وأين ذهبوا بعد سقوط ملكهم، هل أنشقت الأرض وابتلعتهم، أم أنهم ذابوا في وسط ذلك الخليط الكبير، وتفرقوا بين القبائل وصاروا جزءاً من نسيجها الاجتماعي بحيث يصعب تمييزهم عن غيرهم من أفراد هذا الشعب؟ وما هي اللغة التي كانت يتحدثها العنج، وما هي ديانتهم ومعتقداتهم، وتقاليدهم، يا ترى؟ نحن نعلم أن ممالك النوبة القديمة قد اعتنقت المسيحية بعد أن كانت وثنية، وثمة أجناس سودانية ظلت بدائية لا تعرف شيئاً عن الدين والعقيدة، أياً كانت.
هذه الومضات سوف تحاول الإجابة عن مجمل هذه الأسئلة المطروحة؛ سعياً لبسط أكبر قدر ممكن من المعلومات عن العنج وتاريخهم وأماكن سيطرتهم، وآثارهم وأصلهم؛ لأن معرفة الماضي متطلب ضروري لتعزيز الهوية الوطنية والانتماء لهذا الوطن العزيز الذي يسع الجميع في ظني، إذا طابت النفوس وعلمنا أن الشعب السوداني تعود جذوره وأصوله إلى قواسم كثيرة مشتركة، وتركنا ما تشهده الساحة السودانية من شحناء وجهوية، وتباغض، وتنابذ بالأصول والأعراق. والمثل السوداني يقول: “العارف أصله مستريح”.
هناك قول بأن العنج / الأنج هم قوم من نوبة الشمال
حسب المؤرخ العربى الشهير _ بن تغرى بردى الملقب بأبو المحاسن , فأن أصل العنج جغرافيا كان من كردفان , و لم تكن لهم تسمية نسبة لأنهم لم يطوروا ملكات الحديث و قتها , فأطلق عليهم العرب كما يطلقون على جغرافيا أفريقيا كلمة الزنج.
الا أن شعب العنج و خاصة بعد دخولهم الاسلام و انتشار ممارسة الخلاوى و التقابات السمحة , أنتشر فيهم الشذوذ كما تنتشر النار فى الهشيم , وهو ما ذكره ابوالمحاسن فى كتبه , فأطلق عليهم العرب تسمية – العلوج – الشهيرة . فكان واحدهم ( علج زنجى) , لتختصرها الالسنة الى ( ع_نج) .
ومن هنا يمكن للقارىء اللماح أن يميز مصادر مصطلح كردفان ( الغرّة) أم خيرا ( جوه و بره ) !!! – التى تصف سكانها , وهى كناية بلاغية تشابه بيت الشعر العربى السمح لكعب بن زهير :
هيفاء مقبلة – عجزاء مدبرة – لا يشتكى منها قصر ولا طول.
امك جبتها من الاخر.بالمناسبة قصة الشيخ الكوز الدافوري الاغتصب 26 ثم خفض الرقم الي
15 ماذا حصل فيها.هل تم اطلاق صراحه والان يتمتع مع غلمانه كما فعل البشير باعفاء شيخ
خلوة الدويم الذي حوكم بالاعدام!!!!!!!!!!!
حسب الاخبار الواردة ان العنج الان كلهم راقدين (قش) !!.
و اهل كردفان منخرطين فى ارتداء العراريق الشفافة المثيرة السمحة ويتبادلوا النيران الصديقة فى الخلاوى و التقابات من طرف ، خاصة بعد اطلاق العنان للحركة الاسلامية الخدراء منذ ٢٥ اكتوبر و عينك ما تشوف الا النور الاخدر السمح !!
الوضع صعب خلى بالك !!.