البيض الفاسد في سلة واحدة

اجتماعات العواصم الأجنبية، ولقاءات قصور ما يسمى برجال الأعمال، وتفاهمات القيادة العامة وصولًا للوثيقة الملعونة في يوليو ٢٠١٩، تطلبت إبعاد لجان المقاومة من هياكل الحكم الانتقالي، وكان هذا شرطًا ضروريًا لتصفية الثورة والانحراف بها على نار هادئة، لتنتهي الفترة الانتقالية إلى (لا انتقال) ولا ثورة ولا يحزنون.

وفي كل حين كان يقال للجان المقاومة (خليكم بعيد بس احرسوا الثورة)، وانتظروا المجلس التشريعي، وفي الواقع تم التخطيط لتصفية لجان المقاومة، وقمعت مواكبها على أيام قحت وحمدوك وشراكة العسكر، وقتل ثوار على يد عسكر الفترة الانتقالية واعتقل آخرون..

وجاء اتفاق جوبا برعاية العسكر وموافقة قحت، ليجهز على ما تبقى من أهداف الثور، وأطراف سلام جوبا (المزعوم) عندما حضروا للخرطوم قالوا على رؤوس الأشهاد أنهم يسعون لإدخال الإسلاميين في الحكومة الانتقالية، وإشراكهم في المؤتمر الدستوري، وجاء الانقلاب فكانوا أول الداعمين له وهم الآن يشاركونه السلطة.

ولكن المؤامرات لم تمر فبقيت لجان المقاومة (شوكة حوت) في حلقهم، وتصاعدت المقاومة والوعي الثوري الذي توج بميثاق تأسيس سلطة الشعب، ومن عنوانه فهو حائط الصد الثوري ضد مشروع التسوية وتصفية الثورة، وهو يقلب كراسي المحاصصة فوق رؤوس المتآمرين على الثورة وبائعي دماء الشهداء.

والحرب النفسية جزء من الدعاية ضد المقاومة والثورة، على شاكلة (إيلا جاء، قوش جايي) وهلم جرا.. وهم لا يعلمون أن الثوار لم ولن يتراجعوا خطوة عن تصميمهم على الانتصار وهزيمة التسوية والمتآمرين، وما يجري هو وضع البيض الفاسد في سلة واحدة، وسيسهل على الثوار كنسهم إلى مزابل التاريخ..

الثورة مستمرة والخائن يطلع برة.

وأي كوز مالو؟

الميدان